الزواحف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الزواحف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الزواحف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
تضم بيئات المنطقة الشرقية أنواعًا كثيرة من الحيوانات الزاحفة، وتعدّ السحالي أكثر أنواع الزواحف في المنطقة؛ إذ توجد في الهضاب، والسهول الحصوية، والبيئات الرملية في الدهناء، وصحراء الجافورة والربع الخالي، وكذلك في السبخات المنتشرة بين الكثبان الرملية على امتداد المنطقة. ويعدّ الضب  من أشهر هذه السحالي لمعرفة الإنسان به منذ القدم، وتعد منطقة الصمان وهضبة الدبدبة والمناطق الشمالية الشرقية من المنطقة بيئات رائعة لهذا النوع، وتتناقص أعداد الضب بشكل كبير في معظم مناطق وجوده السابقة نتيجة الصيد الكثيف له خلال السنوات الأخيرة. وإضافة إلى السحالي هناك أعداد لا بأس بها من أنواع الثعابين التي تنتشر في كل البيئات تقريبًا مثل: رمال الدهناء، والربع الخالي التي لا تخلو من الحية المقرنة (أم جنيب)، والدفان، وأبو العيون، والصل، كما توجد أنواع أخرى من الثعابين البحرية على امتداد ساحل الخليج. وفي مياه الخليج أيضًا تعيش أنواع من السلاحف البحرية، أما سلحفاة المياه العذبة أو السلحفاة الخضراء فتوجد في عيون ومصارف منطقتي الهفوف والقطيف.
 
تعد الزواحف مجموعة ناجحة من الحيوانات الأرضية والمائية، وكان تنوعها هائلاً خلال العصر الطباشيري منذ 125 مليون سنة قبل الوقت الحاضر؛ فقد كانت تسيطر على معظم البيئات الأرضية والمائية، وقد حدث قبل نهاية ذلك العصر 60 - 70 مليون سنة انقراض هائل لمعظم رتب الزواحف؛ إذ انقرضت 13 رتبة وبقيت أربع رتب حتى الوقت الحاضر، وقد أعطى العلماء عددًا من التفسيرات لأسباب ذلك الانقراض، منها: زيادة الجاذبية الأرضية، وتغيرات المناخ، والتغيرات الكيميائية في كاسيات البذور وغيرها.
 
وتضم الرتب الأربع الموجودة اليوم من طائفة الزواحف ما يقرب من 6200 نوع، وتضم رتبة الزواحف مدببة الرأس نوعين فقط يعيشان في الجزر المحيطة بنيوزيلندا، وتضم رتبة التماسيح نحو 22 نوعًا تعيش في البيئات المائية ومصبات الأنهار في العالم الجديد وإفريقية وجنوب شرق آسيا، وتضم أكبر أنواع الزواحف؛ إذ يبلغ طول تمساح أمريكا الجنوبية نحو 7م، ولا توجد الرتبتان السابقتان في الجزيرة العربية. أما رتبة السلاحف فتضم ما يقارب 230 نوعًا تعيش في البحار، والأنهار، والبحيرات، وبعضها يعيش على اليابسة. والرتبة الرابعة هي رتبة الحرشفيات التي تضم السحالي الديدانية، والسحالي، والثعابين، وهي أكبر الرتب من حيث عدد الأنواع؛ إذ يصل عدد أنواعها نحو 6000 نوع.
 
ويوجد في المملكة من رتبة السلاحف خمس عائلات تضم 10 أنواع تعيش في الخليج العربي والبحر الأحمر، كما توجد في الأحساء والقطيف وجنوب غرب المملكة  .  بينما يوجد من رتبة الحرشفيات ما يزيد على 155 نوعًا موزعة على ثلاث تحت رتب؛ حيث تضم تحت رتبة السحالي الديدانية عائلتين تشملان نوعين بالمملكة. أما تحت رتبة السحالي فتضم ست عائلات هي: العظايا أو الحراذين، والحرابي، والأبراص، والسحالي الحقيقية، والسقنقورات، والأورال  . ويصل عدد أنواعها إلى 100 نوع موزعة على كل أنواع البيئات، بينما تضم تحت رتبة الثعابين ثماني عائلات هي: عائلة الثعابين العمياء، والثعابين الخيطية، والأفاعي، والصلال (الكوبرات)، والعاصرات، والأراقم، وعائلة الأبتر، والثعابين البحرية. وتضم هذه العوائل ما يقرب من 55 نوعًا، عشرة أنواع منها بحرية، كلها ضمن عائلة الثعابين البحرية.
 
ويوجد في المنطقة الشرقية نوع واحد من السحالي الديدانية، ونحو اثنين وعشرين نوعًا من السحالي، بالإضافة إلى ثمانية أنواع من الثعابين الأرضية، وأربعة أنواع من الثعابين البحرية، ونوع واحد من سلاحف المياه العذبة، وأربعة أنواع من السلاحف البحرية. وفيما يأتي استعراض لأهم هذه الأنواع:
 

 رتبة الحرشفيات (Order Squamata)

 
تشتمل هذه الرتبة على ثلاث تحت رتب وهي: تحت رتبة السحالي الديدانية، وتحت رتبة السحالي، وتحت رتبة الثعابين، وسوف نستعرض أهم أنواع كل مجموعة.
 
1- تحت رتبة السحالي الديدانية (Suborder Amphisbaenian):
 
تعرف بـ (السحالي الحلقية أو الدودية)، وتشبه الديدان الحلقية في الشكل العام، وهي سحالي صغيرة الحجم؛ إذ يصل أكبرها حجمًا إلى 60سم، وهي مهيأة للمعيشة في الجحور؛ فجسمها متطاول، وذيلها قصير، وليس لها أطراف، ولا توجد لها فتحة أذن خارجية، وعينها مختفية في الجلد.
 
وتضم هذه المجموعة عائلتين فقط تحويان نحو 40 نوعًا، وهي منتشرة في المناطق الاستوائية والمدارية. ويوجد منها في المملكة نوع واحد فقط. وتتغذى على الحشرات الصغيرة والديدان، وتتكاثر بالبيض، وهناك أنواع أخرى بيوضة  . 
 
- السحلية الديدانية (Diplometopon zarudnyi):
 
تعدُّ هذه السحلية النوع الوحيد من العائلة الموجودة في المملكة، وانتشارها محدود في بعض المناطق الرطبة والزراعية في وسط المملكة وعلى سواحل الخليج العربي بشكل خاص. وتسمى هذه السحالي بـ (ذات الاتجاهين)؛ لتشابه منطقة الرأس بالذيل، وهي مهيأة للمعيشة في الجحور؛ لذا ليس لها أذن خارجية، والعين مختفية تحت الجلد. ويصل طول السحلية إلى 25سم، وتتميز بعدم وجود الأطراف، والحراشف صغيرة وملساء وموزعة على هيئة حلقات بينها حزوز أو أخاديد، والجلد رقيق. أما الرأس فمقوى بصفائح تساعد على الحركة خلال التربة. وتعيش هذه السحلية في المناطق الرملية وفي المزارع، وتختبئ تحت الأرض خلال النهار، وتخرج قريبًا من سطح التربة ليلاً للبحث عن الغذاء من الحشرات والديدان الصغيرة.
 
 
2 - تحت رتبة السحالي (Suborder Lacertilia):
 
تعيش أفراد هذه المجموعة في المناطق الاستوائية بشكل عام، كما توجد في المناطق المدارية، ويقل انتشارها كلما اتجهنا شمالاً لبرودة الطقس. وتضم نحو 3000 نوع تعيش في الغابات والمناطق العشبية والصحارى. وتمتاز بوجود فتحتي أذن خارجيتين وجفون متحركة، كما أن لكثير منها خاصية انفصال فقرات الذيل الذي يستخدم بوصفه وسيلة دفاعية عند التعرض للقتل. وهناك أنواع كبيرة الحجم يصل طولها إلى 3م مثل العظاءة التنينية، وأخرى لا يتعدى طولها 10سم مثل السحلية ضفدعية الرأس. وتضم تحت هذه الرتبة ست عائلات في المملكة هي: العظايا أو الحراذين، وعائلة الأبراص، وعائلة السحالي الحقيقية، وعائلة الحرابي، وعائلة السقنقورات، وعائلة الأورال، وتضم هذه العائلات نحو مائة نوع. وفيما يأتي استعراض لأهم الأنواع الموجودة في المنطقة الشرقية.
 
- الضب المصري (Uromastyx aegyptius): 
 
أكبر أنواع الضب في الجزيرة العربية وسيناء، ويسمى الضب المصري كما يشير الاسم العلمي له لأن أول عينة جمعت منه ووصفت كانت من سيناء بمصر. وهو من عائلة العظايا أو الحراذين، ويمتاز بكبر حجمه؛ إذ يصل وزنه من 2 – 3كجم، وقد يصل إلى أحجام أكبر إذا ما أتيحت له فرصة الحياة. وله رأس مثلث مزود بفكين قويين بهما أسنان قرنية صغيرة، والجسم عريض مبطط، والذيل مخروطي مميز بأشواك مسننة حادة يستخدمها لإبعاد الأعداء، كما أن له أطرافًا أمامية وخلفية تنتهي بخمسة أصابع ينتهي كل إصبع بمخلب (برثن) قوي يستخدم في حفر الجحور. ولون الضب العام ترابي مصفر.
 
يعيش في المناطق السهلية والمناطق الحصبائية؛ لذا يسمى في بعض المناطق بـ (السهيلي)، حيث يحفر جحورًا عميقة وملتوية قد تصل إلى أكثر من متر تحت سطح الأرض. وينشط الضب خلال النهار، ويتغذى على النباتات الحولية وأوراق الشجيرات، وهو النوع الوحيد من السحالي الذي يتغذى على النباتات، ولا يأكل الحشرات مثل الزواحف الأخرى، ويعود إلى جحره عند اشتداد حرارة الشمس.
 
يدخل الضب فترة كمون خلال فصل الشتاء، ويعود إلى النشاط في بداية فصل الربيع واعتدال الجو، ويتكاثر خلال فصل الربيع، ويفقس البيض بعد شهر، وعادة ما تضع الإناث 30 - 40 بيضة في الموسم الواحد.
 
ويشكل الضب فريسة لكثير من الحيوانات مثل: الطيور الجارحة، وبعض الثدييات، والزواحف مثل الورل، وفي الوقت نفسه يشكل طريدة ممتازة لكثير من سكان المناطق الوسطى والشمالية في المملكة؛ حيث يقبل كثير من الناس على صيده وأكله وبخاصة في فصل الربيع، وقد ازداد صيد الناس له في الفترة الأخيرة؛ ما أدى إلى تناقص أعداده في كثير من مناطق انتشاره السابقة، وبخاصة القريبة من المدن والقرى؛ ما ينذر بقرب زواله من تلك المناطق. ولا شك أن الحاجة ماسة لتنظيم صيده في المناطق التي لا يزال يوجد بها بأعداد جيدة حتى لا يتعرض للانقراض. وتعد منطقة الصمان وهضبة الدبدبة من أكثر مناطق وجوده في المنطقة الشرقية، وقد تناقصت أعداده في كثير من هذه المناطق بسبب الصيد الجائر.
 
- السحلية ضفدعية الرأس (Phrynocephalus arabicus): 
 
سميت هذه السحلية بهذا الاسم بسبب شكل الرأس المثلث المبطط الذي يشبه رأس الضفدع، وهي سحلية صغيرة الحجم؛ إذ يصل طول جسمها إلى 4سم، وذيلها 7سم، كما يمتاز جسمها بالشكل المبطط، ولها أطراف نحيلة طويلة نسبيًا، وذيل مستدق يميل لون الثلث الأخير منه إلى السواد، وعادة ما يكون معقوفًا مثل ذيل العقرب، ولون الجسم رملي وعليه نقط بيضاء.
 
تعيش هذه السحلية في المناطق الرملية، وهي متكيفة مع هذه البيئة في لون الجسم والأطراف المنتهية بأصابع طويلة مزودة بحراشف جلدية تعطيها مساحة كبيرة تمكنها من السير على الرمل بسهولة. وتمتاز بمقدرتها العجيبة على إحداث اهتزازات سريعة بجسمها؛ ما يمكنها من الغوص داخل الرمال المفككة والاختفاء من الأعداء.
 
هذه السحلية نهارية المعيشة؛ إذ تنشط في الصباح، وتبحث عن الغذاء المتمثل في الحشرات والديدان الصغيرة، وتلجأ إلى الشجيرات في منتصف النهار لاتقاء حرارة الشمس. وتشكل مع غيرها غذاءً لكثير من المفترسات مثل: السحالي الكبيرة، والثعابين.
 
- البرص ذو الدرنات (Bunopus tuberculatus): 
 
برص صحراوي متوسط الحجم، يميل لونه إلى البني القاتم مع وجود بقع تتصل بعضها ببعض لتكون خطوطًا بيضاء على الظهر، ولون البطن يميل إلى البياض، وتوجد على الجسم درنات واضحة وبخاصة على الجانبين؛ ومنه اشتق اسم الحيوان. والرأس مثلث الشكل وكبير نسبيًا، والعينان كبيرتان دائريتان، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع لها مخالب صغيرة.
 
يعيش هذا البرص في المناطق الصحراوية، ويختبئ تحت الأحجار وقطع النباتات. وينشط خلال الليل، ويتغذى على الحشرات والديدان.
 
البرص المنـزلي (Ptyodactylus hasselquistti): 
 
سحلية مألوفة ومعروفة لعامة الناس؛ إذ يشارك الإنسان مسكنه منذ القدم. وهو ذو جسم متوسط الطول؛ إذ يصل طوله من 8 - 9سم، والذيل أطول قليلاً من ذلك، ورأس البرص مثلث الشكل، والعينان كبيرتان نسبيًا، والجلد بني مصفر شفاف؛ فقد تُرى أحشاء الحيوان من خلاله. وأطرافه تنتهي بخمسة أصابع ينتهي كل أصبع بممصات تمكنه من الثبات على الأسطح الملساء أثناء حركته على الجدران أو الأسقف، وتمتاز فقرات الذيل بسهولة انفصالها؛ ما يمكنه من الانفصال عندما يهاجم الحيوان، وهي وسيلة دفاعية لإشغال المفترس بجزء الذيل المقطوع والتمكن من الفرار.
 
يعيش البرص (الوزغ) في المنازل التي يسكنها الإنسان وفي البيوت المهجورة، وهناك نوع صحراوي يعيش في المناطق الجبلية، ويغلب على لونه السواد، وهو أكبر حجمًا من البرص الذي يعيش في المنازل. ونشاطه ليلي غالبًا، وقد يظهر أحيانًا أو يسمع صوته المميز خلال النهار، وهو من أنواع السحالي القليلة القادرة على إصدار الأصوات.
 
يتغذى البرص على الحشرات والديدان التي تعيش في المنازل؛ لذا فهو يخلص الإنسان منها، لكنه لا يخلو من تهمة تلويث المنـزل أو تسميم الطعام وغيره، مثله في ذلك مثل بقية الحيوانات المنـزلية، مع العلم أنه لا توجد غدد سمية لأيٍّ من السحالي التي توجد في المملكة.
 
- برص بري (Stenodactylus selvini): 
 
حيوان صغير الحجم؛ إذ يصل طول جسمه إلى 8سم، ويوجد على الرأس خط على هيئة رقم 8، والذيل متوسط الطول عليه حلقات داكنة في نهايته، والأطراف صغيرة، وتنتهي الأصابع بأظافر صغيرة. ويعيش هذا البرص في المناطق السهلية المفتوحة، وينشط ليلاً لاتقاء حرارة الشمس، ويتغذى على الحشرات والديدان.
 
- برص تيرسيكس (Hemidactylus turcicus):
 
برص صغير الحجم متكيف مع المعيشة في البيئات الصحراوية، ولونه أصفر يميل إلى البرتقالي، وتوجد حبيبات على سطح الجسم، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع على هيئة صفائح في وسطها مخلب. ويعيش هذا الحيوان في المنازل والبيئات الرملية والحصبائية، وهو ليلي النشاط، ويتغذى على الحشرات والديدان.
 
- برص سباتيلانس (Bunopus spatalunus):
 
من الأبراص الصحراوية المتكيفة مع المعيشة في البيئات الجافة، وهو برص صغير الحجم، وتغطي ظهره بقع بنية الشكل، وتوجد على جانبي الجسم درنات على امتداد الذيل. والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع في نهايتها مخالب صغيرة. ويعيش في المناطق البرية، ويوجد تحت الأحجار وبقايا النباتات، وهو ليلي المعيشة، ويتغذى على الديدان والحشرات الليلية، ويتكاثر بالبيض.
 
- برص دوري (Stenodactylus doriae): 
 
من الأبراص الصحراوية المتكيفة مع المعيشة في البيئات الجافة، ولون جسمه رملي أو ترابي بشكل عام، وهو متوسط الحجم، وتوجد على الذيل حلقات داكنة، كما توجد حبيبات على جانبي الجسم. والأطراف صغيرة وتنتهي بأصابع بها مخالب صغيرة. ويعيش هذا البرص في البيئات الرملية الحصبائية، وهو ليلي النشاط، ويتغذى على الحشرات والديدان، ويتكاثر بالبيض.
 
- سحلية شميدت (Acanthodactylus schmidti): 
 
هي من أكثر أنواع السحالي الحقيقية انتشارًا، وبخاصة في المناطق الرملية والسهول الصخرية ذات التربة المفككة، وهي سحلية متوسطة الحجم؛ ويبلغ طول الحيوان البالغ منها 10سم، وعادة ما يكون طول الذيل مثل طول الجسم مرة ونصف المرة إلى مرتين. ولون الحيوان رملي داكن ومرقش بنقط بيضاء على كامل الظهر، وتوجد على الذيل حلقات داكنة.
 
رأس الحيوان متطاول، والعين كبيرة، والأطراف الأمامية قصيرة نوعًا ما، أما الخلفية فطويلة وتنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية واضحة تمكنها من المشي على الرمال المفككة بسهولة. ويعيش هذا النوع في المناطق السهلية ذات التربة المفككة وفي المناطق الرملية، وينشط خلال فترات الصباح والمساء، ويختفي في الجحور في منتصف النهار لاتقاء حرارة الشمس.
 
تتغذى هذه السحلية على الحشرات والديدان وصغار السحالي، وتتكاثر بوضع البيض خلال الربيع وبداية الصيف. وتوجد في المناطق الرملية سحلية أخرى تشبه إلى حدٍّ كبير هذا النوع تسمى (A. tilburyi) ولكنها أصغر منها حجمًا، وتمتاز بوجود خط داكن على جانب الجسم يمتد من خلف العين إلى منتصف الذيل.
 
- سحلية بوسكيانس (Acanthodactylus boskianus): 
 
هي من أنواع السحالي الحقيقية واسعة الانتشار في عدد من المناطق، وهي سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يصل طول الحيوان البالغ منها 10سم، وطول الذيل مثل طول الجسم مرة ونصف المرة. والرأس متطاول، ولا يوجد عنق، ومقدمة الوجه مستدقة، والأطراف جيدة التكوين تنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية صغيرة. ولون الجسم رمادي أو بني فاتح، وتظهر خطوط فاتحة تمتد على طول الجسم.
 
تعيش هذه السحلية في المناطق الصحراوية المفتوحة، وبخاصة البيئات التي تكثر فيها الأشجار والشجيرات؛ حيث تختفي تحت الأغصان بغية البحث عن الغذاء حولها. وينشط هذا النوع خلال النهار في فترات الصباح الباكر وخلال المساء، ويختفي تحت الأشجار أو في الجحور خلال منتصف النهار لاتقاء أشعة الشمس. وتتغذى هذه السحلية على الحشرات وبخاصة الخنافس، والديدان، وصغار السحالي.
 
ويوجد نوع آخر يشبه هذا النوع في الشكل العام واللون يسمى (A. opheodurs)، وهو أصغر منه حجمًا، ويعيش معه في البيئات ذاتها.
 
- سحلية بريفرسرترس (Mesalina brevirostris):
 
هي من أنواع السحالي الحقيقية المنتشرة في عدد من مناطق المملكة، وهي أصغرها حجمًا تقريبًا؛ إذ لا يتعدى طولها 3سم تقريبًا، أما الذيل فيصل طوله إلى ضعف طول الجسم وعليه حلقات داكنة. والرأس صغير يشبه رأس التمساح من الناحية الجانبية، والأطراف الأمامية صغيرة، والخلفية متوسطة الحجم، ولون الجسم العام ترابي أو رملي، وقد تظهر بقع حمراء صغيرة على الظهر، أما البطن فأبيض اللون.
 
ويعيش هذا النوع في المناطق الصخرية والسهول الحصبائية، وينشط خلال النهار، ويتغذى على الحشرات والديدان الصغيرة، وهو سريع الحركة عندما يهاجم. وهناك نوع آخر من الجنس نفسه قريب الشبه به في الحجم واللون، ويعيش في البيئات نفسها يسمى (M. guttelata).
 
- السقنقور (Scincus mitranus): 
 
السقنقور من السحالي الشائعة في المناطق الرملية في وسط المملكة وشرقها وشمالها، وهي سحلية مميزة بلونها الأصفر اللامع والبقع الداكنة على جوانب الجسم؛ ما يعطيها شكل القطار، حيث تعرف بهذا الاسم في بعض المناطق. والجسم أسطواني مثل بقية أفراد العائلة، والحراشف ملساء؛ ما يمكنها من الغوص في الرمال بسهولة للاختفاء من الأعداء. أما رأسها فهو على هيئة مسحاة لتسهيل عملية الغوص في الرمل، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع صغيرة، والذيل قصير مخروطي الشكل.
 
يعيش السقنقور في مناطق الكثبان الرملية، وعادة ما يشاهد يسير على سفوحها، ويبحث عن غذائه من الحشرات والديدان حول النباتات التي تنمو في المنخفضات وبين الكثبان الرملية. وللسقنقور قدرة كبيرة على الغوص داخل الرمال المفككة عندما يحس بالخطر.
 
يُصاد السقنقور في وسط المملكة وشمالها ويؤكل، ويعتقد بعض العامة أن له قيمة غذائية، وعلى الرغم من ذلك فإنه وجد بأعداد لا بأس بها في مناطق انتشاره.
 
الدفان الصغير (Chalcides ocellatus): 
 
أحد أنواع عائلة السقنقورات، وهي سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يبلغ طولها نحو 15سم، ولون جسمها بني قاتم عليه أشرطة مستعرضة مبرقشة، والرأس صغير وغير مميز عن الجسم، ويغطى الجسم بحراشف صغيرة ملساء تساعدها على الدخول تحت الأشجار والجحور الصغيرة، والأطراف صغيرة جدا وبخاصة الأمامية وتنتهي بأصابع صغيرة.
 
يعيش الدفان الصغير في المناطق الصحراوية، كما يوجد في المناطق الزراعية، وينشط خلال النهار، ويتغذى على الحشرات والديدان.
 
- السعودة (Mabuya brevicollis): 
 
من عائلة السقنقورات، وهي سحلية متوسطة الحجم، ويميل لونها إلى البني الداكن في منطقة الظهر، أما البطن فيميل إلى البياض، وتوجد خطوط باهتة على جانب الجسم. يتميز جسم هذه السحلية بأنه ممتلئ أسطواني الشكل، والحراشف ملساء؛ ما يساعدها على الحركة تحت الأغصان والشجيرات، والأطراف صغيرة تنتهي بخمسة أصابع، والذيل مستدق النهاية.
 
تعيش السعودة في المناطق الزراعية، وتستخدم الجذوع مأوى لها، كما أنها تحتمي بالشجيرات وتحت أفرع النباتات عندما تهاجم، وتساعدها حراشف الجسم الملساء في الحركة السهلة والدخول في الأمكنة الضيقة التي توفر لها الحماية. وتنشط السعودة خلال النهار، وتتغذى على الحشرات واللافقاريات، وقد تدخل في كمون خلال فصل الشتاء مثل معظم السحالي، وتتكاثر خلال فصل الربيع وبداية الصيف، وهي من النوع الولود.
 
- الورل الصحراوي (Varanus griseus): 
 
الورل زاحف مميز بحجمه الكبير؛ إذ يصل طول جسمه إلى أكثر من متر، والرأس متطاول وكذلك الجسم، وله ذيل قوي طويل عليه حلقات داكنة، وقد يستخدم في الدفاع ضدّ الأعداء، وله عينان متوسطتا الحجم حادَّتا الإبصار، وفي الفم أسنان قوية ولسان طويل مشقوق، ولون الجسم رملي مع وجود بقع صغيرة على ظهره.
 
يعيش الورل في المناطق السهلية المفتوحة، وحول المناطق الرملية، وهو نهاري المعيشة؛ إذ ينشط قبل اشتداد الحرارة، ويبحث عن الغذاء حول النباتات بحركة سريعة، وقد يدخل الجحور بحثًا عن الفئران والسحالي والثعابين.
 
يتحرك في مناطق واسعة بحثًا عن الغذاء، ويمتاز بسرعته العالية للابتعاد عن الأعداء، وقد يدافع عن نفسه برفع الجسم وفتح الفم وإصدار صوت (فحيح) لإبعاد العدو. بالإضافة إلى كونه يخرج لسانه المشقوق الذي يشبه لسان الثعابين. إن مصدر خطورة الورل يكمن في عضته القوية وسرعته العالية؛ لذا يخشاه كثير من الناس.
 
3 - تحت رتبة الثعابين (Suborder Serpentes):
 
تضم تحت رتبة الثعابين أكثر من 300 نوع في 12 عائلة منتشرة في جميع البيئات الأرضية والمائية وبخاصة في الغابات الاستوائية والمدارية. والثعابين متباينة الأحجام، فمنها ما يصل طوله إلى 12م مثل الأناكوندا والبايثون، ومنها ما يتجاوز طوله عددًا من السنتيمترات.
 
وتتغذى الثعابين على فرائس متنوعة، ويساعدها في ذلك عدم اتصال عظام الوجه والفكين بصورة محكمة؛ ما يجعلها تبتلع فرائس كبيرة الحجم. وليست كل هذه الأنواع سامة كما يعتقد كثير من العامة؛ إذ لا تتجاوز السامة منها 25% من عدد الأنواع في العالم. ويوجد في المملكة ثماني عائلات من الثعابين تضم نحو 55 نوعًا، عشرة أنواع منها بحرية، فيما تشمل تحت الرتبة ثماني عائلات تضم نحو 45 نوعًا أرضيا، ونحو عشرة أنواع بحرية كلها سامة  .  بينما تشكل الأنواع السامة من الثعابين الأرضية نحو 50% من الأنواع. وفيما يأتي الأنواع الموجودة في المنطقة الشرقية:
 
- الثعبان الأعمى (Ramphotyphlops braminus): 
 
الثعبان الأعمى أو ثعبان الأصيص (وعاء الزرع) من عائلة الثعابين العمياء (Typhlopidae) من رتبة الحرشفيات، وتضم هذه العائلة أكثر من 200 نوع من الثعابين غير السامة، وهي صغيرة الحجم جحرية المعيشة.
 
يمتاز هذا النوع بخطم مستدير وعينين صغيرتين في أعلى الرأس. ولون الجسم غالبًا وردي أو رمادي، والبطن أبيض اللون. ويعيش هذا النوع معيشة جحرية في تربة المزارع، لذلك فهو غالبًا ما يتنقل مع التربة؛ وهذا هو سبب تسميته بـ (ثعبان الأصيص).
 
ويعد هذا الثعبان ليلي المعيشة، ويتغذى على النمل الأبيض بشكل رئيس، وقد يشكل خطورة كبيرة على حياة كثير من النباتات من خلال تدمير جذورها، وقد يكون لسرعة انتشاره عن طريق نقل التربة أثر في المحصولات الزراعية. ويعتقد أن هذا الثعبان يتكاثر بطريقة عذرية؛ إذ لم يعثر على ذكور في عدد من العينات التي جمعت في مناطق انتشاره؛ وإن صح هذا الاعتقاد يكون الثعبان الأعمى هو الوحيد الذي يتكاثر بهذه الطريقة.
 
- الثعبان الخيطي (Leptotyphlops macrorhynchus): 
 
يسمى (الثعبان الدودي)، وهو من عائلة الثعابين الخيطية (Leptotyphloidae)، ويعدُّ أحد ثلاثة أنواع في الجزيرة العربية. ويمتاز بخطمه المعقوف، ولون جسمه الوردي، وجسمه الدقيق، والحراشف الناعمة. وهو ثعبان صغير الحجم؛ إذ لا يتعدى طوله 20سم. ويعيش في المناطق الزراعية معيشة جحرية، وهو ليلي المعيشة، ويتغذى على النمل الأبيض بشكل رئيس، ويجذبه بوساطة إفراز هرمون يجعل النمل الأبيض ينجذب إلى جحر هذا الثعبان.
 
- الثعبان الدفان (Eryx jayakari): 
 
يسمى (الدساس)، وهو من عائلة العاصرات (البوا Boidae)، ويوجد نوعان من هذه العائلة في المملكة. وهو ثعبان مميز بلونه؛ إذ يغلب عليه اللون الرملي المحمر مع وجود بقع داكنة على الجسم، والرأس غير مميز عن الجسم، والأعين في قمة الرأس، وجسمه أسطواني، والذيل قصير، والحراشف المغطية للجسم ملساء؛ ما يعطيه مقدرة على الغوص في الرمال والاختباء من الأعداء، ويصل طول الحيوان إلى 50سم تقريبًا. وهو ثعبان غير سام.
 
يعيش هذا الثعبان في المناطق الرملية بشكل عام، فلا تكاد تخلو الكثبان الرملية منه. والدفان حيوان ليلي المعيشة، ويتغذى على السحالي، والأبراص، والسحالي الديدانية، ويوجد بأعداد متوسطة في مناطق انتشاره، وهو غير سام؛ لذا فهو لا يشكل خطرًا على الإنسان.
 
- ثعبان أبو السيور (Psammophis schokari): 
 
يسمى (الزاروق)، وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، ويعد من الثعابين واسعة الانتشار. وسبب تسميته بهذا الاسم وجود خطوط فاتحة صفراء على جانبي الجسم، كما أنه يسمى (الزاروق) بسبب سرعته العالية؛ وهو ما يجعله يخيف كثيرًا من الناس على الرغم من سميته الضعيفة؛ إذ يوجد له نابان خلفيان يفرزان سما ضعيفًا يستخدمه في قتل الفريسة. واللون العام للحيوان أخضر مغبر، والجسم أسطواني، والرأس صغير نسبيًا، ويصل طوله إلى متر تقريبًا.
 
يعيش أبو السيور في المناطق الشجرية في السهول والوديان، ويكثر في المناطق الزراعية؛ حيث يتوافر الغذاء مثل: الطيور الصغيرة، والبيض، كما يتغذى على السحالي والقوارض، وهو نهاري المعيشة، ويتميز بسرعة الحركة؛ ما يساعده على صيد فرائسه من الطيور والقوارض، ولا يشكل هذا الثعبان أي خطورة على الرغم من وجود أنياب خلفية له، كما أن له دورًا فعالاً في البيئات التي يعيش فيها وبخاصة المزارع، وذلك من خلال صيد أعداد كبيرة من القوارض والضفادع وغيرها، ويعتقد أنه موجود بأعداد جيدة في مناطق انتشاره.
 
- ثعبان أبو العيون (Malpolon moilensis): 
 
يسمى (الحنش)، وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، ويوجد من هذه العائلة عدد من الأنواع في المملكة غير سامة والقليل منها سام. وسمي ثعبان أبو العيون بهذا الاسم؛ لوجود بقع سوداء خلف العينين تبدو كأنها عيون أخرى، وهو شاحب اللون يشبه لون الرمال التي يعيش فيها، وغالبًا ما يميل إلى الاصفرار، ويصل طول الحيوان إلى أكثر من متر. ويوجد له أنياب خلفية تفرز سُمًّا ضعيفًا يستخدمه لقتل الفرائس التي يتغذى عليها. ويعيش هذا النوع في البيئات الصحراوية الرملية، ويفضل المناطق الشجرية مثل الأودية التي تتوافر فيها فرائسه.
 
يعد هذا الثعبان ليلي المعيشة، ولكنه قد ينشط عند الغروب باحثًا عن غذائه، وقد يُشاهد رافعًا مقدمة الجسم كما تفعل الكوبرا، كما أن له المقدرة على نفخ القلنسوة؛ ولذلك يسمى أحيانًا (كوبرا الصحراء). ويتغذى هذا النوع من الثعابين على السحالي، والقوارض الصغيرة، والطيور. ويوجد أبو العيون في عدد من مناطق المملكة بأعداد لا بأس بها، ولا يتعرض لضغط الصيد مثل الثعابين السامة.
 
- الثعبان الأرقم (Spalerosophis diadema): 
 
هو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، وهو ثعبان غير سام وذو انتشار واسع في المملكة. ويمتاز بأنه طويل نسبيا؛ إذ يصل طول الحيوان البالغ إلى متر ونصف المتر، ويمتاز بلون رمادي داكن مع وجود بقع سوداء على امتداد السطح العلوي له؛ ما أعطاه اسم الأرقم.
 
ويعيش في المناطق المفتوحة والوديان والمناطق الزراعية، وهو حيوان ليلي المعيشة بشكل عام، ويتغذى على الجرذان والفئران وبخاصة في المناطق الزراعية؛ وعليه فإنه يؤدي خدمة كبيرة للمزارعين من خلال القضاء على أعداد كبيرة من هذه الحيوانات التي قد تسبب خسائر مادية من خلال إحداث تخريب بالمحصولات، بالإضافة إلى أنه غير ضار، ولا يشكل خطرًا على حياة الإنسان لعدم سُمّيته. ويعتقد أن أعداده لا بأس بها، وهو جدير بأن يُحافظ عليه لدوره الحيوي في القضاء على عدد من القوارض التي قد تفتك بالمحصولات.
 
- الصل الأسود (Walterinnesia eagyptia): 
 
هو من عائلة الصلال (Elapidae)، ويعد أحد نوعين من هذه العائلة المنتشرة في المملكة، ويمتاز بلونه الأسود؛ لذا يدعى الصل الأسود. وينتشر في عدد من مناطق المملكة، ويصل طوله إلى متر، ويعدّ من أخطر الثعابين من حيث درجة السُمّية، وتحدث الوفاة من كمية قليلة من السم الذي ينفثه  . 
 
يعيش الصل في البيئات الصحراوية المفتوحة، وبخاصة البيئات التي توجد بها الضبان؛ حيث يستعمل جحورها مأوى له، وقد يتعرض كثير من صيادي الضبان للدغه أثناء البحث في جحورها. ويعد حيوانًا ليلي المعيشة؛ إذ يستقر في الجحور خلال النهار، وينشط ليلاً بحثًا عن الغذاء. ويتغذى على القوارض والسحالي وبخاصة الضب، ويدخل في سُبات خلال فصل الشتاء، وهو من الأفاعي الشرسة التي يمكن أن تهاجم الإنسان إذا أحست بالخطر.
 
يعد الصل من الأفاعي قليلة الانتشار في المملكة بشكل عام، وهو يتعرض للقتل من صيادي الضبان، كما أنه يجمع بكميات كبيرة من قبل بعض المؤسسات التي تعمل في مجال عرض الحيوانات وإنتاج الأمصال؛ ما قد يؤدي إلى انقراض هذا النوع من بيئات المملكة.
 
- الأفعى المقرنة (Cerastes cerastes): 
 
وتسمى (الحية المقرنة)، وهي من عائلة الأفاعي (Viperidae)، وتسمى (المقرنة) لوجود زائدتين في أعلى الرأس تشبهان القرنين. وتمتاز هذه الحية بجسم غليظ ورأس مثلث، وهذه صفة شائعة في الأفاعي، كما أن الذيل قصير نسبيا، ويصل طول الجسم من 60 - 80سم، ولونها يشبه لون البيئة الرملية التي تعيش فيها، والأفعى المقرنة من الثعابين السامة؛ إذ يحوي فكها العلوي زوجًا من الأنياب الأنبوبية المتصلة بالغدة السُمّية الموجودة على جانب الرأس.
 
توجد هذه الأفعى في البيئات الرملية بشكل عام، وتعدُّ من أكثر الأفاعي انتشارًا في مناطق الكثبان الرملية، وتسير بحركة تموجية مميزة؛ لذا فإنها تسمى عند العامة بـ (أم جنيب)؛ نظرًا إلى حركتها التموجية، وتستخدم البيئة بشكل جيد في عملية الاختباء؛ فهي تدفن جسمها في الرمل وتبقي الرأس خارجًا لمراقبة الفرائس وقنصها.
 
وتعد الأفعى المقرنة ليلية المعيشة؛ إذ تنشط عند المساء، وتبحث عن الغذاء خلال الليل، وتتغذى على القوارض والسحالي بشكل رئيس، كما أنها قد تتغذى على حيوانات أخرى مثل الطيور. وتدخل الأفعى المقرنة في فترة كمون خلال الشتاء لاتقاء البرودة وقلة الغذاء، ولكنها قد تشاهد خارج الجحر عندما يكون الجو دافئًا.
 
وتشكل هذه الأفعى خطرًا كبيرًا بسبب سُمّيتها العالية، وانتشارها الواسع في المناطق الرملية؛ إذ تعزى إليها معظم الإصابات. ويعتقد أن أعدادها كبيرة في مناطق انتشارها في المملكة في الوقت الحاضر.
 
- عائلة الثعابين البحرية:
 
تعيش الثعابين البحرية في المياه الدافئة مثل: الخليج العربي، والمحيط الهندي، وجنوب شرق آسيا، وهي متكيفة مع المعيشة البحرية من خلال وجود بعض التكيفات الشكلية مثل وجود فتحات الأنف في الجزء العلوي من الرأس، وهذه الفتحات مزودة بصمامات لمنع دخول الماء، وكذلك انضغاط الجسم جانبيا، كما أن الذيل قصير ومتحور على هيئة زعنفة للمساعدة على الحركة في الماء.
 
الثعابين البحرية حيوانات مسالمة لا تهاجم الإنسان على الرغم من سُمّيتها العالية؛ إذ يعتقد أنها قريبة الصلة من عائلة الصلال أرضية المعيشة. ويوجد في الخليج نحو تسعة أنواع من هذه العائلة. وتتكاثر بالولادة، وتتغذى على الأسماك، والقشريات، والحيوانات البحرية الأخرى. ومن الأنواع الموجودة في الخليج العربي الأنواع الآتية:
 
- ثعبان البحر أصفر البطن (Pelamis pleturus): 
 
هو من عائلة الثعابين البحرية (Hydrophidae)، ويصل طوله 70 - 90سم، ويمتاز برأس صغير وخطم متطاول، والذيل متحور إلى زعنفة للسباحة، ولون الجسم بني في الناحية الظهرية، أما البطن فذو لون أصفر أو بني مصفر (بيج)، وهناك بقع على امتداد الذيل.
 
يعيش هذا الثعبان في المياه العميقة؛ نظرًا إلى قدرته على السباحة بفضل الذيل المنضغط، وهو ثعبان سام، ويتغذى على الأسماك والحيوانات البحرية الموجودة على سطح الماء، ويصل انتشاره إلى المحيط الهندي وشرق إفريقية.
 
- حنش البحر ذو الثنية (Hydrophis ornatus): 
 
هو من عائلة الثعابين البحرية (Hydrophidae)، ويصل طوله إلى 95سم، والإناث أقصر قليلاً من الذكور، واللون العام للجسم رمادي مخضر، وتوجد حلقات داكنة على امتداد طول الجسم يصل عددها إلى 50 حلقة، والرأس كبير نسبيا، ويوجد نابان صغيران في مقدمة الفك العلوي. ويعيش هذا الحيوان في مياه الخليج، ويتغذى على الأسماك والأحياء البحرية، ويمتد انتشاره شرقًا إلى سواحل الصين.
 
- حنش الخليج العربي (Hydrophis lapemoides):
 
من عائلة الثعابين البحرية (Hydrophidae)، وهو من الثعابين السامة التي تعيش في مياه الخليج العربي وخليج عمان. ويعد ثعبانًا متوسط الطول؛ إذ يصل طوله إلى متر تقريبًا، والرأس متوسط الحجم، ولون العينين أسود، ولون الجسم مصفر، وهناك حلقات سوداء يصل عددها إلى 50 حلقة متعاقبة من الرأس حتى الذيل. ويعيش هذا الثعبان في مياه الخليج، ويتغذى على الأسماك والأحياء البحرية الأخرى، ويعتقد أنه نادر الوجود في مناطق انتشاره.
 
- حنش البحر ذو الحلقات (Hydrophis cyanocinctus): 
 
من عائلة الثعابين البحرية (Hydrophidae)، ويعيش هذا النوع في مياه الخليج العربي، ويمتاز بوجود حلقات سوداء على امتداد جسمه ذي اللون الأخضر أو الزيتوني. ورأس الثعبان أسود صغير، وعليه فتحتا أنف صغيرتان، ويصل طول جسمه من متر ونصف المتر إلى مترين، وهو متكيف مع المعيشة البحرية بانضغاط الجسم جانبيا (انسيابي مائي) للمساعدة في السباحة.
 
يعيش الحنش ذو الحلقات في مياه الخليج العربي وخليج عمان، ويمتد انتشاره إلى اليابان، ويتغذى على الأسماك وبعض أنواع القشريات البحرية، ويُعتقد أنه يوجد بأعداد لا بأس بها، ولكنه مثل بقية الثعابين البحرية يعلق بشباك الصيادين؛ ما يؤدي إلى قتله بالخطأ.
 
شارك المقالة:
260 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook