الزواحف في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الزواحف في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الزواحف في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
خلال العصر الطباشيري - أي منذ 125 مليون سنة قبل الوقت الحاضر - كان تنوع الزواحف هائلاً، فقد كانت تسيطر على معظم البيئات الأرضية والمائية. وقد حدث قبل نهاية ذلك العصر 60 - 70 مليون سنة انقراض هائل لمعظم رتب الزواحف؛ حيث انقرضت 13 رتبة، وبقيت أربع رتب حتى الوقت الحاضر. وقد أعطى العلماء تفسيرات متعددة لأسباب ذلك الانقراض منها: زيادة الجاذبية الأرضية، وتغيرات المناخ، والتغيرات الكيميائية في كاسيات البذور وغيرها.
 
وتضم الرتب الأربع الموجودة اليوم من طائفة الزواحف ما يقرب من 6200 نوع؛ حيث تضم رتبة الزواحف مدببة الرأس نوعين فقط يعيشان في الجزر المحيطة بنيوزيلندا.
 
وتضم رتبة التماسيح نحو 22 نوعًا تعيش في البيئات المائية ومصبات الأنهار في العالم الجديد وإفريقية وجنوب شرق آسيا، وتضم أكبر أنواع الزواحف؛ إذ يصل طول تمساح أمريكا الجنوبية نحو 7م. وتجدر الإشارة إلى أن الرتبتين السابقتين لا توجدان في الجزيرة العربية.
 
أما رتبة السلاحف فتضم ما يقارب من 230 نوعًا تعيش في البحار والأنهار والبحيرات وبعضها يعيش على اليابسة.
 
والرتبة الرابعة هي رتبة الحرشفيات التي تضم السحالي الديدانية والسحالي والثعابين، وهي أكبر الرتب من حيث عدد الأنواع؛ إذ يصل عدد أنواعها إلى أكثر من 6000 نوع.
 
ويوجد من رتبة السلاحف في المملكة أربع عائلات تضم من 9 - 10 أنواع تعيش في الخليج العربي والبحر الأحمر، كما توجد في الأحساء والقطيف وجنوب غرب المملكة  
 
بينما يوجد من رتبة الحرشفيات ما يزيد على 155 نوعًا موزعة على ثلاث تحت رتب؛ حيث تضم تحت رتبة السحالي الديدانية عائلتين تشملان نوعين في المملكة.
 
أما تحت رتبة السحالي فتضم ست عائلات هي: العظايا أو الحراذين، والحرابي، والأبراص، والسحالي الحقيقية، والسقنقورات، والأورال. ويصل عدد أنواعها إلى 100 نوع موزعة على كل أنواع البيئات.
 
بينما تضم تحت رتبة الثعابين ثماني عائلات هي: عائلة الثعابين العمياء، والثعابين الخيطية، والأفاعي، والصلال (الكوبرات)، والعاصرات، والأراقم، وعائلة الأبتر, والثعابين البحرية. وتضم هذه العائلات ما يقرب من 55 نوعًا, عشرة منها ضمن عائلة الثعابين البحرية.
 
ويوجد في منطقة نجران أكثر من 17 نوعًا من السحالي، ونحو 8 أنواع من الثعابين. وفيما يأتي استعراض لأهم هذه الأنواع:
 
رتبة الحرشفيات (Order Squamata):
 
تشمل هذه الرتبة ما يأتي: تحت رتبة السحالي، وتحت رتبة السحالي الديدانية، وتحت رتبة الثعابين، وأهم أنواعها:
 
أ - تحت رتبة السحالي (Suborder Lacertilia):
 
وتضم ست عائلات في المملكة هي: العظايا أو الحراذين، وعائلة الأبراص، وعائلة السحالي الحقيقية، وعائلة السقنقورات، وعائلة الأورال، وعائلة الحرابي، وتضم هذه العائلات نحو مئة نوع. ويوجد في منطقة نجران عدد من الأنواع أهمها:
 
- ضب فيلبي (Uromastyx philbyi):
 
سمي هذا الحيوان بـ (ضب فيلبي) نسبة إلى جون فيلبي الذي جمع العينات الأولى منه، ويسمى كذلك (ضب فيلبي المرقط) لوجود بقع بنية وأخرى صفراء على جسمه، وهو صغير الحجم؛ إذ يصل طول الضب البالغ إلى 30سم، ووزنه 300جم، وله رأس مثلث الشكل، وجسم مبطط مغطى بحراشف ناعمة، والذيل عريض عليه أشواك مدببة، ويراوح عدد حلقات الذيل بين 19 و 20 حلقة.
 
ولون الحيوان بني شاحب، وعلى الظهر 6 صفوف من البقع الصفراء يندمج بعضها مع بعض بشكل خطوط، ولا توجد هذه الألوان في الإناث. ويعيش في سفوح الجبال قليلة الارتفاع، وفي الحرات البركانية، ويسكن في جحر خاص به تحت الأحجار أو في الشقوق التي قد يصل طولها إلى متر، لذا يسمى في مناطق انتشاره بجنوب نجد بـ (الطريقي) تمييزًا له عن الضب المصري (السهلي) الذي يعيش في المناطق السهلية.
 
وضب فيلبي نهاري المعيشة؛ إذ يخرج في الصباح، ويتشمس عند فتحة الجحر حتى ترتفع درجة حرارة جسمه، ويتجول حول منطقة جحره بين النباتات بحثًا عن الغذاء مثل الأوراق الخضراء والبذور والسيقان الغضة، ويعود إلى جحره عند اشتداد حرارة الشمس في منتصف النهار أو عندما تهاجمه المفترسات، وتعد الجوارح من أكثر المفترسات تهديدًا لضب فيلبي.
 
ويتكاثر بوضع البيض، ويكون التكاثر في فصل الشتاء وبداية فصل الصيف، ويوضع البيض في نهاية الصيف. ولا يهتم سكان المناطق التي يوجد بها هذا الضب بصيده؛ لصغر حجمه وصعوبة صيده وإخراجه من الصدوع والشقوق؛ لذلك فهو يتمتع بحماية طبيعية في بيئته.
 
- العظاءة اليمنية (Agama yemenensis): 
 
وتسمى (حرذون اليمن) وتسمى أيضًا (الوحر) في المنطقة، ويتميز هذا الحيوان بلونه الأزرق اللامع، وهو متوسط الحجم؛ إذ يصل طول جسم البالغ منه إلى 15سم، وطول ذيله 16سم. وله رأس مثلث الشكل، والجسم عريض نسبيًا.
 
ويعيش في المناطق الجبلية من الطائف جنوبًا إلى اليمن، ويفضل البيئات التي تكثر بها الأحجار الكبيرة؛ لأنها توفر له المأوى المناسب لاتقاء الأعداء، وتوفر له مناطق جيدة للتغذية.
 
وهذا النوع نهاري المعيشة؛ إذ يخرج صباحًا للتشمس على الصخور حتى يسخن جسمه، ويبدأ ممارسة نشاطه في البحث عن الغذاء، وعند ارتفاع درجة حرارة جسمه يتغير لونه من الرمادي القاتم إلى الأزرق اللامع لتخفيف درجة الحرارة، وقد يلجأ إلى الجحور لاتقاء أشعة الشمس.
 
وغذاؤه الحشرات والديدان، وقد يأكل أوراق الأزهار والسيقان الصغيرة. ويدخل في سبات في فصل الشتاء نظرًا لطبيعة البيئة الجبلية الباردة التي يعيش فيها. ويوجد في البيئات نفسها التي يعيش فيها هذا النوع نوع آخر من الجنس نفسه هو (Agama adramatana)، وهو يشبهه في الحجم وشكل الجسم، إلا أنه يتميز عن العظاءة اليمنية بوجود لون برتقالي على الثلث الأمامي من الذيل.
 
- عظاءة سيناء (Agama sinaita): 
 
وهي عظاءة صغيرة الحجم، والرأس مثلث، والجسم مبطط شبه دائري، والذيل نحيل وطويل، والأطراف طويلة نحيلة، وتوجد فتحات أذن كبيرة على جانبي الرأس، كما يوجد خط قاتم على الرقبة والكتفين.
 
وتعيش هذه العظاءة في المناطق الصخرية بشكل عام، وتتخفى في الشقوق وتحت الأحجار، وهي نهارية المعيشة، وغذاؤها الحشرات واللافقاريات الأخرى.
 
- حرباء الشرق (Chamaleo chameleon): 
 
وهي من عائلة الحرابي، وتنتشر على امتداد جبال الحجاز والسروات من الطائف إلى اليمن، وتتميز بشكل الجسم المضغوط جانبيًا، وبه من 6 - 7 أشرطة عمودية داكنة على الظهر، والرأس مثلث الشكل، ويمتد من نهايته الخلفية ما يشبه القرن أو العرف، وعلى جانبي الرأس عينان دائريتان حولهما قناع في وسطه فتحة صغيرة للرؤية، وفي مقدمة الرأس فم على هيئة قوس يحتوى على أسنان صغيرة ولسان عضلي طويل ينتهي بجزء عريض، وتستعمله الحرباء بكفاءة عالية في اقتناص الفرائس دون الحاجة لمطاردتها. والأطراف طويلة ونحيلة، تنتهي بأصابع تتقابل في مجموعتين لتمكن الحيوان من الإمساك الجيد بالأفرع الشجرية، وللحرباء ذيل طويل من النوع الماسك؛ إذ تستعمله رجلاً خامسة، ويعيش هذا النوع في المناطق الجبلية المرتفعة، ويكثر في الوديان ذات الأشجار, وبخاصة أشجار الطلح، حيث تقضي معظم الوقت.
 
وهي نهارية المعيشة، وتتحرك ببطء على فروع الأشجار بحثًا عن غذائها من الحشرات والديدان. ويساعدها في حركتها وتوازنها انضغاط الجسم الجانبي؛ ما يجعله عموديًا على الفرع، وكذلك استخدام الذيل للتثبيت والإمساك الجيد بالأصابع. وتعتمد على الإبصار في البحث عن الفريسة؛ حيث تغطي رؤية كل عين 180 درجة، ويمكن تحريك كل عين باستقلالية عن الأخرى، وعندما تقترب الفريسة ينطلق اللسان الطويل لالتقاطها بسرعة فائقة.
 
والحرباء متكيفة للمعيشة الشجرية، ويساعدها في ذلك تغير لونها ليشابه البيئة التي تعيش فيها؛ ما يمكنها من الاختفاء من الأعداء بين فروع الأشجار، ويلاحظ أنها نادرًا ما تتحرك على الأرض إلا عند الانتقال من شجرة لأخرى. ومعظم الحرابي تتكاثر بالولادة، وبعضها يتكاثر بالبيض؛ لذا فقد تحتاج إلى الشقوق أو الجحور بين الأحجار لوضع البيض. وتصاد في بعض المناطق لاستعمال بعض العامة أجزاء منها في الطب الشعبي، ويعتقد أن أعدادها بحالة تناقص في مناطق انتشارها.
 
- البرص ذو الدرنات (Bunopus tuberculatus): 
 
وهو برص صحراوي متوسط الحجم، يميل لونه إلى البني القاتم مع وجود بقع يتصل بعضها ببعض لتكون خطوطًا بيضاء على الظهر، ولون البطن يميل إلى البياض، وتوجد على الجسم درنات واضحة, وبخاصة على الجانبين؛ ومنها اشتق اسم الحيوان. والرأس مثلث الشكل وكبير نسبيًا، والعينان كبيرتان دائريتان، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع لها مخالب صغيرة.
 
ويعيش هذا البرص في المناطق الصحراوية، ويختبئ تحت الأحجار وقطع النباتات. وينشط خلال الليل، وغذاؤه الحشرات والديدان.
 
- البرص المنـزلي (Ptyodactylus hasselquistti): 
 
ويسمى الوزغ أيضًا، وهو سحلية مألوفة معروفة عند عامة الناس؛ حيث تشارك الإنسان مسكنه منذ القدم. وهذا البرص ذو جسم متوسط الطول؛ إذ يراوح طوله بين 8 و 9سم، والذيل أطول قليلاً من ذلك. ورأس البرص مثلث الشكل، والعينان كبيرتان نسبيًا، والجلد بني مصفر شفاف، وقد تُرى أحشاؤه من خلاله. وأطرافه تنتهي بخمسة أصابع، وينتهي كل إصبع بممصات تمكنه من الثبات على الأسطح الملساء أثناء حركته على الجدران أو الأسقف، وتمتاز فقرات الذيل بسهولة انفصالها؛ ما يمكنه من فصله عندما يُهاجَم, وهي وسيلة دفاعية لإشغال المفترس بجزء الذيل المقطوع للتمكن من الفرار.
 
ويعيش الوزغ في المنازل التي يسكنها الإنسان وفي البيوت المهجورة، ونشاطه ليلي غالبًا، وقد يظهر أحيانًا أو يسمع صوته المميز خلال النهار، وهو من أنواع السحالي القليلة القادرة على إصدار الأصوات.
 
وغذاؤه الحشرات والديدان التي تعيش في المنازل؛ لذا فهو يخلص الإنسان منها، ولكنه لا ينجو من تهمة تلويث المنـزل أو تسميم الطعام وغيرها، مع العلم بأنه لا توجد غدد سمية لأي من السحالي الموجودة في المملكة.
 
ويوجد برص صحراوي يعيش في المناطق الجبلية، ويغلب على لونه السواد، وهو أكبر حجمًا من البرص المنـزلي.
 
- البرص البري (Stenodactylus selvini): 
 
وهو برص صغير الحجم؛ إذ يصل طول جسمه إلى 8سم، والرأس والجسم صغيران، ويوجد على الرأس خط على هيئة رقم 8، والذيل متوسط الطول عليه حلقات داكنة في نهايته، والأطراف صغيرة، وتنتهي الأصابع بأظافر صغيرة.
 
ويعيش في المناطق السهلية المفتوحة، وينشط ليلاً لاتقاء حرارة الشمس، وغذاؤه الحشرات والديدان.
 
- السقنقور (Scincus mitranus): 
 
وهو من السحالي الشائعة في المناطق الرملية في وسط المملكة وشمالها، وهي سحلية مميزة بلونها الأصفر اللامع والبقع الداكنة على جوانب الجسم، مما يعطيها شكل القطار حيث تعرف بهذا الاسم في بعض المناطق.
 
والجسم أسطواني مثل بقية أفراد العائلة، والحراشف ملساء؛ مما يمكنها من الغوص في الرمال بسهولة للاختفاء من الأعداء، والرأس على هيئة مسحاة لتسهيل الغوص في الرمل، والأطراف صغيرة، تنتهي بأصابع صغيرة، والذيل قصير مخروطي الشكل.
 
ويعيش السقنقور في مناطق الكثبان الرملية، وعادة ما يشاهَد يسير على سفوح الكثبان الرملية، ويبحث عن غذائه من الحشرات والديدان حول النباتات التي تنمو في المنخفضات وبين الكثبان الرملية، وله قدرة كبيرة على الغوص داخل الرمال المفككة عندما يحس بالخطر.
 
يُصاد ويُؤكل في وسط المملكة وشمالها، ويعتقد بعض العامة أن له قيمة غذائية، وعلى الرغم من ذلك فإنه يوجد بأعداد لا بأس بها في مناطق انتشاره.
 
- السعودة (Mabuya brevicollis): 
 
وهي من عائلة السقنقورات، متوسطة الحجم، ويميل لونها إلى البني الداكن في منطقة الظهر، أما البطن فيميل إلى البياض، وتوجد خطوط باهتة على جانبي الجسم، وجسمها ممتلئ أسطواني الشكل، والحراشف ملساء، مما يساعد على الحركة تحت الأغصان والشجيرات، والأطراف صغيرة وتنتهي بخمسة أصابع، والذيل مستدق النهاية.
 
وتعيش السعودة في المناطق الزراعية، وتستخدم الجذوع مأوى لها، كما أنها تحتمي بالشجيرات وتحت أفرع النباتات عندما تهاجم، وتساعدها حراشف الجسم الملساء على الحركة السهلة والدخول في الأمكنة الضيقة التي توفر لها الحماية. وتنشط خلال النهار، وغذاؤها الحشرات واللافقاريات، وقد تدخل في كمون خلال فصل الشتاء مثل معظم السحالي، وتتكاثر خلال فصل الربيع وبداية الصيف، وهي من النوع الولود.
 
- الورل الصحراوي (Varanus griseus): 
 
وهو زاحف مميز بحجمه الكبير؛ إذ يصل طول الجسم إلى أكثر من 1م، والرأس متطاول، وله ذيل طويل قوي عليه حلقات داكنة، وقد يستعمله في الدفاع عن النفس، وله عينان متوسطتا الحجم حادتا الإبصار، وفي الفم أسنان قوية ولسان طويل مشقوق، ولون الجسم رملي مع وجود بقع صغيرة على ظهره.
 
ويعيش في المناطق السهلية المفتوحة وحول المناطق الرملية، وهو نهاري المعيشة، إذ ينشط قبل اشتداد الحرارة، ويبحث عن الغذاء حول النباتات بحركة سريعة، وقد يدخل الجحور بحثًا عن الفئران والسحالي والثعابين. ويتحرك في مناطق واسعة بحثًا عن الغذاء، ويمتاز بسرعته العالية في الابتعاد عن الأعداء، وقد يدافع عن نفسه برفع الجسم وفتح الفم وإصدار صوت (فحيح) لإبعاد العدو؛ بالإضافة إلى كونه يخرج لسانه المشقوق الذي يشبه لسان الثعابين. ومصدر خطورة الورل من عضته القوية وسرعته العالية؛ لذا يخشاه كثير من الناس.
 
ب - تحت رتبة الثعابين (Suborder Serpentes):
 
تضم تحت رتبة الثعابين نحو 3000 نوع في 12 عائلة منتشرة في جميع البيئات الأرضية والمائية وبخاصة في الغابات الاستوائية والمدارية. والثعابين متباينة الأحجام، فمنها ما يصل طوله إلى 12م مثل الأناكوندا البايثون، ومنها ما لا يتجاوز طوله عددًا من السنتيمترات.
 
وغذاء الثعابين فرائس متنوعة، ويساعدها عدم اتصال عظام الوجه والفكين بصورة محكمة على ابتلاع فرائس كبيرة الحجم.
 
وليست كل هذه الأنواع سامة كما يعتقد كثير من العامة؛ إذ لا تتجاوز نسبة السامة منها 25% من عدد الأنواع في العالم. ويوجد في المملكة 8 عائلات من الثعابين تضم نحو 55 نوعًا: 45 نوعًا أرضيًا، ونحو 10 أنواع بحرية كلها سامة  ،  بينما تشكل الأنواع السامة من الثعابين الأرضية نحو 50% من الأنواع. وفيما يلي الأنواع الموجودة في منطقة نجران:
 
- الثعبان الخيطي (Leptotyphlops macrorhynchus): 
 
ويسمى الثعبان الدودي، وهو من عائلة الثعابين الخيطية (Leptotyphloidae)، وهو أحد ثلاثة أنواع في الجزيرة العربية. ويمتاز هذا النوع بخطمه المعقوف، وجسمه الدقيق ذي اللون الوردي، والحراشف الناعمة، وهو ثعبان صغير الحجم؛ إذ لا يتعدى طوله 20سم.
 
ويعيش في المناطق الزراعية معيشة حجرية، وهو ليلي المعيشة، وغذاؤه الرئيس النمل الأبيض، ويتعايش معه فيفرز هرمونًا يجعل النمل الأبيض يتقبل المعيشة في جحر هذا الثعبان.
 
- ثعبان أبو السيور (Psammophis schokari): 
 
ويسمى الزاروق، وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae), ويعد من الثعابين واسعة الانتشار. وسبب تسميته وجود خطوط فاتحة صفراء على جانبي الجسم، كما أنه يسمى الزاروق نظرًا لسرعته العالية، وهو ما يخيف كثيرًا من الناس منه على الرغم من سُمّيته الضعيفة، حيث يملك نابين خلفيين يفرزان سمًا ضعيفًا يستعمله في قتل الفريسة. ولونه العام أخضر مغبر، والجسم أسطواني، والرأس صغير نسبيًا، ويصل طوله إلى متر تقريبًا.
 
ويعيش أبو السيور في المناطق الشجرية، مثل: السهول والوديان، ويكثر في المناطق الزراعية، حيث يتوافر الغذاء، مثل: الطيور الصغيرة والبيض، كما يتغذى على السحالي والقوارض، وهو نهاري المعيشة، وتساعده سرعته العالية على صيد فرائسه من الطيور والقوارض.
 
ولا يشكل هذا الثعبان أي خطورة رغم وجود أنياب خلفية، كما أن له دورًا فعالاً في البيئات التي يعيش فيها؛ وبخاصة المزارع من خلال صيد أعداد كبيرة من القوارض والضفادع وغيرها، وهو موجود بأعداد جيدة في مناطق انتشاره.
 
- ثعبان أبو العيون (Malpolon moilensis): 
 
ويسمى (الحنش)، وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، ويوجد من هذه العائلة أنواع متعددة في المملكة أكثرها غير سام.
 
وسمي ثعبان (أبو العيون) بهذا الاسم لوجود بقع سوداء خلف العينين تبدو كأنها عيون إضافية، وهو شاحب اللون يشبه لون الرمال التي يعيش فيها، وغالبًا ما يميل إلى الاصفرار، ويصل طوله إلى أكثر من 1م. وله أنياب خلفية تفرز سمًا ضعيفًا يقتل به فرائسه. ويعيش هذا الثعبان في البيئات الصحراوية الرملية، ويفضل المناطق الشجرية مثل الأودية التي تتوافر فيها فرائسه.
 
وثعبان (أبو العيون) ليلي المعيشة، ولكنه قد ينشط عند الغروب بحثًا عن غذائه، وقد يشاهد رافعًا مقدمة الجسم كما تفعل الكوبرا، وله المقدرة على نفخ القلنسوة؛ ولذلك يسمى أحيانًا كوبرا الصحراء. وغذاؤه السحالي والقوارض الصغيرة والطيور. ويوجد في مناطق متعددة من المملكة وبأعداد لا بأس بها، ولا يتعرض لضغط الصيد مثل الثعابين السامة.
 
- الثعبان الأرقم (Spalerosophis diadema): 
 
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) وهو غير سام، وذو انتشار واسع في المملكة. وهو ثعبان طويل نسبيًا؛ حيث يصل طول البالغ منه إلى 1.5م، ويمتاز بلون رمادي داكن مع وجود بقع سوداء على امتداد السطح العلوي له؛ ولذا سمي (الأرقم).
 
ويعيش الأرقم في المناطق المفتوحة والوديان والمناطق الزراعية. وهو حيوان ليلي المعيشة بشكل عام، وغذاؤه الجرذان والفئران؛ وبخاصة في المناطق الزراعية، ويؤدي خدمة كبيرة للمزارعين من خلال القضاء على أعداد كبيرة من هذه الحيوانات التي قد تسبب خسائر مادية لأصحاب المحصولات، بالإضافة إلى أنه غير ضار، ولا يشكل خطرًا على حياة الإنسان لعدم سميته. ويعتقد أن أعداده لا بأس بها، وتجدر المحافظة عليه لدوره الحيوي في القضاء على عدد من القوارض التي قد تفتك بالمحصولات.
 
- الثعبان شبيه القط (Telescopus dhara): 
 
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، وهو من الثعابين النادرة في المملكة. ويصل طوله إلى 1م، وهو ذو لون محمر أو صدئي، وقد توجد ألوان أو بقع على الجسم عند بعض الأفراد؛ مما يعطيه لونًا مميزًا. كما أن العين لها بؤبؤ بيضوي يشبه عيون القطط؛ ومن هنا جاء الاسم. وله أنياب خلفية تفرز سمًا يقتل به فرائسه من القوارض والسحالي والطيور.
 
ويعيش ثعبان شبيه القط في المناطق الصخرية والوديان، وهو ما يفسر لون الجسم، وينشط ليلاً للبحث عن الفرائس. ويتكاثر عن طريق البيض. وهذا الثعبان قليل الانتشار، ولا يرى إلا نادرًا، ويُخشى أن أعداده قليلة في مناطق انتشاره.
 
- أفعى السجاد الشرقي (Echis coloratus): 
 
وهي من عائلة الأفاعي (Viperidae)، ولها رأس صغير مثلث الشكل على مؤخرته ما يشبه القلب، وهو مميز عن الجسم، ويصل طول الحيوان إلى 80سم، ويغلب على الجسم اللون المحمر، وتعلوه أشكال تشبه نقش السجاد من اللون الأبيض والبني القاتم. وتعيش في المناطق الصخرية والوديان.
 
تنشط أفعى السجاد عند الغروب، وهي ليلية المعيشة بشكل عام، وغذاؤها القوارض والسحالي وبعض اللافقاريات الليلية. وهي أفعى سامة، وتؤثر كميات قليلة من سمها على الشخص الملدوغ. وتوجد بأعداد متوسطة في مناطق انتشارها.
 
- أفعى الطفي المنشارية (Echis carinatus): 
 
من عائلة الأفاعي (Viperidae)، ولها رأس مثلث الشكل، مميز عن الجسم الذي قد يصل طوله إلى 70سم، ويغلب على الجسم اللون الأغبر، كما توجد بقع سوداء متداخلة مع بقع بيضاء، ولون البطن أبيض. وتعيش في البيئات الصخرية والرملية.
 
وتنشط هذه الأفعى عند الغروب؛ فهي غسقية، ويستمر نشاطها خلال الليل. وغذاؤها الثدييات الليلية والسحالي واللافقاريات. وهي من الأفاعي السامة؛ حيث تؤدي لدغتها إلى الوفاة من جراء كمية قليلة من السم. وهي قليلة العدد، وانتشارها محدود.
 
 
شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook