الزير بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الزير بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الزير بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
هو نصف برميل أو (زير من الفخار) تغطى فوهته بجلد جمل مدبوغ ومعتنى به في شده وتربيطه، ثم يترك هذا الجلد حتى يجف، فإذا ضرب عليه بعد جفافه بعصا أو ما شابهها أعطى صوتًا مدوّيًا يُسمع من بعيد، وفي فن (الزير) هذا يتصدر ضارب الزير المجلس أو مكان ممارسة اللعب ويبدأ في الضرب عليه حسب اللون الذي يرغبه اللاعبون؛ لأن لكل لون من ألوان اللعب على الزير ضربًا خاصًا ووقعًا معينًا، فهناك من ألعاب الزير عدة أنواع من أهمها لعبتان:
 

 لعبة زيد

 
وهذا النوع من الفن الشعبي هو السائد في المدينة المنورة وما حولها من الأودية والقرى مثل وادي الفرع ووادي الصفراء، ولهذا اللون عشاقه والعارفون به، إذ لا يستطيع غير العارف به وبحركات لعبه الوقوف فيه ولا مجاراة ممارسة هذا اللون الشعبي الجميل.
ويجري اللعب بين صفين؛ إذ يقف اللاعبون في صفين متقابلين ولكل صف (ربان) - كما يسمونه - وهو العارف بترانيم هذه اللعبة وأصولها، وكانت تستخدم فيها السيوف والبنادق التي تطلق في الهواء جماعاتٍ ووحدانًا. وهذا اللون من (الفلكلور) الشعبي هو لون لعبة الحرب وبخاصة لدى قبائل حرب التي تسكن المدينة المنورة وما حولها مثل وادي الصفراء ووادي الفرع ورابغ وما جاورها، فقد اعتادوا قديمًا على ضرب (الزير) ليسمعه القاصي والداني عندما تحدق المصاعب ويداهم الخطر، وصار (فلكلورًا) شعبيًا محببًا في المناسبات الجميلة  . 
ولـ (زيد) تفريعات وقوانين معينة وبحور شعرية خاصة مقننة، ولو صادف أن (رُبانًا) أخطأها في حالة (الشيلة) - وهي رفع الصوت بالإيقاع الجديد - فإن الربان الآخر في الصف المقابل يعدُّها فرصة ليدخل عليه بشيلة أخرى تتفق ومجريات اللعبة، وهذا يعني التشنيع به لعدم معرفته قصص اللعب.
 
ومن شيلات (زيد):
 
 
ربــي  عطــاني بحــر مـن ورد     مـــراكب  الهنــد تــاهت فيــه
ومنها:
 
سرى  الليـل وارخـى الغطـى كل نايم     ســــــــرى الليـــــــل
ومنها:
 
مســكين  يـا اللـي نحـا عـن بلاده     مســـــــــــــــــكين
ومنها:
 
لقيـت  القمـيري علـى المـا بحجلـه     وأخـذت  القمـيري وخـليت حجلـه  
 

الرديح

 
لعبة شعبية تشبه العرضة، قوامها الدفوف والزير، يرتدي اللاعبون فيها أثوابًا واسعة تسمى محليًا (الأثواب الحياسي)، ويرقصون فيها على الطبول الرتيبة في حركات تشبه حركات رقصات الباليه، ويتنازل فيها الشعراء بشعر الكسرات، وهي من وزن الدُّوبَيت، ويظل فيها الشعراء في سجال يستمر أحيانًا حتى ساعة متأخرة من الليل، وتُحيا هذه اللعبة في أيام الصيف بقرى ينبع النخل، وفي أيام الأفراح في ينبع الميناء  .  كما تمارس في كثير من بلدان المنطقة. وتعد لعبة الرديح أقل تعقيدًا من لعبة زيد، ولذا يستطيع كثير من الشباب المشاركة فيها دون تقنين خاص أو نظام معقد، وللرديح أنواع وألوان كثيرة، والواقع أن ألعاب الزير مثل زيد والرديح لا تزال تمارس بأشكالها وألوانها وتفريعاتها في مناسبات متعددة.
 
شارك المقالة:
112 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook