السكان بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
السكان بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

السكان بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
نظرًا لحداثة الدراسات السكانية في المملكة، يعاني المهتمون بالدراسات السكانية من قلة البيانات السكانية التي تساعدهم على دراسة السكان على مستوى المناطق الإدارية والمحافظات والمدن؛ وقد قامت المملكة بحصر سكاني عام 1382هـ /1962م، وتبيّن فيما بعد أنه غير دقيق، ولم يتوافر إحصاء دقيق لسكان المملكة إلا بعد عام 1394هـ /1974م، تلاه تعدادان في عام 1413هـ /1992م، وعام 1425هـ /2004م.
 
يعتمد هذا الفصل بصورة أساسية على النتائج التفصيلية لتعدادات 1394هـ /1974م، و 1413هـ /1992م، و 1425هـ /2004م بالإضافة إلى ما يتوافر من المراجع التي تحتوي على بعض البيانات ومنها الكتب، والرسائل الجامعية، والتقارير الحكومية، وتقديرات المراكز العلمية المعترف بها. ويركز الفصل على نمو السكان وتوزيعهم الجغرافي وتركيبهم على النحو الآتي:
 

النمو السكاني

 
تعدُّ دراسة النمو السكاني من أهم عناصر الدراسات السكانية، وتكمن أهميتها في أنها توفر بيانات عن أعداد السكان في الماضي والحاضر والمستقبل؛ فالتعرف إلى مستوى النمو السكاني يؤدي إلى التخطيط السليم للقوى العاملة والخدمات، مثل التعليم والصحة. وفيما يلي عرض عن النمو السكاني في المنطقة قبل توحيد المملكة، ثم بعد توحيدها على مستوى المنطقة ومحافظاتها:
 
أ - النمو السكاني قبل توحيد المملكة:  
 
استوطن الإنسان المنطقة منذ فترة بعيدة جدًّا  ،  وتبين الدراسات التاريخية، والآثار المكتشفة في المنطقة أن استيطان الإنسان بها يعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
 
وفي العصور التاريخية استوطن المنطقة العديد من الأقوام مثل: الفينيقيون، والجرهائيون الذين أسسوا مدينة جرهاء (الجرهاء) شمال العقير، والتي استخدمها الإغريق في عهدهم مركزًا رئيسًا للتجارة في شرق الجزيرة العربية، ومنها كانت تتفرع الطرق التجارية إلى داخل الجزيرة وخارجها  . 
 
وفي الجاهلية امتد نفوذ قبيلة كندة إلى المنطقة، وقد قدر عدد أفراد القبيلة - آنذاك - بنحو ثلاثين ألف نسمة. وبعد جلاء كندة سكنها بنو محارب من عبد قيس، وبنو سعد بن تميم. وقد كانت مدينة هجر في ذلك الزمان المدينة الأكثر سكانًا في المنطقة  . 
 
وبعد البعثة النبوية وإسلام بني عبد قيس بمدينة هجر بالأحساء، ازدهرت الأحساء، وكانت منطقة جذب لأبناء الجزيرة العربية وغيرهم  
 
ولا تتوافر بيانات أو تقديرات كافية لسكان المنطقة قبل توحيد المملكة؛ إلا أن أقدم تقدير لسكان المنطقة في بداية القرن العشرين قدرهم بنحو 58000 نسمة  
 
ب - النمو السكاني خلال الفترة 1351هـ - 1394هـ /1932 - 1974م:
 
أورد أحد الرحالة بعض الإحصاءات التقديرية لبعض مدن المنطقة وقراها، وبخاصة الأحساء عندما وصل إليها في عام 1335هـ /1917م. فعلى سبيل المثال، قدر عدد سكان قرية الجشة بنحو 3000 نسمة، وقرية الجفر بنحو 1500 نسمة، وقرية الفضول بنحو 1000 نسمة، وقرية المنيزلة بنحو 500 نسمة تقريبًا. كما قدر إجمالي عدد سكان الواحة الشرقية للأحساء بنحو 15000 نسمة. وقد ذكر أن الهفوف هي المدينة الرئيسة، وقدر عدد مساكنها بنحو 6000 بيت، وعدد سكانها بما يقارب 30000 نسمة. وذكر أن عدد سكان المبرز يصل إلى 20000 نسمة، وسكان القرى الغربية 10000 نسمة. وقدر سكان واحة الأحساء بكاملها بنحو 75000 نسمة. وعلى الرغم من أنه لم يتسنَّ للرحالة زيارة القطيف والجبيل، إلا أنَّه قدر عدد سكانهما معًا بنحو 25000 نسمة  
 
ومن جهة أخرى، أشار مؤرخ آخر إلى سكان مدن المنطقة بتفصيل أكثر؛ فذكر أن سكان مدينة الهفوف يصل عددهم إلى نحو 30000 نسمة، وقدر سكان مدينة المبرز بنحو 9500 نسمة، وسكان مدينة القطيف بما يقارب 12000 نسمة. وذكر أن واحة القطيف التي تضم إلى جانب مدينة القطيف، أم الساهك، وسيهات، والعقير، والجبيل، يبلغ تعداد سكانها 30000 نسمة تقريبًا. وقدر إجمالي سكان المنطقة بنحو 350000 نسمة يمثل سكان البادية 75% من هذا العدد. وأشار إلى أن عددًا من أبناء القبائل استوطنوا حول مدن المنطقة وقراها، ومنهم العجمان 45000 نسمة، وآل مرة 8000 نسمة، وبنو خالد 12000 نسمة، وبنو هاجر 6000 نسمة، واستوطن شمال المنطقة الرشايدة والعوازم  
 
ج - النمو السكاني خلال الفترة 1394 - 1425هـ /1974 - 2004م:
 
تشير بيانات (جدول 26) إلى أن عدد سكان المنطقة عام 1394هـ /1974م بلغ 762037 نسمة، يشكل منهم السكان السعوديون 88% تقريبًا. وإذا أخذنا في الحسبان تقديرات كل من الرحالة والمؤرخ السابقين فإن سكان المنطقة قد تضاعفوا خلال الفترة التي سبقت تعداد عام 1394هـ /1974م؛ ما يعني نموًا سنويًّا قدره 8%. ويبدو من الفارق في عدد السكان بين تعداد عام 1394 و 1413هـ /1974 و 1992م، أن حجم السكان تضاعف ثلاث مرات بنسبة زيادة تقترب من 183% خلال الثماني عشرة سنة التي فصلت بين التعدادين، إذ كان عدد سكان المنطقة 2575820 نسمة عام 1413هـ /1992م، منهم 74% من السعوديين. وقد حافظت المنطقة على ترتيبها الحجمي (أي الثالثة) ضمن مناطق المملكة، ولكنها تأتي أولاً من حيث النمو السنوي المقدر بنحو 7%. ويعود ارتفاع معدل نموها السنوي إلى النمو الاقتصادي الذي جذب إليها الأيدي العاملة من الداخل والخارج.
 
وبلغ إجمالي سكان المنطقة طبقًا لنتائج تعداد 1425هـ /2004م، 3360157 نسمة بزيادة تصل إلى نحو 30%، خلال 12 سنة، بمعدل سنوي قدره 2.23%، وبلغت نسبة السعوديين من إجمالي السكان نحو 76%، (شكل 2) 
 
ويلاحظ بوجه عام من البيانات الموضحة في (جدول 26) ، أن النمو السكاني للمنطقة شهد نمطين من أنماط النمو؛ نمطًا مرتفعًا بلغ 7% خلال الفترة الواقعة بين التعدادين 1394 و 1413هـ /1974 و 1992م، وآخر منخفضًا قدره 2.23% خلال الفترة الفاصلة بين تعدادي 1413 و 1425هـ /1992 و 2004م. ويعود ذلك إلى انخفاض معدل نمو غير السعوديين.
 
ومن خلال البيانات المدونة في (جدول 27) تظهر معدلات النمو السنوي للمحافظات أنه خلال الثماني عشرة سنة التي فصلت بين تعدادي 1394 و 1413هـ /1974 و 1992م، تعد محافظة الجبيل، الأكثر نموًا، إذ تجاوز نموها السنوي 17%. ويعود ذلك إلى إنشاء المدينة الصناعية بها. وأتت محافظة حفر الباطن ثانية بنمو سنوي قارب 13%، ويفسر ذلك إنشاء القاعدة العسكرية التي تعدّ من كبريات القواعد العسكرية في المملكة، وهجرة أعداد كبيرة من السكان إليها؛ إضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز للمحافظة؛ إذ إنها تقع عند ملتقى طرق دولية تربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب. وجاءت في المرتبة الثالثة والرابعة - بفارق ضئيل - محافظة الخبر، ومركز إمارة منطقة الدمام، بنمو سنوي يقارب 8%. ومن الملاحظ أن بقية المحافظات يقل معدل النمو السنوي فيها عن معدل نمو المنطقة، خصوصًا محافظتي ابقيق وقرية العليا اللتين يصل معدل نموهما السنوي إلى 2% تقريبًا. ويعود التباين في معدلات النمو السنوي بين المحافظات إلى أن بعض هذه المحافظات حظي بمشروعات تنموية، مثل إقامة مدن صناعية، وعسكرية، وإدارية.
 
وتظهر بيانات تعداد 1425هـ /2004م تراجعًا كبيرًا في نسب النمو السنوي لسكان جميع المحافظات خلال الفترة بين عامي 1413 و 1425هـ /1992 و 2004م مقارنة بنسب النمو خلال الفترة بين 1394 و 1413هـ /1974 و 1992م، (خريطة 11) ؛ فعلى سبيل المثال، تراجع النمو في الخبر من نحو 8% - 2.2% تقريبًا، والقطيف من 6.27% - 1.55%، وسجلت محافظتا أبقيق ورأس تنورة نموًا منخفضًا، (جدول 27) . ويعزى تراجع نسب النمو السنوي خلال العقد الماضي إلى انتهاء مرحلة الطفرة التنموية التي شهدتها المنطقة وما أعقبها من ركود اقتصادي.
 
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook