السم القاتل

الكاتب: المدير -
السم القاتل
"السم القاتل




إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.


ونُصلِّي ونسلِّمُ على المبعوث رحمة للعالمين محمدٍ عليه أفضل الصلاة، وأتمُّ التسليم.



أما بعد:

فالفراغ يحتاجُ إلى تخطيط حتى لا تكون حياتك مُبعْثرةً، إن بعض الناس يلوم الدهرَ ولا يدري أنه هو أساس المشكلة، قد تكونُ لك أمور مهمة لا تحتمل التأجيل، وربما تنسى الموعدَ، وفجأة تَتَذكر! ولكن بعد أن فات كلُّ شيء؛ فعليك أن تتدارك نفسك، وتصلَ في الوقت المناسب، وتكون مستعدًّا، وإلا فإن الزمن سيَسبِقُك، ولكن عندما تضَعُ في هاتفك منبِّهًا، وتضع الوقت المحدَّدَ لكي تستيقظ -  فإنك ستحقِّقُ هدفَك بمشيئة الله؛ لأنك أخذت احتياطاتك.

 

إنها الفرصة، فما زلتَ في سَعَة من أمرك، ولا زالَتْ ورقة الإمتحان بيدك، فاملأها بالأعمال الصالحة وكلِّ ما يوافق الشرع، وبما يأمرُ الله به، وتجنَّب ما ينهى عنه؛ كي ترى النجاح والفلاح.

 

الوَحدة سمٌّ قاتل، خصوصًا عندما لا يكون بجَعبَتِك هدف واضح، وخطة مرسومة ومكتوبة، فحينها تكون على خطر عظيم؛ لأن الشيطان حِيال ذلك يكون أكثرَ قربًا منك، ويحشو أفكارك، ويُحرِّضُك نحو كلِّ ذي شر؛ فعليك بمقاومته، وتذكُّرِ عداوته لك ولجميع بني آدم؛ قال الله تعالى: ? وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ? [الأعراف: 11 - 18]، ومقاومته بذكر الله عز وجل أو قراءة القرآن، أو ربما الخروج من المنزل للتأمل في مخلوقات الله، أو قراءة كتاب مفيد ...

 

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)).

 

والمتأمل في هذه الحياة الفانية التي لا يدوم فيها فرح ولا حزن، يجد أن الإنسان كلما تقدَّم به العمر، تقلَّص زمنُ بقائه على وجه الأرض، وماهي إلا عدة أيام أو شهور أو سنوات ... وسيودع كلَّ شيء؛ فلا تُؤجِّلْ زمن التوبة وتقول: غدًا، فاعلم - رعاك الله - أن هذا استدراجٌ من إبليس لك؛ كي تكون من أتباعه، فالسم ليس - فقط - يوضع في الطعام ليُهلِكَ الإنسان، بل قد يكون في الأفكار والأجساد ...، فكل ما هو مدمِّرٌ، فهو سمٌّ؛ فعليك بالرجوع قبل أن تنفاض أنفاسك وتعود إلى خالقها، واستغلَّ أوقاتك بما ينفعك بأمور دينك ودنياك وآخرتك.

 

ختامًا:

فإن أصبتُ فمن الله، وإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


"
شارك المقالة:
20 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook