السهول بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 السهول بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

 السهول بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 

السهول الساحلية

 
تمتد السهول الساحلية بموازاة خط ساحل البحر الأحمر الذي يشكل حدودها الغربية تقريبًا، على حين نجد أن الحدود الشرقية لهذه السهول مثار جدل بين الدارسين لاختلاف المنسوب الذي عُدَّ حدًا لها في الشرق، وقد يكون من المفيد عرض أهم الآراء حول تحديد تهامة عند المتقدمين أو المحدثين، فقد أطلق اسم تهامة عليها لشدة حرها وركود ريحها، وجبال السراة والحجاز هي الحد الفاصل بين تهامة ونجد، إلا أن هذا التحديد يبقى فضفاضًا، ومن ثم فقد رأى بعضهم أن هناك عددًا من النقاط تمثل هذا الحد، ومنها ذات عرق والعرج والطائف، وبناء على ذلك يمكن تحديد ملامح تهامة في النقاط الآتية:
 
 تشغل تهامة السهول والمنخفضات الساحلية المطلة على البحر الأحمر، وتمتد بمحاذاة جبال السراة والحجاز، بحيث يحدها الحاجز الجبلي شرقًا وساحل البحر الأحمر غربًا.
 
 تتعدى حدود تهامة السهل الساحلي إلى حضيض الجبال شرقًا.
 
 يتضح وجود حد مناخي متميز بين جبال السراة والحجاز من جانب وسهول تهامة من جانب آخر، إذ يعتدل المناخ في الأول ويزداد حرارة في الثاني.
 
 تختلف الحياة النباتية بين جبال الحجاز وسهل تهامة، فبعد سيادة غابات العرعر وأشجار الطلح على المرتفعات الجبلية تتحول الأشجار تدريجيًا إلى أنواع السلم والسدر والسمر والقتاد المميزة لتهامة.
 
ويمكن أن نخلص إلى أن الأكثر تحديدًا لتسمية تهامة حاليًا هو أنها تمثل السهول الساحلية المنخفضة الممتدة موازية لخط الساحل، وتتكون من رواسب مفككة تغطيها رواسب المجاري الدنيا للأودية الممتدة من الجبال المجاورة، إضافة إلى بعض الرواسب الساحلية النشأة كالسباخ الساحلية، أو نطاقات الشواطئ الرملية، ويمكن تناول خصائص السهل الساحلي في منطقة المدينة المنورة على النحو الآتي:
 
1 - المراوح الغرينية:
 
إن أهم ما يميز السهل الساحلي لمنطقة المدينة المنورة جنوب مدينة ينبع وساحل جنوب مستورة وجود المراوح الغرينية، حيث تتلاقى عند خط الساحل بمسطحات مدية أو سباخ، وتنتهي عند السفوح الجبلية بتراكمات من الرمال المذراة والمنساقة من بطون الأودية نحو شرق السهل الساحلي. وتنتمي المراوح الغرينية إلى فترات متعددة من الزمن الرابع، حتى العصر الحالي، وتظهر غطاءات الحصى إلى الجنوب من مدينة ينبع البحر، وحول مصب وادي الصفراء، أو تتكون من الحصى والغرين والرمل والطين، وتشير مواقع هذه المراوح إلى ارتباطها بمصبات الأودية الخارجة من المنطقة الجبلية إلى السهل الساحلي كوادي الفرعة ووادي الصفراء.
 
2 - المدرجات البحرية: 
 
المدرجات البحرية توجد في ساحل مدينة ينبع، وهي الأكثر تنوعًا سواء بمناسيبها فوق مستوى سطح البحر أو بتنوع مكوناتها، وتوجد مجموعة من مدرجات الحصى ومدرجات الشعاب المرجانية على مناسيب مختلفة فوق مستوى سطح البحر، وتتكون مدرجات الحصى من فرشاة حصوية رقيقة وسطح منبسط وانحدار واضح في اتجاه البحر، وتقع هذه المدرجات عند مستويين، يتكون المستوى الأعلى منهما من أسطح منحدرة نحو البحر، ومغطاة بحصى وجلاميد، وتأخذ أشكالاً متطاولة بين الأودية المنحدرة إلى خط الساحل، وتتوزع حاليًا في مواقع إلى الشمال الغربي من مدينة ينبع البحر، ويصل منسوبها إلى 60م، وتنتمي إلى هذا المدرج نفسه المدرجات التي تبرز وسط مروحة وادي الصفراء إلى الغرب من مدينة بدر، وتتكون من ربوتين ترتفعان وسط المروحة، وتتكونان من حصى بركاني وحصى متأثر بورنيش الصحراء يميل إلى السواد. أما المستوى المنخفض للمدرج البحري فيقع أسفل المدرجات العليا، ويتكون من سطوح حصوية مغطاة بحصى مستدير ومفكك عليه بقع سوداء، ويعد هذا المدرج أكثر حفظًا من المدرج الأعلى، وتتوزع بقاياه حول شرم ينبع وعند المجرى الأدنى لوادي كمال، ويصل أقصى ارتفاع له إلى 12م فوق مستوى سطح البحر  ،  وقد نسب عمر المدرج الأعلى إلى البلايستوسين الأدنى، في حين نسب المدرج الأسفل إلى البلايستوسين الأعلى  
ويعكس وجود المدرجات البحرية حركات كل من مستوى سطح البحر، إضافة إلى حركات الرفع القاري، إذ تسببت هذه الحركات في تقطيع المراوح الغرينية والسهول الساحلية وتحديدها، وتعمق بعضها إلى ما دون مستوى سطح البحر خلال الفترة الجليدية الأخيرة، ما أدى إلى طغيان مياه البحر في فترة ما بعد الجليد، حيث ملأت هذه الأودية وأنشأت شروم المنطقة، كما أدت تغيرات مستوى سطح البحر إلى نشأة معظم أشكال السطح في هذه السهول الساحلية التي من أهمها الشروم والشعاب المرجانية والسباخ، ويمكن تناولها كما يلي:
 
أ) الشعاب المرجانية: 
 
تنتشر الشعاب المرجانية أمام ساحل منطقة المدينة المنورة الذي يمتد من شمال مدينة رابغ حتى رأس بريدي إلى الشمال الغربي من مدينة ينبع البحر، وعلى الرغم من امتداد الشعاب المرجانية على طول الساحل إلا أنها تزداد اتساعًا في الساحل الممتد بين مدينة ينبع البحر ورأس بريدي، كما تزداد في الساحل الممتد شمال مدينة مستورة.
 
وتأخذ الشعاب المرجانية أشكالاً متعددة سواء في الأمكنة الساحلية أو بعيدًا عنها، وربما تكون الشعاب الأطرية الساحلية (Fringing Reefs) أكثرها انتشارًا، تليها الشعاب المرجانية للساحل الخارجي (Off Shore Reefs) تضم الشعاب الخارجية مجموعة من الأنواع، وأكثرها انتشارًا في ساحل منطقة المدينة المنورة الشعاب الحاجزية (Barrier Reefs)، والشعاب المرجانية العائمة، ويعد هذا القسم من ساحل البحر الأحمر الأكثر فقرًا في أشكال الشعاب المرجانية الأخرى، كأنواع الشعاب الحلقية والشعاب المحيطية، إلا أن هذه الشعاب تعود للازدهار مرة أخرى إلى الشمال حول مدينة أملج.
 
ويتأثر نمو المرجان بعدد من العوامل البيئية المتوافرة بشكل نموذجي في البحر الأحمر، ما أدى إلى تنوع كبير في نماذج بنيات هذه الشعاب منذ أواسط الزمن الثالث، وخلال الزمن الرابع حتى الوقت الحاضر، إلا أنها تعرضت لبعض التغيرات البيئية التي حدثت خلال العصر الجليدي، ويعد الضوء والحرارة والملوحة من أهم العوامل المؤثرة في نمو الشعاب المرجانية والطحالب المصاحبة لها وتطورها، كما تؤدي حركة المياه المتمثلة في الأمواج والتيارات البحرية دورًا مهمًا في ازدهار حياة المرجان وانتشاره  ،  وبناء على هذه العوامل، فإن صفاء مياه البحر ضروري لتغلغل الضوء إلى الأعماق، وحيثما يقل صفاء الماء يزيد التعتيم ويقل الضوء، ومن ثم فإن معظم المرجان لا يعيش أمام مصبات الأنهار والأودية أو في أعماق تزيد على 50م، كما تعد البحار التي لا تهبط فيها درجة الحرارة عن 18م الأفضل لنمو المرجان، أما درجة الملوحة الملائمة لحياته فتراوح بين 27 و 38 بالألف، حيث يختفي في المياه العذبة وعالية الملوحة، ويمكن تناول مختلف الشعاب في منطقة المدينة المنورة على النحو الآتي:
 
1) الشعاب الأطرية الساحلية:
 
تتوزع الشعاب الأطرية الساحلية على طول ساحل منطقة المدينة المنورة، على شكل نطاق يراوح اتساعه بين عشرات الأمتار وعدة كيلومترات، ويتأثر امتداد هذه الشعاب بتضاريس الأمكنة الساحلية وطبوغرافية قاعها، بالإضافة إلى ظروف البيئة الطبيعية الملائمة لنمو المرجان، وتظهر الشعاب الأطرية الساحلية للعيان عند انخفاض مستوى سطح البحر في حالة الجزر، حيث تتلاطم عليها الأمواج، وتتألف عناصر شكلها من مسطح شعابي تغطيه بحيرة ساحلية ضحلة، يرتفع قاعها تدريجيًا في اتجاه البحر، وتبرز في حالة الجزر على شكل قمة تحدها من الجهة البحرية حافة شديدة الانحدار ينمو على واجهتها البحرية عدد من المستعمرات المرجانية.
 
وتزدهر هذه الشعاب في ساحل منطقة المدينة المنورة في الساحل الممتد بين شمال مدينة مستورة ومصب وادي المعارج، إلا أنها تتوزع في بقية الأمكنة الساحلية لدرجة أنها تنمو داخل الشروم، كشرم ينبع وشرم الخور وخلف الرأس الأبيض أمام مصبات الأودية أو أنها تبتعد عنها في اتجاه البحر.
 
2) الشعاب الأطرية المرجانية للساحل الخارجي:
 
تكثر الأشكال البنيوية المرجانية التي تشملها الأطر المرجانية للساحل الخارجي، وأهمها في ساحل منطقة المدينة المنورة الشعاب الحاجزية، (Barrier Reefs) وتتكون هذه الشعاب في نطاق موازٍ لخط الساحل، وتنفصل عنه بحيرات ساحلية طويلة وضيقة، وتشبه الشعاب الحاجزية الشعاب الأطرية الساحلية لكونها شعابًا أطرية قبل ارتفاع مستوى سطح البحر، كما تشبه الشعاب الأطرية الساحلية في أنها تنحدر في الاتجاه البحري بدرجة تراوح بين 40 و 50 درجة، في حين يقل انحدارها في اتجاه اليابس، وتتميز الشعاب الحاجزية النموذجية بوجود إطار خارجي تتكسر عليه الأمواج، وخندق مائي ضحل وقمة طحلبية، كما تتميز بوجود تشرشرات على حافتها الخارجية  . 
 
وتتوزع الشعاب الحاجزية في ساحل منطقة المدينة المنورة في موقع واحد يمتد بين شمال مدينة مستورة ومصب وادي المعارج، وهو الموقع نفسه الذي تزدهر فيه الشعاب الأطرية الساحلية، إذ تمتد ثلاث سلاسل متوازية ومتعاقبة بعضها خلف بعض باتساع كلي يزيد على خمسة كيلو مترات، وتفصل بينها بحيرات ساحلية ضيقة، وتشبه هذه السلاسل من الشعاب الحاجزية تلك الشعاب الموجودة إلى الشمال من محافظة جدة في منطقة مكة المكرمة  . 
 
3) الشعاب المرجانية العائمة:
 
تنتشر الشعاب المرجانية العائمة في معظم سواحل منطقة المدينة المنورة، وخصوصًا في الأمكنة الواقعة إلى الشمال من مدينة ينبع البحر وشرم ينبع، وبين رأس بريدي ورأس اللاك، وتتمثل الشعاب المرجانية المرفوعة في الموقع الأول بعتبة عريضة - تستمر من رأس بريدي حتى ساحل مدينة مستورة - تشكل مدرجًا بحريًا يرتفع ستة أمتار فوق مستوى سطح البحر، يمتد من مدينة ينبع البحر حتى مصب وادي كمال، ويصل اتساع هذا المدرج إلى سبعة كيلومترات، يزداد أحيانًا حول شرم ينبع ليصل إلى أقصى امتداد له 15كم، وهو مقطع بالأودية المنحدرة من المناطق المجاورة، ويشير القطع الذي أحدثه شرم ينبع في هذا المدرج الشعابي إلى مدى الانخفاض البحري خلال الفترة الجليدية الأخيرة، ولا يقل اتساع الرصيف المرجاني العائم في شمال مدينة ينبع بين رأس بريدي ورأس اللاك، عن ذلك المد جنوب المدينة، إلا أنه يضيق إلى الشمال من الرأس الأخير إلى أقل من ثلاثة كيلومترات.
 
ففي الموقع الأول بين رأس بريدي ورأس اللاك يصل اتساع الرصيف المرجاني إلى أكثر من خمسة كيلومترات، وقد تقطعت الواجهة البحرية بعدد من المدرجات البحرية التي تعكس تغيرات مستوى سطح البحر، أما الموقع الثاني للشعاب المرجانية العائمة والواقع إلى الشمال، فقد تشكل عدد من المدرجات البحرية عند مستويات 6 - 8 و 10 - 12م فوق مستوى سطح البحر.
 
ب) الشروم:
 
تتوزع على طول ساحل البحر الأحمر في منطقة المدينة المنورة مجموعة من الفتحات الساحلية مختلفة الأبعاد والأشكال والأسماء، فمنها ما يسمى الشروم أو الخيران أو المراسي. وتتمثل أهم هذه الفتحات من الشمال إلى الجنوب بشرم مهار وشرم حاسي ومرسى مقبرة وشرم الخور وشرم ينبع، وخور مصب وادي الصفراء. وتختلف الأسماء السابقة نتيجة لاختلاف أشكالها وربما مواقعها. فالشروم خلجان ضيقة تشبه فتحات الريا الساحلية (الأودية الغارقة)، إلا أنها أقل اتساعًا وأضيق منها، ويطلق اسم الخور على مصب الماء في البحر، أو على وادٍ تغمره مياه البحر عند المصب. أما اسم المرسى فهو فتحة ساحلية تؤدي وظيفة ميناء للسفن أو الزوارق.
 
وتأخذ الشروم أشكالاً متعددة؛ فمنها ما هو على شكل قناة ضيقة، ومنها ما يتفرع في الداخل إلى فرعين أو أكثر حسب عدد الأودية التي تلتقي مع الشرم. أما أبعاد هذه الشروم فتراوح بين مئات من الأمتار وبضعة كيلو مترات. أما أعماقها فتراوح بين 15 و 40م على الساحل، وقد تتعمق إلى أكثر من ذلك كلما تعمقنا داخل البحر بعيدًا عن خط الساحل. وفيما يعد شرم ينبع نموذجًا للشروم القديمة والمركبة، فإن بقية الشروم في ساحل منطقة المدينة المنورة من النوع البسيط باستثناء شرم مهار الواقع في أقصى الشمال، ويمكن تناول خصائص هذين الشرمين على النحو الآتي:
 
1) شرم ينبع: 
 
يقع شرم ينبع إلى الشمال مباشرة من مدينة ينبع البحر، ويعد من أكبر الشروم في ساحل منطقة المدينة المنورة وأكثرها اتساعًا، ويتفرع الشرم إلى فرعين مباشرة بعد فتحته الرئيسة على البحر الأحمر، ويتخذ الفرعان شكل الثنيات النهرية للأودية التي أسهمت في نشأة الشرم، ومن أهمها وادي وزرة الذي يصب في الفرع الشرقي، ووادي الكبت الذي يصب في الفرع الشمالي. وقد شق الشرم مجراه الرئيس ومعظم أطوال الفرعين الرئيسين على عتبة مرفوعة من صخور الحجر الجيري المرجاني ترتفع ستة أمتار فوق مستوى سطح البحر. وتحيط الجروف حاليًا بسواحل فرعي الشرم، كما تحيط السباخ بالأطراف الشمالية لفرعي الشرم. أما الأعماق التي وصل إليها الشرم فهي لا تزيد على 20م إلا في مدخل الشرم الرئيس.
 
2) شرم مهار:
 
يقع شرم مهار في نهاية الساحل الشمالي لمنطقة المدينة المنورة في وسط جبل جره المشرف على ساحل البحر الأحمر. وقد استغل وادي راكة الصدع العرضي الذي يقطع الجبل إلى نصفين في تعميق مجراه عند خط الصدع خلال الانخفاض الأخير لمستوى سطح البحر المرافق للجليدية الأخيرة. وقد قام وادي راكة بردم معظم الشرم ولم يتبق منه سوى مئات الأمتار عند خط الساحل، والقطع الرأسي العميق للجبل لا يزال مثيرًا للانتباه.
 
ج) السباخ:
 
تنقسم السباخ   في منطقة المدينة المنورة إلى نوعين رئيسين، وهما: سباخ ساحلية وأخرى داخلية تختلفان في طريقة نشأتهما وأنماطهما ومواقعهما أيضًا، ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
 
1) السباخ الساحلية: 
 
تتوزع السباخ الساحلية في منطقة المدينة المنورة وتنشأ مجاورة لخط الساحل في ساحلي مدينة ينبع البحر وساحل الحمراء، وتعود نشأتها إلى الدور الرئيس للمياه البحرية. ففي الموقع الأول توجد أربع سباخ بمساحة إجمالية تبلغ نحو 5.5كم  ، وبمتوسط يبلغ 1.4كم  للسبخة الواحدة. في حين يصل عدد السباخ في ساحل الحمراء إلى 15 سبخة بمساحة كلية تبلغ 98كم  ومتوسط 6.5كم  للسبخة الواحدة. وهو ما يشير إلى زيادة متوسط مساحة السباخ مع الانتقال جنوبًا في سواحل البحر الأحمر عمومًا. ويمكن مقارنة مساحات السباخ في ساحل منطقة المدينة المنورة بالسواحل الشمالية والسواحل الوسطى والجنوبية للبحر الأحمر. تصل نسبة السباخ التي تقل مساحاتها عن كيلو متر مربع واحد نحو 35% من سباخ الساحل الشمالي للبحر الأحمر الممتد من خليج العقبة حتى مدينة ينبع البحر، في حين يراوح متوسط مساحة السبخة لمنطقة مكة المكرمة بين 6.3 و 91.3كم  ، ومن أهم السباخ في ساحل منطقة المدينة المنورة من الشمال إلى الجنوب تلك المحيطة بشرم ينبع والسباخ الواقعة إلى الجنوب من مصبي وادي الفرعة، وإلى الجنوب من مصب وادي الفقير إلى الشمال من رأس الأبيض. وفيما تشكلت السباخ حول شرم ينبع في الموقع الأول تشكلت أطر مرجانية في الموقع الثاني، ونشأت في الموقع الأخير دلتا مروحية ومحجوزة عن البحر بأطر مرجانية ورمال ريحية.
 
وتحتوي السباخ في معظم المواقع السابقة على آفاق من الرمال والطين الملحي بسماكات مختلفة. وتشكل كربونات الكالسيوم والملح أهم المواد اللاحمة التي تجعل سطح هذه السباخ صلبًا في حالة جفافه، أو لينًا إلى حد كبير في حالة تبلله عند تعرضه لمياه الأودية القادمة من اليابس أو من مياه البحر بعدة طرق؛ أهمها الغمر بالمد العادي أو المد العالي أو التسرب. وتوضح شدة استواء أسطح السباخ أن معدل انحدارها نحو خط الساحل لا يزيد على 0.4م /كم  
وتشير الدراسات التي أجريت على هذه السباخ في مواقع مختلفة على طول سواحل البحر الأحمر إلى تعدد العوامل المؤثرة في نشأة هذه السباخ وتعدد الأنماط الجيومورفولوجية لها  . 
 
2) السباخ الداخلية:
 
تنشأ بعيدًا عن خط الساحل، أو أنها تلك السباخ التي لا علاقة لمياه البحر بنشأتها حتى إن جاورت المواقع الساحلية، وينسب للمياه القارية الدور الرئيس في نشأتها.
 
 

السهول الداخلية

 
تنقسم السهول الداخلية في منطقة المدينة المنورة إلى نوعين من السهول؛ يتمثل الأول منهما في سهول فيضية على جانبي بعض الأودية الرئيسة في المنطقة كأودية العقيق وملل والحمض، أما ثانيهما فما شكلته بعض الأودية الخارجة من المواقع الجبلية أو الحرات كأودية الحناكية وفرشة، وفي كلا النوعين تتألف هذه الأودية من رواسب غرينية يختلف سمكها بين موقع وآخر، إلا أنها في معظم الحالات تغطي مساحات مستوية من صخور الدرع العربي.
 

 

شارك المقالة:
176 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook