السهول الشرقية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
السهول الشرقية بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

السهول الشرقية بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
تقع السهول الشرقية إلى الشرق من هضبة الصُّمَّان، وتمتد من الشمال إلى الجنوب، ولأشكال الأرض قسمان كبيران من السهول الشرقية هما سهول الأحسَاء، والسهل الساحلي وما يحويه من مصاطب بحرية وشواطئ مرتفعة وسباخ، ويمكن تناولهما على النحو الآتي:
 

سهول الأحسَاء

 
تقع واحة الأحسَاء على بعد نحو 70كم من ساحل الخليج العربي عند ميناء العُقَيْر بين السهل الساحلي وحافة شَدْقَم، ويراوح ارتفاع الواحة بين 130 و 160م فوق مستوى سطح البحر. وينحدر السهل نحو الخليج العربي انحدارًا هينًا وتغطي قسمًا منه رمال الجَافُورَة، وتحده من الغرب حافة شَدْقَم والغَوَّار التي ترتفع 290م فوق مستوى سطح البحر. وفي الحقيقة فإن وجود واحة الأحسَاء الزراعية نفسها يعود إلى العيون الكارستية التي تنبع من حافة هضبة الصُّمَّان الشرقية. وتتكون واحة الأحسَاء مثل هضبة شَدْقَم من طبقات مايوسينية وبلايوسينية، وتعود الطبقات العليا إلى تكوين الهُفُوف  
 
ويفترض الباحثون حدوث تقدم بحري خلال أواسط وأواخر عصر البلايوسين أدى إلى تعرية أجزاء من الإرسابات القارية التي تعود إلى المايوسين الأعلى والبلايوسين الأسفل، وإلى خلق جرف شديد الانحدار في هضبة الصُّمَّان. وقد أدَّت الأمواج دورها في تقويض الجروف والحافات المواجهة للشرق في الظَّهْرَان والأحسَاء وجنوب غرب قَطَر  .  وهناك شواهد مؤيدة لذلك مثل شكل حافة هضبة الصُّمِّان الشرقية، ووجود إرسابات بحرية عند أقدام الجرف نفسه، وحدوث الكهوف مثل كهف جبل قَارة  ، وكذلك من شكل دلتا وادي السَّهْبَاء التي يقع رأسها عند حَرَض متوافقًا مع خط الساحل القديم أثناء الغمر البحري. ويضيفون دليلاً آخر وهو عدم وجود وديان ذات أطوال معتبرة على طول حافة هضبة الصُّمَّان الشرقية بين أبقيق وحَرَض لمسافة 150كم، فكل الأودية التي تنحت الحافة لا يتعدى طولها عادة 2كم، وليس لها صلة بأي أودية أخرى كبيرة، وهذا دليل آخر على الأصل البحري لهذه الحافة  . 
 

 السهل الساحلي

 
  يمتد السهل الساحلي للخليج العربي من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي على شكل حزام عرضه يراوح بين 50 و 100كم بين هضبة الصُّمَّان من الغرب وشاطئ الخليج العربي من الشرق، ويدخل في ذلك سهول الأحساء التي ذُكرت آنفًا، وهي بشكل عام سهول متطامنة ترتفع تدريجيًّا كلما توغل الإنسان نحو الداخل بمعدل متر في الكيلومتر الواحد حتى تصل إلى ارتفاع 250م تقريبًا بمحاذاة حافة هضبة الصُّمَّان. وفي الحقيقة فإن هذا السهل الساحلي لا يوجد به ما يميزه من معالم تضاريسية بارزة؛ فهو سهل منبسط تغطيه الرمال في أجزاء كبيرة، وما سلم من الرمال تحول إلى مسطحات ملحية سبخية. وهو يمتد بمحاذاة الخليج العربي، وينحصر امتداده في المملكة بين أم قُصبَة شمال الخَفْجِي ودَوْحة دُوَيْهِن جنوب خَوْر العُدَيْد  
 
وعلى طول هذا السهل الساحلي يتدرج الانتقال من السهل الساحلي إلى هضبة الصُّمَّان بحيث لا يشعر به العابر لهذه الأجزاء، ما عدا في بعض الأمكنة مثل الأحسَاء حيث تعلو حافة هضبة الصُّمَّان السهل لأكثر من 100م. ومعظم تضاريس هذا السهل منخفضة بشكل عام ما عدا بعض فرائد التلال والشواهد في أماكن متفرقة وبخاصة في الظَّهْرَان وما بين العُقَيْر وسَلَوى  
 
ويعد السهل الساحلي للخليج العربي جزءًا من الرصيف الداخلي تشكل في الزمن الثالث وما تلاه من عصور؛ فتحتوي الصخور السطحية لهذا الجزء على تكوينات من الصخور الرسوبية المندمجة التي تعود إلى عصور تمتد من الباليوسين إلى أواسط الأيوسين ومن المايوسين للبلايوسين. وتعود هذه الصخور السطحية المنكشفة إلى تكوينات مختلفة هي: تكوين أمّ رَضَمَة الذي ينكشف في أجزاء صغيرة شمال الظَّهْرَان بنحو كيلومتر واحد، وتكوين أُمّ الرُّؤُوس الذي يظهر على السطح في الجزء الأوسط لقبة الدَّمَّام، وتكوين الدَّمَّام الذي ينكشف حول محيط قبة الدَّمَّام التي أخذ منها الاسم، وتكوين الهَيْدَرُوك الذي ينكشف فوق مساحة كبيرة على طول ساحل الخليج العربي من شمال الحدود السعودية حتى درجة عرض 30 َ 26 ْ شمالاً، ثم يظهر في بقع متناثرة جنوب أبقيق حتى درجة عرض 52 َ 25 ْ شمالاً، وتكوين اللِّدَام الذي يوجد قرب الساحل في بقع متناثرة تبدأ من درجة عرض 30 َ 27 ْ شمالاً نحو الجنوب الشرقي حتى دولة قَطَر وما وراء ذلك، ويمثِّل هذا التكوين جبل اللِّدَام  
 
وترتفع فوق هذا السهل الساحلي عدة محاور لطيَّات محدبة فوق المستوى العام للرصيف الداخلي، وتوجد في بعض هذه الطيَّات ثروة المملكة من البترول مثل الغَوَّار وابقيق والقَطِيف.
 
ويتميز هذا السهل الساحلي بخلوه من الأودية بسبب ندرة أمطاره من ناحية ووجود هضبة الصُّمَّان إلى الغرب منه، وهي هضبة تشيع في معظم أجزائها ظاهرة الكارستية؛ ما لم يساعد على إيجاد مجار طويلة للأودية، وأدى هذا إلى قلة مراكز العمران البشري في السهل الساحلي وبخاصة الأمكنة التي تقع شمال الجُبَيْل، أما في جنوب هذه المدينة فقد أدَّى تفجر ينابيع المياه الجوفية في الهُفُوف والقَطِيف إلى وجود عددٍ من الواحات التي تحولت إلى مراكز عمران مزدحمة بالسكان.
 
ويغطي السهل الساحلي من الجُبَيْل شمالاً حتى خليج الكويت داخل دولة الكويت فرشات رملية رقيقة تسمى الدكاكة، أو الدكداك. لقد ورد في المخصص لابن سيده أن الدكداك والدكداكة ما غلظ من الرمل وجلد، واذا تلَبَّد الرمل فقد اندك، فإن حفرت فيه حفرت في تراب هيام وهو الدك. كما ورد في لسان العرب لابن منظور الدكدك والدكداك من الرمل ما تكبس واستوى، وقيل هو بطن من الأرض مستوٍ. وقال الأصمعي: الدكداك من الرمل ما التبد بعضه على بعض ولم يرتفع كثيرًا. والوصف الذي أشارت إليه هذه النصوص ينطبق على ما يعرف اليوم بـ (الدِّكاك) ومفردها (دكاكة)، فقد حذفت الدال الثانية للتخفيف. وهي الرمال المستقرة المنبسطة على وجه الأرض، وتكثر بها عادة النباتات والشجيرات التي تعمل على تثبيتها، وهي صالحة لسير المركبات لتلبد الرمل وتماسكه. وأما جنوب مدينة الجُبَيْل فيبدأ تأثير امتداد رمال الجَافُورَة الشمالي، وهي رمال متحركة تسبب كثيرًا من المشكلات للمزارع والمنشآت
شارك المقالة:
287 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook