يُعرّف القرآن الكريم اصطلاحاً على أنه الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، والمكتوب في المصاحف، والمنقول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتواتر من غير شبهة، ولا بُد من الإشارة أن للقرآن الكريم خمساً وخمسين اسماً، منها: الكتاب، والفرقان، والنور، والهدى، والرحمة، والموعظة، والحكمة، والمبين، والذكر.
وللقرآن الكريم العديد من الخصائص، ومنها أنه معجز ببلاغته، فقد تحدى الله -تعالى- العرب بالإتيان بمثله فلم يتمكّنوا، مصداقاً لقوله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)، بالإضافة إلى أن الله -تعالى- تكفّل بحفظ القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وقال القرطبي في شرح الآية الكريمة: (المراد بالذّكر القرآن، والمراد بالحفظ أن يحفظه من أن يزاد فيه أو ينقص منه)، وقد أنزله الله -تعالى- باللغة العربية، مصداقاً لقوله عز وجل: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ).
تُقسّم سور القرآن الكريم من حيث المكي والمدني إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول هو السور التي أجمع العلماء على أنها مدنية، ويبلغ عددها عشرون سورة، والقسم الثاني هو السور التي اختلف العلماء في تصنيفها؛ فمنهم من صنّفها ضمن السور المكية، ومنهم من صنّفها ضمن السور المدنية، ويبلغ عددها اثنتي عشرة سورة، والقسم الثالث هو السور التي أجمع العلماء على أنها مكية، ويبلغ عددها اثنين وثمانين سورة.
اختلف العلماء في المراد بالمكي والمدني، حيث اعتمدوا على ثلاثة اصطلاحات مختلفة في تحديد المكي والمدني من السور، ويمكن بيان الأقوال الثلاثة فيما يأتي:
هناك العديد من الفوائد المكتسبة من معرفة المكي والمدني من السور، ويمكن بيان بعض هذه الفوائد فيما يأتي:
موسوعة موضوع