السياحة البيئية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
السياحة البيئية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

السياحة البيئية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
بدراسة المقومات الطبيعية  للكثبان الرملية اتضح أنها تغطي مساحة واسعة، ما بين 25 و 35% من إجمالي مساحة المنطقة، وهذه المقومات لها خصائص أسهمت في استقطابها السياحي للزوار منها:
 
 قربها المكاني بالنسبة إلى نقاط الاستقرار الكبرى (بريدة، عنيزة، الرس...) مما يسهل ارتيادها، كما أنها تخدم بمجموعة من وصلات الطرق العابرة لها بطول إجمالي يزيد على 150كم، ما يُمكِّن من التجول والتنقل في أكنافها المتشعبة. هذا فضلاً عن وجود الطرق الترابية التي قلت أهميتها المرورية بعد تعبيد الطرق الأخرى بوصفها بدائل لها.
 
 أضاف الغطاء الشجري نوعًا من الجمال الطبيعي مقارنة بالكثبان الرملية غير المغطاة بالأشجار. وتنتشر أشجار الغضى في مناطق واسعة من تلك الرمال؛ وبخاصة في الشقيقة والعريق وأجزاء من نفود السر والغميس. وتلبي تلك الأشجار جزءًا من الخصوصية في تمتع الأسر بسياجات طبيعية (شجرية) تفصلهم عن غيرهم، كما أن في استخدام أغصان الأشجار اليابسة في التدفئة أو إعداد الوجبات السهلة ملامسة للموروث الصحراوي التقليدي الذي يهواه أغلب رواد السياحة الصحراوية.
 
 مناسبة الأمكنة لهذا النوع من السياحة في تنمية عدد من المهارات، منها: الصيد والتدرب عليه، والبحث عن الكمأة والفطر، وأنواع من الرياضة  
 
ومن المقومات التي يسّرت ارتياد المواقع الصحراوية من قبل السياح: محدودية هذا النمط السياحي في البيئات التي ينتمي إليها بعض السياح مثل الأجزاء الغربية من المملكة.
 
وفي دراسة أجريت على هذا النمط وجد أن رتبة السياحة الصحراوية ضمن منظومة السياحات المتاحة في وسط المملكة تحتل المرتبة الثانية بعد السياحة الدينية بنسبة 35%، وأتاحت سهولة الوصول إلى المواقع الصحراوية السياحية تَبَوُّؤَها هذه المرتبة  .  وتتفوق السياحة الصحراوية في موسمها على السياحات الأخرى بسبب سهولة الوصول من جهة، وانخفاض تكاليف الصرف على هذا النوع من السياحة من جهة أخرى. ومن المعلوم أن كثيرًا من الأفراد لن يرحلوا بعيدًا لقضاء إجازاتهم في حين أن احتياجاتهم متوفرة في أمكنة أقرب إلى مواطنهم  
 
وتمثل فترتا الربيع والشتاء أوج الارتياد الفعلي للمواقع الصحراوية بوصفهما موسمين للسياحة الصحراوية كما في (جدول 19) بنسبة 60.8% و 31.6% على التوالي. أما النسب المنخفضة في فصلي الصيف والخريف فهي ترتبط إلى حد ما بالخروج في فترة المساء، حيث تنخفض درجة الحرارة بعد غياب الشمس.
 
ويبين (جدول 20) بعض المواقع الصحراوية القادرة على الاستقطاب السياحي وقد اكتشفها القاطنون في منطقة القصيم، ونقلوا صورتها إلى السياح عبر المشاهد والصور الجميلة أو عبر مواقع الإنترنت. وتم تحديد تلك المواقع عبر ما توصلت إليه دراسة مسحية للسياحة الصحراوية في وسط المملكة، بالإضافة إلى بعض التقارير المعدة من قبل البلديات في المنطقة حول المعالم السياحية لكل محافظة.
 
ومن المناشط السياحية الصحراوية: عروض الإبل وسباقاتها التي تعقد في صحارى المملكة. وقد أوصى بعض المهتمين بأهمية إدراج برامج مزاين الإبل ضمن الاستثمار السياحي، لكونها لاقت قبولاً من أبناء المجتمع، وشكلت عامل جذب للسياح الأجانب  .  وبالفعل أقيم عام 1425هـ / 2004م مهرجان مزاين الإبل في الملقا جنوب القصيم تحت رعاية الأمير مشعل بن عبدالعزيز، وحظي هذا النشاط بقبول من مجتمع المنطقة وزوارها.
 
وتشير الدراسات حول هذا النمط أن هناك نموًا مطردًا للسياحة الصحراوية؛ ولا أدل على هذا من ذلك التزايد في إقامة المخيمات، والتسابق في رحلات الصيد، والتوسع في استخدام أنظمة المواقع المكانية (G.P.S) في تحديد الأمكنة الصحراوية، وتأسيس مواقع إلكترونية في الإرشاد السياحي الصحراوي، ونشر المعلومات عن بعض الأمكنة الصحراوية. ويعد المسح وتقييم إفادات السياح في اتجاهاتهم سبيلاً لتمييز الحاجات الفعلية، وبها يتم تحديد أي مشكلات ماثلة  
 
شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook