السياحة الثقافية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
السياحة الثقافية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

السياحة الثقافية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
تعد السياحة الثقافية التي تهتم بالآثار والمناطق التاريخية القديمة والمتاحف من أهم المقومات السياحية البشرية في المنطقة الشرقية التي تجعلها من المناطق ذات الأهمية في هذا النمط السياحي، وتملك المنطقة الشرقية أهم مقومات السياحة الثقافية، وهي الآثار والأمكنة الأثرية التي ترجع إلى عراقة المنطقة، وتعدد الحضارات التي سكنتها منذ آلاف السنين.
 
يوجد في المنطقة الشرقية عدد من الآثار والمواقع الأثرية التي تمثل بقايا حضارات قامت في المنطقة، وفيما يأتي نستعرض أهم المناطق الأثرية بالمنطقة الشرقية وهي:
 
أ - المواقع الأثرية في الظهران:
 
تعد الأمكنة الأثرية الواقعة جنوب الظهران واحدة من أهم وأكبر المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية التي تغطي امتدادًا زمنيا يبدأ من الألف الثالث قبل الميلاد وفق نتائج دراسة وتحليل المواد الأثرية المكتشفة في المنطقة. وتحتوي هذه الأمكنة التي تبلغ مساحتها 16كم  ، بطول 8كم، من الشرق إلى الغرب وطول 2كم، من الشمال إلى الجنوب، على مستوطنات أثرية قديمة، ومدافن ركامية يتجاوز عددها 900 مدفن، ومحطات طرق، وترجع أهمية هذا الموقع السياحية إلى ما له من أهمية تاريخية وأثرية تعمل على رواج السياحة الثقافية لكل المستويات والجنسيات  
 
ب - يبرين:
 
تنتشر آثار العصر الحجري الحديث في واحة يبرين التي تقع على مشارف الربع الخالي، وبمدينة الهفوف، وكذلك في الجزء الشمالي وعلى امتداد وادي الباطن، وتعود هذه الآثار إلى فترة عشرة آلاف سنة مضت  
 
ج - مواقع الدوسرية وأبو خميس ورأس الزور:
 
تقع كلها ضمن محافظة الجبيل، وقد عثر بها على دلائل استيطان كثيرة ترجع إلى عصور مختلفة أهمها فترة العبيد، كما عثر أيضًا على آثار للفترة الهيلينية (السلوقية - الإغريقية)، وآثار إسلامية  
 
د - الأمكنة الأثرية في إبقيق (مقابر إبقيق): 
 
مقابر بقيق الأثرية لا تختلف كثيرًا عن تلك الموجودة في الظهران من حيث التكوين الأثري أو التاريخي أو المعثورات التي ترجع لمستوطنات إنسانية قديمة، كما يوجد بها أكثر من 1000 مدفن ركامي، وتقع المقابر شرق الطريق العام المتجه من الدمام إلى الأحساء على بعد 15كم منه، ونحو 20كم من بقيق، ولهذه الأمكنة أهمية سياحية ليس فقط لمحتواها الثقافي والحضاري بل لموقعها الإستراتيجي وسط الصحراء، حيث البيئة الطبيعية الخلابة التي تشتهر بها في فصلي الربيع والشتاء بكثرة مخيمات المتنـزهين، وبكثرة محصول الكمأ، إضافة إلى قربها من بحيرة واسعة توجد بها الطيور المهاجرة، ما يؤهلها لإعداد رحلات سياحية علمية لدراسة الحياة الفطرية وحياة سكان الصحراء  
 
كما يوجد على بعد 2كم من الخط العام الواصل بين مدينتي الدمام وبقيق شمال شرق مدينة بقيق موقع سبخة الملح الذي يعد من مواقع التراث الشعبي غير المادي، حيث يمكن مشاهدة الوسائل والطرق والمهارات التقليدية المتبعة في استخراج الملح، إضافة إلى التعرف على بعض العادات والتقاليد المرتبطة بتسويق الملح ونقله من مكان إلى آخر من قِبَل أبناء البادية  . 
 
 
هـ - الأحساء (وسط الهفوف التاريخي):
 
يعد وسط مدينة الهفوف المقصد الأول والمهم لجميع زوار محافظة الأحساء؛ لغناها بالمعالم الثقافية المادية المتنوعة التي تعد نقاط جذب سياحي تستقطب الزوار من جميع المستويات لمشاهدتها والتعرف عليها. ويتكون وسط مدينة الهفوف التاريخي من ثلاثة أحياء تراثية هي: حي الكوت، وحي النعاثل، وحي الرفيعة، ولا تختلف هذه الأحياء من حيث نسيجها المعماري عن بقية الأحياء التقليدية في المدن الإسلامية، كما أنها يشبه بعضها بعضًا من حيث الطابع الإنشائي، إلا أنها تتباين من حيث الطابع الزخرفي. وتعد تلك الأحياء التراثية مقصدًا مهما لجميع زوار محافظة الأحساء سواء من داخل المملكة أو من خارجها من حيث تنوع معالمها الثقافية التي تجذب السياح من جميع المستويات لمشاهدتها والتعرف عليها بوصفها معالم ساحرة بعناصرها المعمارية والزخرفية على الرغم من أن عددًا من مبانيها متهالك يحتاج إلى بذل جهود استثمارية ضخمة لتهيئتها وتطويرها، ومن المعالم الثقافية القابلة للتطوير والاستثمار السياحي في هذه الأحياء:
 
1 - قصر إبراهيم: 
 
يعرف بـ (قصر الكوت) أو (القبة) الذي يمثل أهم وأبرز المعالم الأثرية بوسط مدينة الهفوف، يقع القصر في الجزء الشرقي من حي الكوت القديم بوسط المنطقة التجارية، وقد أنشئ في القرن العاشر الهجري في زمن السلطان العثماني سليم الثاني، حيث استخدم كغيره من القصور حصنًا دفاعيا للحامية التركية، واتخذ لاحقًا مقرًا رئيسًا للحكومة العثمانية، ومركزًا لإدارة شؤون المنطقة إبان احتلالهم للأحساء، وقد نسب القصر إلى الوالي إبراهيم بن عفيصان أمير الأحساء في عهد الإمام سعود. وللقصر قيمة تراثية، ويعد من عناصر الجذب السياحي الجيدة القابلة للتطوير؛ حيث تتجلى فيه العمارة الإسلامية بعناصرها الإنشائية والزخرفية الخلابة، تبلغ مساحته نحو 5600م  ،  ويتكون من المدخل الرئيس، ومهاجع الجنود، وحمام البخار التركي، وبئر القصر، ودورات المياه، وإسطبلات الخيل، إضافة إلى جناح الخدمة، وجناح غرف نوم الضباط، والقبو، ومستودع الذخيرة، والأبراج، وغرف الاتصالات، والساحات الفضاء وسط القصر  
 
2 - قصر الأمير سعود بن جلوي (الفاخرية):
 
يعد من أجمل قصور الواحات التراثية بمحافظة الأحساء التي تمتاز بنكهتها السياحية وطابعها الاجتماعي والمعماري والترفيهي الفريد؛ ما يؤهله ليكون في مصاف تلك القصور الموجودة في وسط المدن والقرى إن لم يكن من أفضلها من حيث الوجهة السياحية  
 
3 - قصر صاهود: 
 
يعد من أضخم القصور التاريخية حيث تفوق مساحته قصر إبراهيم 10 آلاف متر مربع، ويقع وسط مدينة المبرز القديمة، بني بين عامي 1790 و 1800م خلال الفترة الأولى من حكم بني خالد. وللقصر مقومات سياحية كثيرة لموقعه الإستراتيجي المميز وسط مدينة المبرز القديمة؛ حيث يحيط به أربعة شوارع رئيسة؛ ما يسهل عملية الوصول إليه، إضافة إلى توافر الخدمات المساندة، وتصميمه الداخلي، ومكانته التاريخية المهمة لارتباطه بتاريخ الدولة السعودية الأولى، حيث ذكر المؤرخ الشهير ابن بشر سنة 1213هـ /1798م ملحمة من ملاحم الصمود للدولة السعودية الأولى دارت رحاها في هذا القصر أثناء غزو علي باشا كيخيا المنطقة الشرقية من قِبَل والي بغداد  
 
4 - قصر خزام: 
 
يقع في حي الرقيقة القديم بمدينة الهفوف، وشيد بأمر الإمام عبد العزيز في الفترة الممتدة بين عامي 1209-1210هـ /1794 - 1795م، وللقصر أهمية تاريخية ومعمارية كبقية القصور المنتشرة في محافظة الأحساء؛ حيث يرتبط بتاريخ الدولة السعودية.
 
5 - قصر الوزية: 
 
يقع جنوب غرب قرية الوزية وأقصى شمال مدينة المبرز، وعلى الرغم من صغر مساحته وبساطة عمارته الخارجية والداخلية إلا أن له أهمية تاريخية بوصفه من القصور التاريخية المرتبطة بتاريخ الدولة السعودية ما يرفع من مستوى مكانته التاريخية كغيره من القصور الدفاعية الأخرى في المحافظة  
 
6 - مسجد الدبس وجامع الجبري: 
 
تعد مباني الجوامع والمساجد والكتاتيب التراثية في حي الكوت من المعالم العمرانية الدينية التي تستحق الزيارة والاطلاع، فهي في مصاف المواقع المتميزة بطابعها المعماري والزخرفي التراثي التي لا بد للسائح القادم للمنطقة من زيارتها والتمتع بمشاهدتها والتعرف على وظائفها، ومن هذه المعالم الدينية جامع الجبير ومسجد الدبس اللذان بنيا وفق طرازين معماريين وزخرفيين متباينين؛ ما جعلهما متميزين عن غيرهما من الجوامع والمساجد التراثية في المنطقة، ويعود تاريخ بناء جامع الجبري إلى عصر الدولة الجبرية التي حكمت المنطقة خلال الفترة الممتدة بين عامي 820 و 932هـ /1417 و 1526م، وينسب إلى الأمير سيف بن حسين الجبري الذي شيده عام 825هـ /1422م، ويعود تاريخ بناء مسجد الدبس إلى عام 963هـ /1556م، أوائل الحكم العثماني الأول للمنطقة الشرقية  
 
7 - متنـزه جواثا ومسجدها الأثري: 
 
يقع متنـزه جواثا بالقرب من قرية الكلابية على بعد 18كم عن مدينة الهفوف باتجاه الزاوية الشمالية الشرقية منهما، ويعد هذا المتنـزه من المواقع المهمة في محافظة الأحساء؛ إذ يجمع ما بين البيئة الطبيعية الخلابة والآثار الأصيلة، حيث يتمتع الزائر بجمال المناظر الطبيعية وبعراقة الآثار في وقت واحد. وقد أقيم المتنـزه فوق أطلال مدينة جواثا المعروفة بأهميتها التاريخية قبل ظهور الإسلام، وقد برز دور المدينة في زمن مبكر منذ فجر الدعوة الإسلامية بفضل سبق أهلها إلى الإسلام، وكان لمسجدها الشهرة بأن يكون المسجد الثاني في الإسلام الذي تقام فيه صلاة الجمعة بعد المسجد النبوي الشريف، وقد تمكن علماء الآثار من العثور على أطلال المسجد الجامع لمدينة جواثا عام 1412هـ /1991م، بالقرب من المدخل الرئيس للمتنـزه ما جعل المتنـزه واحدًا من المعالم الثقافية المفتوحة في محافظة الأحساء، إذ يستطيع زائر المتنـزه مشاهدة أطلال المسجد والتمتع بتكويناته الإنشائية الرائعة  
 
8 - مدرسة القبة:
 
تقع إلى الجنوب من قصر إبراهيم التراثي على الشارع الرئيس. وقد أنشئت المدرسة سنة 1019هـ /1610م، في عهد إبراهيم باشا والي الأحساء، وتم وقفها على أسرة آل الملا لغرض تعليم العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، وهي لا تختلف من الناحية الوظيفية عن غيرها من المدارس المنتشرة في مدينة الهفوف قديمًا إلا أنها تمتاز عنها بتكويناتها الإنشائية والزخرفية التي أكسبتها السمة السياحية  
 
9 - المدرسة الأميرية: 
 
تتكون من مبنى مربع الشكل تقريبًا، وتعد من أقدم المدارس في الأحساء، وتبلغ مساحتها نحو 3500م  ، ولها قيمة تاريخية وأثرية  
 
10 - بيت الأمير سعد بن جلوي:
 
يقع على الشارع العام في حي الكوت جنوب غرب قصر إبراهيم بجوار مسجد الدبس، وهو مملوك حاليًا لآل الحسين والعفالق، ويعد من المعالم التراثية في وسط الهفوف؛ لما يتميز به من عناصر معمارية وزخرفية أصيلة أسهمت في وضعه ضمن قائمة المواقع السياحية في الهفوف  
 
11 - بيت البيعة الخاصة: 
 
يقع في حي الكوت القديم، ويعد من أهم المباني التقليدية التاريخية بالمنطقة الشرقية بوصفه تحفة معمارية من حيث عمارته الداخلية التي تمتاز بجمال التصميم والدقة في التنفيذ والوعي باستخدام العناصر المعمارية والزخرفية وفي توزيع المساحات الفراغية وتناسبها مع العلاقات الوظيفية، يعود تاريخ بنائه إلى عام 1203هـ /1789م. وقد شهد هذا البيت سنة 1331هـ /1913م البيعة الخاصة لجلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - ما يؤهله لأن يكون على رأس قائمة التراث الوطني في المملكة  
 
12 - بيت القصيبي:
 
يقع إلى الجهة الجنوبية الغربية من حي النعاثل أحد أقدم الأحياء التراثية بوسط مدينة الهفوف، ويعد من المباني القديمة التي يجب وضعها في قائمة المباني السياحية الثقافية التراثية؛ لما يتميز به من موقع إستراتيجي جعله من أبرز المعالم السياحية التي يمكن مشاهدتها من الجهة الجنوبية لوسط مدينة الهفوف، فقد أسهم التخطيط الحضري الحديث في كشف واجهاته الخارجية الأربع وتطويقها بأربعة شوارع، أحدها رئيس؛ ما يتيح الفرصة للسياح للتعرف على معالمه المعمارية والزخرفية الخارجية 
 
 
و - الأبراج والحصون الدفاعية التاريخية:
 
تمتاز محافظة الأحساء عن غيرها من محافظات المنطقة الشرقية بوجود مجموعة من الأبراج والحصون الدفاعية التاريخية التي يمكن أن تشكل في مجموعها برنامجًا سياحيا متكاملا للأهمية السياحية لهذه المباني الدفاعية لمواقعها الإستراتيجية على طول الدرب السلطاني - الطريق الذي يحكي قصص القوافل التجارية بدءًا من ميناء العقير وانتهاءً بوسط مدينة الهفوف - حيث تؤهل المواقع الثقافية في الهفوف القوافل التجارية للانطلاق مجددًا نحو نجد وبقية مناطق المملكة، وبنيت هذه الأبراج والحصون لإيواء الحامية التي كانت تقوم بحماية القوافل من الاعتداءات التي قد تنالها، كما أنها كانت بمثابة محطات للتزود بالمؤن والمياه، وكذلك مواقع للقاءات السياسية والملاحم الحربية في زمن الدولة السعودية الثالثة؛ لذا فهي في غاية الأهمية من حيث المنظور السياحي لأهميتها السياحية والتاريخية.
 
ومن هذه الأبراج برج أبو زهمول  وهو يقع في الجهة الغربية من ميناء العقير على بعد كيلومتر منه بالقرب من موقع العقير الأثري، أنشئ فوق هضبة مرتفعة تشرف على الطريق العام المؤدي للميناء من جهة وتمكن المتجه نحو الميناء من مشاهدة البرج بكل وضوح من جهة أخرى. ويعد البرج من حيث الطراز المعماري من الأبراج الدفاعية المهمة، كما أنه من الناحية التاريخية يعد واحدًا من أهم الأبراج التاريخية المرتبطة بتاريخ الدولة السعودية، فقد اجتمع الملك عبد العزيز فيه مع بعض الشخصيات البريطانية، كما اجتمع أمير العقير السابق سليمان بن ثنيان فيه مع عدد من الشخصيات التاريخية بمنطقة العقير  
 
ز - القصور التاريخية شمال غرب المنطقة الشرقية:
 
تشكل مجموعة القصور التاريخية الواقعة شمال غرب المنطقة الشرقية منظومة سياحية مهمة، وأحد المقومات السياحية الجذابة؛ وذلك لعدد من الأسباب منها: ارتباطها بتاريخ الدولة السعودية الثالثة، ووقوعها في بيئة صحراوية تتخللها واحات النخيل. وأهم هذه القصور:
 
 قصر نطاع (قصر الملك عبد العزيز)  الواقع في الجهة الشمالية الغربية من بلدة نطاع على بعد 35كم من محافظة النعيرية.
 
 قصر الملك عبد العزيز بالمعيقلة (أم عقلا)  الواقع في هجرة أم عقلا بالصمان بوادي المياه.
 
 قصر عالٍ بقرية العليا، ويقع بالجهة الشمالية الشرقية لقرية العليا القديمة على بعد 90كم من النعيرية.
 
وتعد هذه القصور تحفًا معمارية ونماذج فريدة للعمارة المحلية في بناء الحصون والقلاع، اتخذت في السابق مقار إدارية للحكومة ومراكز للدوائر الحكومية مثل: الإمارة، والجمارك، وثكنات عسكرية للحماية. وبتهيئة هذه القصور وتطويرها بخدمات سياحية مثل: خدمة الإيواء، وإقامة المهرجانات الفلكلورية الثقافية، والرحلات الصحراوية يمكن إعادة استخدامها بتنشيط السياحة الصحراوية  
 
ح - قرى وادي المياه:
 
يعرف تاريخيًا بوادي الستار، وهو من أودية المنطقة الشرقية الطويلة الغنية بالمياه والمراعي الخصبة، ويبعد 80كم عن الجبيل، و 120كم شمال غرب الدمام، وكان يمثل ملتقى ثقافيا للقبائل العربية في الجزيرة العربية لعدد من الأسباب منها: الكم الهائل من المواقع الثقافية المادية وغير المادية التي يضمها الوادي. وتتكون مؤلفات الوادي من مجموعة قرى وهجر صغيرة غنية بالتراث البدوي المادي وغير المادي، ومن عدد من المواقع الأثرية والبيئية منها: قرية ثاج، وقرية النصيف، وقرى الجخيطة، وهجرة الحناة، وقرية الصرار التي تعد حاليًا واحدة من أهم المراكز الحضرية. وتعد هذه القرى من المواقع الأثرية التي يفضلها السائحون الأجانب، حيث يقومون بزيارتها سنويا للتعرف عن كثب على تراث أهلها وثقافاتهم المتنوعة والمميزة، ويعد موقع ثاج الأثري الذي تقدر مساحته بنحو 20كم  من أهم المعالم الثقافية في الوادي.
 
ويبدو من خلال بقايا الآثار في بعض شوارع قرية ثاج - المباني والقطع الحجرية المنحوتة والآبار القديمة - أنّ القرية بنيت فوق جزء مهم من أجزاء مدينة ثاج الأثرية. وتمتاز قرية ثاج بوجود عدد من مزارع النخيل التي تتخللها مبانٍ طينية وأسمنتية حديثة، يسكنها نحو 1000 نسمة ينتمون بأصولهم لقبيلة العوازم، امتهنوا الرعي وزراعة الحبوب البعلية وصناعة المواد الغذائية بكل أنواعها وأشكالها من التمور والحنطة والشعير والحليب، كما امتهن بعض نساء القرية صناعة الملابس والسدو والخوصيات.
 
وتقع هجرة الحناة في الجهة الشرقية من قرية ثاج على بعد 9كم منها، ومما يميز هذه الهجرة عن غيرها من مواقع وادي المياه هو أطلال هجرة الحناة القديمة التي تعود إلى ما قبل 80 - 90 سنة، القرية التي يعتقد أنها بنيت فوق أطلال مدينة عريقة يزامن تاريخ بنائها تاريخ مدينة ثاج التي تعود إلى 500 سنة قبل الميلاد. وما زال في هذه القرية ست أسر - من قبيلة العوازم ومن بني خالد الذين عرفوا بشغفهم الكبير بالهجرة والتنقل والترحال وبمتانة علاقاتهم الاجتماعية والثقافية بسكان دولة الكويت - تمارس صناعة السدو بكل أشكاله وأنواعه، إضافة إلى الفنون الشعبية الأدائية والغنائية المتميزة، ومباني التراث العمراني الظاهرة في هجرة الحناة ذات المواقع الأثرية  
 
 
ط - القطيف:
 
تعد القطيف واحدة من أهم الواحات الزراعية بالمنطقة الشرقية، وهي غنية بتراثها المادي وغير المادي، المعماري، والزراعي، والبحري، والأدبي، والفني، ويوجد بمحافظة القطيف عدد من المواقع الأثرية أهمها:
 
1 - حي الزريب بالقلعة: 
 
يقع الحي في الجانب الشمالي الغربي من القلعة، ويعد من أهم الأحياء التراثية بالمنطقة الشرقية إن لم يكن أفضلها وأكثرها قابلية للزيارة والاستثمار السياحي، ويتكون من مجموعة من البيوت المتلاصقة ذات الطابقين أو الثلاثة الطوابق، تفصلها عن بعضها شوارع ضيقة (أزقة) تتسع في مواقع معينة لتصبح ساحات صغيرة وكبيرة تسمى محليًا بـ (البراحات)، وتضيق في مواقع أخرى بشكل لا يسمح إلا لمرور الأشخاص والدواب، وما تبقى من هذا الحي يعبر عن أصالة العمارة التقليدية بمدينة القطيف، ويكشف عن عناصرها الإنشائية والزخرفية، كما أن نسيجه المعماري الخلاب لا يزال يختزن سلسلة من المعالم المعمارية والتاريخية مثل: المساجد، ومدارس الكتاتيب، والبيوت، وبقايا الأسوار التي تمثل في مجموعها رموز الذاكرة الجماعية لسكان الحي بالماضي والحاضر، وما زال الحي ينبض بالحياة من خلال السكان الذين لا يزالون قاطنين به؛ ما يجعله مقصدًا للسياح الباحثين عن الأصالة والتراث  
 
2 - قلعة تاروت: 
 
قلعة تاروت، أو كما تعرف محليا بقلعة البرتغاليين، واحدة من أهم القلاع الدفاعية التاريخية بوسط مدينة تاروت، بناها البرتغاليون في القرن السادس عشر الميلادي على أنقاض مستوطنات سابقة تعود إلى خمسة آلاف سنة مضت  ؛  لتعزيز مراكزهم الدفاعية في المنطقة، وحماية أساطيلهم البحرية، وتصل مساحتها إلى 5000م  . وقد شُيدت القلعة على تل جبلي مرتفع ولها أربعة أبراج، إلا أن أحدها متهدم ولم يبق منها سوى ثلاثة، ويحيط بالقلعة المزارع والمساكن، وتقع بالقرب منها عينا ماء: عين العودة وعين العونية  ،  وتوجد بئر القلعة التاريخية ذات المياه الكبريتية في الجهة الجنوبية التي كانت تغذي حمام الباشا، ويعكس هذا الأخير بعمارته فن التصميم الهندسي العثماني في بناء وتشييد الحمامات التي اشتهرت بها المنطقة الشرقية، وقد قسم الحمام إلى منشأتين منفصلتين واحدة للنساء وأخرى للرجال، ويوجد في الجهة الشمالية الشرقية للقلعة واحة نخيل بديعة تجسد على ترابها معظم الأنشطة الإنسانية الزراعية، وتقف في الجهة الغربية بقايا أطلال الحي التقليدي القديم، وتعد هذه القلعة من الناحية السياحية من المعالم الأثرية المهمة الشاهدة على حضارة المنطقة الشرقية، ومما يدعم أهميتها السياحية موقعها الإستراتيجي وسط المدينة، ومجاورتها عددًا من المواقع الثقافية  
 
ويوجد بالقرب من الشاطئ الشرقي لجزيرة تاروت وسط المباني السكنية ثلاثة مواقع أثرية هي: موقع الربيعية، وموقع الرفيعة، وموقع فريق الأطرش، وجميع هذه المواقع مؤرخة بالفترة من 3300 - 2900 ق.م، ومقيدة تحت إشراف وكالة الآثار والمتاحف، وقد كشف المسح الأثري النقاب عن وجود مقابر ومدافن مدرجة بموقع الرفيعة التابع أصلا لموقع الربيعية؛ ما يدل على قدم وعراقة جزيرة تاروت ومكانتها السياحية العالية، ومما يزيد أهمية جزيرة تاروت قرب هذه المواقع من موقع التراث العمراني والتراث غير المادي في الجزيرة  
 
3 - مربط تربية خيل السباق وترويضها في تاروت:
 
يقع في الربيعية بجزيرة تاروت بالقرب من شاطئ الخليج العربي، ويعد من أهم عناصر الثقافة غير المادية في الجزيرة، ومن أكثر الأمكنة جذبًا للسياح، حيث يتمكن الزائر من مشاهدة عدد من أصناف الخيل العربية والأجنبية، والتعرف على طرق ووسائل ترويضها ومعالجتها وتهيئتها لخوض السباقات، ولهذا المربط عدد من المميزات ترفع من قيمته ومقومات الجذب فيه منها: قربه من شاطئ الخليج ومن الخدمات المساندة، وبعده عن الأحياء السكنية الحديثة، وقربه من المواقع الأثرية. ويعد هذا المربط من أكبر المنتديات البشرية في الجزيرة؛ حيث يلتقي به كل يوم أكثر من 100 شخص، بعضهم من ملاك الخيل، وبعضهم من التجار المحترفين والهواة، وآخرون من المشاهدين المهتمين بمعرفة كل الأمور المتعلقة بالخيل  
 
4 - جزيرة دارين:
 
تمتاز جزيرة دارين بوجود عدد من المقومات البيئية والثقافية التي تؤهلها لتكون موقعًا سياحيا مميزًا. إن كورنيش الجزيرة شبه الدائري يؤكد بمكوناته البيئية والثقافية هويته السياحية ولا سيما أنه يمتاز بشاطئ جميل تتخلله الرمال والحصى الصغيرة والصخور المتباينة في حجمها وألوانها، فضلا عن الحديقة الصغيرة التي تحيط بأجزاء منه، والتي أصبحت مقصدًا لتنـزه العائلات، وإطلالة الكورنيش التي تدعم الجزيرة سياحيا حتى أصبحت نقاط جذب سياحي، ومعالم مهمة من معالم شاطئ جزيرة دارين تستهوي أعين وقلوب الزوار. ويعد ميناء دارين من الوجهة الأثرية من المواقع المهمة التي تحتاج إلى التنقيب في مياه الخليج التي ستصبح من أهم المقومات الثقافية للكورنيش؛ ما يؤهلها لإقامة متحف بحري في الكورنيش، وتكفي في الوقت الراهن إطلالة قصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب - تاجر اللؤلؤ - وإطلالة برج المراقبة الذي كان قائمًا إلى عهد ليس بالبعيد لإغناء كورنيش جزيرة دارين، ولجعله واحدًا من أهم المواقع السياحية القابلة للزيارة والتمتع ببقايا نماذج معمارية من أنماط التراث العمراني المميز. كما أن منتديات الصيادين والبحارة الموزعة على طول الكورنيش تؤكد أهمية التراث غير المادي في المنطقة الشرقية؛ حيث يجتمع رجال البحر، ويأنس الزائر بسماع الأشعار والقصص والحكايات والأساطير البحرية، إضافة إلى سماع ومشاهدة بعض الألوان الغنائية والأدائية البحرية. إن التراث الأدبي والفني الذي يحكى ويؤدى في هذه المنتديات يمثل - بلا أدنى شك - جزءًا مهما من تراث وثقافة سكان البحر في هذه الجزيرة  
 
 
ي - الجبيل:
 
تعد المواقع الأثرية من أكثر المواقع الثقافية وجودًا في محافظة الجبيل، ومن أهم هذه المواقع في محافظة الجبيل ما يأتي:  
 
1 - موقع الدوسرية:
 
يقع على بعد 12كم جنوب مدينة الجبيل الصناعية، ويعد من أكبر المواقع الأثرية في محافظة الجبيل؛ إذ يظهر على هيئة مجموعة من التلال المتلاصقة والمرتفعة عن مستوى البحر، وكشفت الدراسات عن وجود عدد من الدلائل الأثرية المؤرخة بالفترة من 8000 - 3200 ق.م، مثل بقايا الوحدات السكنية، والأدوات الحجرية والعظمية والفخارية، إضافة إلى أدوات الزينة المصنوعة من الأصداف والخرز والأحجار الكريمة، كما تم الكشف عن بقايا أطلال حصن دفاعي ينسب تاريخ بنائه إلى ابن فيصل من قبيلة بني خالد التي حكمت المنطقة خلال القرن الثامن عشر الميلادي.
 
2 - موقع (أبو خميس):
 
يقع شمال قرية الزور بجزيرة المسلمية في الخليج العربي على بعد 100كم شمال مدينة الجبيل الصناعية، ويعد من المواقع الأثرية والسياحية الواعدة المهمة لعدد من الأسباب منها: موقعه الجغرافي المهم، ومحتواه الثقافي الأثري، وتكويناته المعمارية التي تعود إلى الفترات الإسلامية المبكرة.
 
3 - موقع الدفي:
 
يقع ضمن أراضي معهد الجبيل لتنمية الموارد البشرية بمدينة الجبيل الصناعية، وتبرز أهمية الموقع في بعده التاريخي، والمكتشفات الأثرية التي وجدت به، إضافة إلى موقعه الإستراتيجي. وكان موقع الدفي واحدًا من أهم الموانئ البحرية على الخليج العربي، عاصر فترة الازدهار الحضاري الممالك العربية الوسيطة التي تؤرخ بالفترة ما بين القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد. وتعد المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها في هذا الموقع من المكتشفات الأثرية المهمة؛ إذ عثر على بقايا قصر متكامل متداخل البناء، وعلى عدد من المعثورات المنقولة مثل: الأواني الحجرية، والفخارية، والخشبية.
 
4 - مباني الجبيل القديمة:
 
هناك بعض المباني المتفرقة في بعض الأحياء القديمة مثل بيت خالد بن درباس المجدل الذي حافظ على النمط المعماري والزخرفي التقليدي المعروف سابقًا بمدينة الجبيل التي تعبر عن جزء مهم من تراثنا الوطني.
 
5 - موقع (أبو عينين) الأثري:
 
يقع على بعد 1.5كم من الطريق الأسفلتي الذي يؤدي إلى حفر الباطن، وقد أظهرت الدراسات المسحية وجود دلائل أثرية معمارية ومعثورات فخارية تشير إلى أن موقع (أبو عينين) من المواقع الإسلامية المبكرة.
 
6 - موقع طوي الشلب الأثري: 
 
يقع على بعد 10كم من مدينة الجبيل، ويتكون من ثلاثة أجزاء متقاربة ومسورة تحت إشراف وكالة الآثار والمتاحف، ويعد هذا الموقع من الناحية الثقافية من المواقع المهمة؛ وذلك لمكتشفاته الأثرية المعمارية الشاخصة مثل: المباني السكنية والدينية التي ترتفع جدرانها لثلاثة أمتار عن سطح الأرض، والمعثورات المنقولة التي تؤكد هذا الموقع وتؤرخه إلى ما قبل الإسلام.
 
7 - برج الطوية الأثري:
 
يقع البرج في الجهة الغربية من محافظة الجبيل القديمة على الشارع العام ضمن متنـزه أنشأته البلدية حوله لأهميته التاريخية والمعمارية، وكان الموقع بئرًا يردها سكان البادية لسقاية ماشيتهم، ثم قاموا بإنشاء هذا البرج بطرازه المعماري الدفاعي لحماية البئر.
 
8 - موقع مردومة الأثري:
 
يقع على بعد 6كم في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الجبيل الصناعية، ويعد موقعًا إستراتيجيا يشرف على منظر بحري خلاب بكورنيش الجبيل الحديث، ويمكن الوصول إليه عبر الطريق السياحي المعبد المعروف بـ (طريق اللولو) مرورًا بعددٍ من المخيمات السياحية الثابتة المخصصة للتخييم والصيد والسياحة مثل: مخيم ابن سينا، ومخيم سابك، وهي من المراكز السياحية التي أعدت لترفيه وتسلية عائلات العاملين في هيئة الجبيل الصناعية خاصةً، وقد أثبتت المكتشفات أن هذا الموقع ليس سوى مدينة إسلامية عريقة أُنشئت على شاطئ الخليج العربي في العصر العباسي، كما دلت الدراسات على أن الجزء المدفون حاليًا من الموقع الممتد تجاه شاطئ الخليج العربي الحالي يمثل الميناء البحري القديم لهذه المدينة.
 
9 - جزيرة جنة: 
 
يوجد في الجزيرة أربع مقابر وثلاثة مساجد أحدها ما زال قائمًا، وفيها قصر تراثي، إضافة إلى بعض المباني المحيطة. ومما يؤكد غنى الجزيرة بالمواقع الثقافية المتنوعة؛ احتواؤها على أنماط من التراث العمراني البحري المميز، وآثار شاخصة تعود إلى ما قبل 400 عام، وأخرى تعود للفترات المبكرة من التاريخ الإسلامي. كما نجد آثارًا تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وقد ذكر المرشد الأثري أن ميناء الجزيرة قديم جدا، واستخدم في السابق، واستمر في الاستخدام حتى فترات قريبة؛ ففي عهد جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - استخدم الجمرك للبضائع المحملة في السفن الشراعية القادمة من كل حدب وصوب، ومما يدل على قدم وأهمية الميناء كثرة الآثار الشاخصة لبيوت البحارة القريبة من الميناء، كما تدل المقابر الأثرية الإسلامية وغير الإسلامية المنتشرة في الجزيرة على كثافة سكان الجزيرة في السابق، وتشير بقايا المباني الأثرية إلى المركز الحضاري الذي كانت عليه المستوطنة في هذه الجزيرة، كما تدل مباني التراث العمراني القائمة حاليًا في الجزيرة على استمرارية السكنى بالجزيرة.
 
ك - مدينة العيون القديمة:  
 
لا تزال آثار مدينة العيون القديمة قائمة في الجهة الشرقية لمدينة العيون الحديثة لكنها مدفونة بأطنان من الرمال المتحركة، ويؤكد الأهالي أن الطريق الأسفلتي العام المؤدي إلى ميناء العقير التاريخي يقسم المدينة القديمة إلى قسمين، ويتضح ذلك من خلال مسجد الخمس الأثري الذي تم اكتشافه حديثًا، والذي يمثل أحد العناصر المعمارية لمدينة العيون القديمة، ويؤكد ذلك تشابه طرازه المعماري مع الطراز المعماري لكل من مسجد التهيمية ومسجد الدبس.
 
1 - قرية البطالية: 
 
تشير المسوحات والدلائل الأثرية إلى أن المباني الحديثة لقرية البطالية بُنيت على أنقاض مدينة إسلامية تعود بتاريخها إلى القرن الثالث الهجري، ولم يبق من هذه المدينة سوى أجزاء متهالكة من مسجدها الجامع تمثلت في الأعمدة، والأقواس، والأكتاف الحاملة لسقف رواق الصلاة الرئيس.
 
2 - قرية التهيمية:
 
تشير الأطلال الأثرية المتبقية من قرية التهيمية القديمة إلى مستوى الفن المعماري الذي كان عليه سكان هذه القرية في الماضي، والفن المعماري المتميز في أسلوب بناء المنشآت السكنية على سفوح وقمم الجبال وبالطين واللِّبن والحجارة.
 
3 - ميناء العقير التاريخي: 
 
تبرز أهمية ميناء العقير التاريخي في ارتباطه بتاريخ الدولة السعودية، ويتكون هذا الميناء الواقع على شاطئ الخليج العربي - المنفذ البحري الوحيد للأحساء - من منظومتين معماريتين متقابلتين شرقية وغربية، يفصلهما عن بعضهما شارع عام. تتألف المنظومة الشرقية من مرسى للسفن والقوارب الشراعية التقليدية ومبنى للجمرك المكون من جزأين استخدم الأول منهما لإدارة الجمرك، وتخليص البضائع، وتخزين البضائع المستوردة بشكل مؤقت، وتتألف المنظومة الغربية من مبنى الخان الذي استخدم لإيواء التجار، وخزن البضائع المستوردة بالإيجار لفترات زمنية قبل نقلها بوساطة قوافل الجمال التجارية إلى الأحساء ونجد، ومبنى المسجد والإمارة القديم.
 
شارك المقالة:
184 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook