السياحة الحضرية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
السياحة الحضرية بالرياض في المملكة العربية السعودية

السياحة الحضرية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
المدينة الكبيرة بقوامها تناقض المظهر العام والجو السائد في الأمكنة الريفية والصحراوية والمدن الصغيرة الهادئة، ومن المعروف أن من يعايش حياة المدينة لفترة طويلة لا بد له من البحث عن هدوء الأرياف والصحارى ذات المناظر المنتهية بالأفق، وبالمثل فإن سكان هذه الأمكنة يحنون من وقت لآخر إلى صخب المدينة وحياتها المشعة ليلاً ونهارًا.
 
إن معظم أجزاء منطقة الرياض ومدنها من النوع الهادئ الذي تغلب عليه السمات الطبيعية، إلا أن مدينة الرياض تمثل نقيضًا صارخًا لظهيرها الملاصق والبعيد، حيث امتدت بصورة هائلة وتضاعف عدد سكانها وأصبحت مدينة تعج بالحركة؛ الأمر الذي حولها إلى مثال نموذجي للمدينة الجاذبة للسياحة الحضرية، في حين لا ترقى بقية مدن المنطقة إلى جذب سياحي يعتمد على مكوناتها الحضرية على الرغم من أهميتها لظهيرها الملاصق بوصفها نقاط جذب ترويحية حضرية.
 
وتمثل المدن الكبرى نقطة جذب مركبة لعدد من العناصر الجاذبة ذات الخلفية الإنسانية ملبية رغبة الكثير من الأذواق المختلفة ومتيحة الاستمتاع برحلة سياحية غنية، فتبعًا لتعدد النشاط البشري في المدينة وكبر حجمه فقد تولد عدد كبير من عوامل الجذب السياحي، وقد تتميز بعض المدن عن غيرها بأنواع محددة، وبالنظر إلى مدينة الرياض نجد أنها تميزت بعدد من الأنشطة الحضرية التي أسهمت في إيجاد تيار سياحي من المناطق المجاورة لها، ومن أبرزها ما يأتي:
 

سياحة التسوق

 
لعل هذه السياحة من أهم ما يميز مدينة الرياض  بأسواقها التجارية المتنوعة الضخمة التي جعلتها مدينة تسوق لا تقتصر على إقليمها بل تصل إلى المناطق الإدارية الأخرى كالقصيم وحائل وأجزاء من المنطقة الشرقية.
 
وبنظرة بسيطة إلى حجم الأسواق وتنوعها فإننا لا نكاد نجد ما يضاهيها في المملكة سوى جدة، وقد تفوقت الرياض عليها في هذا المجال مستفيدة من توسطها، وسبقت الإشارة إلى حداثة أسواق الرياض وتوجهها نحو إيجاد بيئة ترويحية مناسبة مع تخصيص مواقع للمطاعم وألعاب الأطفال، والملاحظ أن هذا يبرز بصورة واضحة في المشروعات الجديدة إدراكًا من المستثمرين لقوتها الجاذبة؛ الأمر الذي أدى إلى أن يكون الترفيه وظيفة أساسية لهذه الأسواق، ومن الملاحظ بناء الكثير من المجمعات السكنية المفروشة التي تؤجر بالليلة بالقرب من أهم هذه الأسواق لخدمة القادمين من خارج المدينة.
 

السياحة الثقافية

 
على الرغم من أن مصادر السياحة الثقافية ليست حكرًا على مدينة الرياض إلا أن تركزها بها جعل من الممكن الحديث عن نمط سياحي ثقافي مركب من عدد من الأقسام، عماده المنشآت والمناسبات الثقافية المختلفة، حتى أنه يندر أن يمر يوم إلا ويكون هناك نشاط يجذب إليه المهتمين.
 
ومن أهم مظاهر هذا النشاط سياحة الندوات والمؤتمرات التي تحتضنها مدينة الرياض وتنظمها جهات كثيرة حكومية وغير حكومية تتناسب مع طبيعة عملها، وتستضيفها الفنادق الكبيرة المجهزة بقاعات مناسبة لهذا الغرض، وكذلك المراكز الثقافية المتخصصة والجامعات وغيرها، وهنالك الكثير من المعارض المختلفة التي تقام بها سنويًا مثل معارض الكتاب التي تقيمها الجامعات والوزارات والمعارض التشكيلية التي تنظم من قبل أفراد وجهات رسمية وغير رسمية، فضلاً عن وجود الكثير من المواقع الثقافية المهمة مثل المتاحف والمواقع التاريخية.
 
ويزيد من أهمية الرياض في هذا المجال وجود عدد من الجمعيات والنوادي الثقافية مثل نادي الرياض الأدبي والجمعيات العلمية التي تتخذ من جامعتي الرياض مقرًا لها مثل: الجمعية الجغرافية السعودية والجمعية التاريخية السعودية وجمعية العلوم النفسية وجمعية علوم العمران وجمعية الدراسات الاجتماعية وغيرها كثير، هذه الجمعيات والأندية لها نشاطاتها الدورية والطارئة، ويمكن للزائر الاتصال بها لمعرفة برامجها ومناسباتها.
 
ويمكن أن نضم إلى ذلك التعليم الموازي الذي يهتم بعدد من الجوانب وتعقد له دورات مستمرة ينظمها القطاعان الخاص والعام مثل دورات اللغة والفنون والمهارات والمهن والكمبيوتر، وتقام في مراكز ثقافية وتعليمية متخصصة تقدم دورات مستمرة طوال العام، وتنشط صيفًا لزيادة الملتحقين بها من الطلاب، وأبرز الجهات التعليمية في هذا المجال مركزا خدمة المجتمع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود؛ فهما يقدمان دورات في مختلف المجالات.
 
ومن أهم المناسبات الثقافية التي تستقطب السياح من داخل المملكة والضيوف من خارجها مهرجان الجنادرية الثقافي السنوي ومعرض الكتاب الدولي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام.
 

 سياحة التسلية والترفيه

 
وهي من الأنواع المهمة التي تنمو كأحد المتطلبات الترويحية للأسرة والأفراد، وما يوجد حاليًا في مدينة الرياض من حيث الحجم والتنوع لا يكاد يوجد في غير المدن الرئيسة في المملكة؛ لذا فإن للمدينة أهمية للمناطق المجاورة التي تقل فيها فرص الترويح المصنوعة، ولقد تعززت القيمة الترويحية لأمكنة محددة كمواقع تسلية وترفيه تجتمع فيها العناصر الطبيعية التي كانت بذرة الجذب الترفيهي مع المشروعات الترفيهية التي تعتمد على الإنجاز البشري فكرةً وبناءً، وتضم الكثير من الألعاب الميكانيكية والكهربائية التي تناسب الصغار والكبار مع توفير أمكنة جلوس ومناظر جميلة منسقة بالنباتات والبحيرات والنوافير، ومن أهم هذه المواقع الثمامة في الشمال الشرقي من مدينة الرياض فهي مكان جذب منذ وقت مبكر؛ لطبيعتها الرملية الجميلة ولكنها الآن توفر أنماطًا متعددة من الترفيه لساكنيها وزوارها، وتستقطب الناس بصورة كبيرة خلال نهاية الأسبوع ومواسم الإجازات، ولا تزال تنمو بسرعة بإضافة المزيد من المشروعات الموجهة للأطفال والعائلة والأسرة، وهناك أيضًا طريق الخرج ذو المظهر الزراعي الذي تم تحويل بعض مزارعه إلى مشروعات ترفيهية، والملاحظ أن هناك توجهًا مستمرًا للتجديد والتطوير لمحاولة استقطاب الزوار؛ الأمر الذي يتيح مواقع وأساليب جديدة للترفيه سنة بعد أخرى
والخلاصة أن القادمين إلى مدينة الرياض لقضاء العطلة عادة ما تجذبهم مرافق التسلية والترفيه مثلما تجذبهم الأسواق التي أصبحت بدورها تعنى بالجانب الترفيهي.
 
شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook