تستضيف مكة المكرمة ملايين المسلمين على مدار العام لأداء الحج والعمرة، ونظرًا لما يرتبط بهاتين الشعيرتين من أنشطة مختلفة، فإن هناك من يشير إلى هذه الأنشطة التي تمارس بجانب أداء الشعائر تحت اسم السياحة الدينية، أو السياحة المرتبطة بأداء الشعائر الدينية. ويعد هذا النشاط، بغض النظر عما يدور حول التسمية من آراء، نمطًا من أنماط السياحة، فقد دأب الناس منذ القدم على السفر من مكان إقامتهم إلى مكان آخر لهدف ديني. وهذا النمط هو السائد في مكة المكرمة ويتجه إلى الموسمية في بعض الأحيان، ولا شك أن مثل هذا السفر يرتبط به عدد من الخدمات والأنشطة كالنقل، والإقامة والإعاشة، ووسائل الاتصال، والتسوق، والترفيه، والاطلاع على الحضارات والثقافات، ومع أن الهدف الرئيس هو أداء الحج أو العمرة أو الزيارة، إلا أن ذلك لا يتعارض مع الذهاب إلى الأمكنة ذات المقومات الطبيعية أو الثقافية للاطلاع عليها والاستمتاع برؤيتها وقضاء بعض الوقت فيها. وهذا ما حدا بالبعض إلى استحسان تسمية هذا النمط بالسياحة المرتبطة بأداء الشعائر الدينية، بدلاً من السياحة الدينية. ويعد النشاط السياحي المرتبط بالشعائر الدينية من حج وعمرة لمكة المكرمة، وزيارة للمدينة المنورة الأعلى من حيث الحجم والمردود الاقتصادي بين أنماط السياحة الأخرى القائمة في المملكة العربية السعودية. وكما هو معلوم، فإن مكة المكرمة تستقبل من يأتون لأداء فريضة الحج ولأداء مناسك العمرة ويذهب كثير منهم إلى المدينة للزيارة. ويبين (جدول 18) حجم القادمين إلى الحج من داخل المملكة ومن خارجها للفترة من 1420 1424هـ / 1999 2003م.