السيدة صفية هي أمّ المؤمنين صفية بنت حُيَيِّ بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن تحوم من بني إسرائيل من سبط النبي هارون عليه السلام، وأبوها زعيم اليهود في بني النضير، وهي من زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد توفيت رضي الله عنها في المدينة المنورة، في فترة حكم معاوية بن أبي سفيان سنة خمسين للهجرة، ودفنت في البقيع مع باقي زوجات الرسول رضي الله عنهم.
تتصف السيدة صفية رضي الله عنها، بالشخصية الفاضلة، والجميلة، والزاهدة، والحليمة، وكانت ذات شرف رفيع، تحب الرسول حباً شديداً، كما كانت تتصف بفصاحة عقلها، وقوة فطنتها، وصدقها، ومن المواقف التي تدل على صدقها، عن زيد بن أسلم قال: (اجتمع نساءُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ في مرضِه الذي توفيَ فيه، واجتمع إليه نساؤُه، فقالت صفيةُ بنتُ حُيَيٍّ: إني واللهِ يا نبيَّ اللهِ لوددتُ أنَّ الذي بك بي، فغَمْزْنَ أزواجُه ببصرِهِنَّ، فقال: مَضْمِضْنَ، فقلن من أيِّ شيٍء؟ فقال: من تغامُزِكِنَّ بها، واللهِ إنها لصادقةٌ) [حسن].
تزوّجت السيدة صفية في عمر صغير من سلام بن مشكم، وكان فارس قومها ومن شعرائهم، ثمّ فارقته وتزوجت من كنانة بن أبي الحقيق، صاحب حصن القموص، وفي حرب خيبر مع المسلمين قُتل كنانة، وأُخذت صفية مع الأسرى، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، وقد خيرها بين الإسلام والزواج بها، وبين البقاء على دينها والرجوع إلى قومها، فاختارت الإسلام لتصديقها بدعوة النبي الكريم، فبعد ذلك أسلمت وأعتقها الرسول عليه الصلاة والسلام وتزوجها، وكانت حينها في السابعة عشر من العمر.
كانت الغاية من زواج النبي عليه السلام من صفية رفع قدرها، وتعزيزها، وتعويضها عمّا حصل معها في فتح خيبر، وإيجاد مصاهرة بينه وبين اليهود، ليخفف حدة التوتر، والعداء من قِبَلهم، ويشدّ قلوبهم لدعوة الإسلام، والسيدة صفية كانت سيدة قومها، وعندما جُمِعَ السبي بعد فتح خيبر جاء دِحية الكلبي إلى النبي وطلب صفية جارية له، فرفض الرسول ذلك، وأمره أن يأخذ غيرها من السبايا، فالإسلام يحفظ للإنسان مكانته، ويزيده عزة وشرفاً، ولقد رأت السيدة الصفية رضي الله عنها في حُلمها بأن قمراً يقع في حجرها، وهذا هو تفسير حلمها.
موسوعة موضوع