يعدّ الغصب تصرفاً لا شعورياً وانفعالاً لا إرادياً يتسبب في تهيّج الأعصاب؛ فيعطّل التفكير، ويزيد دقّات القلب، ويرفع ضغط الدم؛ مما يُفقد الإنسان توازنه، ويُخرجه عن اعتداله وعقله، وفي الكثير من الأحيان يُفرز الجسم حمض الأدرينالين عند الغضب؛ مما يمدّ الشخص بالقوّة الشديدة، والحركة السريعة التي لا يُمكن أن يمتلكها الإنسان في حالات الهدوء والاسترخاء، فالشخص الذي لا يملك القدرة على التحكّم في أعصابه ينفر الناس منه، ويتجنبون التعامل معه قدر الإمكان، وسنتحدث في هذا المقال عن الخطوات التي تساعد على السيطرة على الأعصاب.
المقصود بالمهلة هي العد تنازلياً سواء بصوتٍ مرتفعٍ أو همساً، مع الحفاظ على ثبات الجسد أثناء العدّ، فهي طريقة جيدة لتخفيف الغضب، والبدء في التفكير المنطقيّ، وعلى الشخص أن يعلم أنّ الكلمات التي تخرج لا يمكن أن تعود.
تخزين الغضب داخل النفس في كل مرّة يتعرّض فيها الشخص لمواقف مزعجة من شأنه إفقاده السيطرة على أعصابه لاحقاً، وإطلاقها دفعةً واحدة، وإيذاء الآخرين بشكلٍ مبالغ فيه، لذا يجب الحرص على التعبير عن الغضب بهدوء، والتحدث عن المواقف المزعجة أولاً بأول لحلها.
وفقاًَ للدراسات الطبية، فإنّ الأنشطة البدنية تمتصّ العواطف البشرية، وتحفز المخ على إفراز مادّة كيميائية تؤدي إلى استرخاء الجسم والأعصاب، وبالإمكان القيام بأي نشاط رياضي عند الشعور بالغضب، مثل: المشي أو الركض أو حتّى الرقص.
الغضب عند التعرّض لموقف ما يضيع طاقة الجسم وعقله دون تحقيق أدنى فائدة، فيجب استغلال هذه الطاقة الكبيرة في إيجاد حلّ للخروج من المشكلة أو الأزمة.
يُستخدم هذا الأسلوب لتجنّب الوقوع في سوء التفاهم من قبل الطرف الآخر، فمثلاً يجب القول: (أنا مستاء أنّك تركت المطبخ دون أن تساعد في غسل الأطباق) بدلاً من (أنت لا تقوم بأي مساعدة في الأعمال المنزلية).
الغفران من صفات الكرام، ويجدر بالشخص عدم حمل الضغينة في قلبه تجاه أحدهم أو ملء قلبه بالمشاعر السلبية، حتى لا يدوم الغضب في داخله.
الضحك واستخدام النكات وسيلة فعالة للحدّ من التوتّر، فهما يغيران العمليات الكيميائية المسببة للشعور بالغضب في الجسم، ونُشير هنا إلى أنّها لا تشمل السخرية والاستهزاء بالآخرين أو التقليل من شأنهم؛ فقد يزداد الأمر سوءاً.
يمكن ممارسة تمارين الاسترخاء التي تطفئ الغضب؛ مثل: التنفّس العميق أو رياضة اليوجا، كما بالإمكان تكرار إحدى الكلمات التي تعزّز هدوء الشخص أو الاستماع للموسيقى أو القرآن أو الكتابة، ولممارسة التأمل بالإمكان التقاط نفس عميق بشكلٍ بطيء؛ بهدف تهدئة معدّل ضربات القلب، ثمّ إخراج النفس مع تخيّل ألوان داكنة تخرج من الجسد لتهدئة العقل.
إذا كان الغضب ينتج عن أشياء تافهة أو يتسبب في إيذاء الآخرين جسدياً أو نفسياً بشكلٍ كبير أو كان مزمناً، ويحدث بشكلٍ متكرر، احتاج الشخص للتعامل مع مختص لعلاج نوبات غضبه.