توجد على طول سواحل البحر الأحمر فتحات ساحلية متعددة الأشكال والأبعاد، وتتخذ أسماء مختلفة، فمنها الشروم وهي الأكثر شيوعًا والخيران والمراسي الأقل انتشارًا، وتتوزع الأشكال الثلاثة في ساحل منطقة مكة المكرمة من الشمال إلى الجنوب على النحو الآتي

شرم الخرار، شرم رابغ، مرسى ضري، مرسى أم مسك، شرم أبحر، خور المصطبة، خور السودة، وتقع الفتحات الساحلية الخمس الأولى شمال مدينة جدة، بينما تقع الفتحتان الأخيرتان جنوب جدة، وقد أطلقت الأسماء السابقة على الفتحات الساحلية لاختلاف أشكالها وطبيعتها وربما مواقعها، فالشروم خلجان ضيقة تشبه ما يسمى بـ (الريا) إلا أنها أقل اتساعًا، أما الخور فهو مصب الماء في البحر أو وادٍ تغمره مياه البحر عند المصب، بينما يشير اسم المرسى إلى فتحة ساحلية تؤدي وظيفة ملاحية لإيواء السفن ورسوها, وقد يكون أصلها من كلا النوعين السابقين

وتتخذ الشروم أشكالاً شتى إلا أن أغلبها يشبه حرف تي اللاتيني (T)، إذ إنها تبدأ بفتحة ضيقة وعميقة عند خط الساحل ومن ثم تتفرع إلى فرعين غالبًا، وأحيانًا أكثر من ذلك بحسب الأودية التي تعمقت ووصلت إلى الشرم، وتراوح أطوال الشروم بين مئات الأمتار وبضعة كيلومترات، وقد تصل أحيانًا إلى نحو 10كم، وقد تتعامد أفرعها الموازية لخط الساحل داخل اليابسة بطولها نفسه أو تبقى دون أفرع، أما أعماقها فتراوح بين 15 و 40م، وقد تتعمق أكثر من ذلك بعيدًا عن خط الساحل الحالي داخل البحر، وفيما يأتي وصف لأهم شرمين في ساحل منطقة مكة المكرمة

 

 

يقع إلى الجنوب الشرقي مباشرة من مدينة رابغ القديمة، ويبدو الشكل العام له على هيئة بحيرة مثلثية تتجه قاعدتها نحو خط الساحل حيث توجد فتحة الشرم، بينما يتجه رأسها نحو اليابسة بطول 5.5 كم، وكما سبقت الإشارة تكاد أضلاع مثلث البحيرة تتساوى، وقد استغل الشرم حاليًا لإنشاء ميناء ومنطقة صناعية لمدينة رابغ بعد أن تم تنظيفه من الشعاب المرجانية والرواسب الأخرى

وقد شق الشرم مجراه المتعامد على خط الساحل ضمن صخور شعابية مرجانية، بينما نشأت المساحات الأخرى للبحيرة الساحلية أو أفرع الشرم الأخرى الموازية لخط الساحل خلف الشعاب المرجانية وذلك في الحد الفاصل بينها وبين رواسب الحصى والطين النهري، وتزيد الأعماق في الشرم مع الاتجاه نحو فتحة الشرم على البحر، حيث تشير خطوط كنتور الأعماق إلى عمق يزيد على 20م وربما أكثر من ذلك

 

 

يقع إلى الشمال مباشرة من مطار الملك عبدالعزيز في محافظة جدة، وقد أصبح يشكل امتدادًا للأحياء الشمالية للمدينة، ويمتد بشكل متلوٍ من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي على شكل لسان بحري بطول 9كم، أما عرضه فيراوح بين 0.5 و 1.5كم ويضيق عند المصب، وحسب خطوط كنتور الأعماق يراوح عمقه بين 10م في اتجاه الداخل حتى ما يزيد على 30م عند المصب، وتنشط الحياة المرجانية بجميع أشكالها داخل الشرم في الوقت الحاضر إضافة إلى مسطحات شعابية عائمة على جانبيه تشير إلى فترة قديمة من النمو المرجاني خلال البلايستوسين

ويمكن القول إن الخصائص العامة للشروم تتلخص في تباين أحجامها وأشكالها والمناطق التي نشأت فيها؛ فقد نشأت الشروم في منطقة مكة المكرمة ضمن سهول ساحلية منخفضة هي مصبات لأودية، وتشكلت شبكاتها في الجبال المجاورة لمناطق السهل الساحلي