المحتوى

الصحابة أفضل الأمة

الكاتب: يزن النابلسي -

الصحابة أفضل الأمة

 

السؤال
 
قرأت آية من كتاب الله أحزنتني كثيراً, وأريد إزالة الإشكال، وهي في قوله _سبحانه وتعالى_:" لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل, أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى ". هل معنى قوله _تعالى_ أنه من أتى من بعد عصر الصحابة لن ينال درجتهم في الجنة مهما اجتهد في الطاعة والعبادة؟<BR> وجزاكم الله خير الجزاء.<BR>
 
 
الجواب
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن قوله _تعالى_: "لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى" (الحديد: من الآية10) يدل على تفضيل من أنفق قبل الفتح على من أنفق بعده؛ لأن الحال قبل الفتح كان شديداً، بخلاف ما بعده، ولا ريب أن العمل والنفقة حال الشدة والضيق أعظم وأفضل من النفقة في حال السعة، وهذا التفاوت حاصل بين الصحابة رضي الله عنهم، وذلك على المعنيين اللذين تحتملهما الآية، فالجمهور فسروا الفتح بفتح مكة، وذهب طائفة إلى أنه صلح الحديبية، ويدل لذلك ما رواه أحمد عن أنس _رضي الله عنه_ قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها؟ فبلغنا أن ذلك ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد – أو مثل الجبال – ذهباً ما بلغتم أعمالهم" وكان إسلام خالد رضي الله عنه بعد الحديبية وقبل فتح مكة. ولا ريب أن أصحاب النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتفاوتون في الفضل والمنزلة، فالخلفاء الأربعة، وبقية العشرة، وأهل بدر ومن شهد بيعة الرضوان، كل هؤلاء أفضل من غيرهم، وهم بلا ريب أفضل ممن أسلم بعد فتح مكة، ثم إن الصحابة رضي الله عنهم قد ذهبوا بشرف الصحبة، وليس ذلك لمن يأتي بعدهم، وهذا لا يمنع من أن يأتي بعدهم من يُحصِّل الدرجات العُلى من الجنة لما له من إيمان عظيم، وأعمال صالحة كثيرة بعد رحمة الله _عز وجل_، وقد ذكر النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه وكافل الأرملة واليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى، وهكذا أخبر أن أقرب الناس منه منزلة يوم القيامة أحاسنهم أخلاقاً، إلى غير ذلك من النصوص التي تدل على أن الطريق إلى الدرجات العُلى مُشْرع للمشمرين. والله الموفق.
 
المرجع موقع المسلم
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook