الصحافة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.
أطل العهد السعودي على ظهور المطابع في المنطقة، وعلى تنامي حركة تعليمية في المجتمع، فدعمها وأضاف إليها، واتخذ إجراءات حاسمة لتعميمها - كما سبقت الإشارة - ونما بإطلالته تواصل المنطقة مع الثقافة العربية، سواء مع أولئك الذين احتضنتهم البلاد أو من خلال تواصل المنطقة مع أدباء مصر والشام، فكان ذلك داعيًا إلى أن تظهر في الحجاز نقلة في التمثل الثقافي، تنتقل من الحفظ والتعليق على المتون إلى الإنتاج المقالي، والشعري، والقصصي، وكان من مجالات ذلك الصحافة التي تستكتب ذلك الإنتاج، وتهيئ له النشر، فيحدث الحوار والتعليق والنقد؛ مما جعل المتأمل يقف على حركة أدبية قام بها الأدباء السعوديون الناشئون مواكبة لصدور هذه الصحف وسنشير بإيجاز إلى أهم صحف المنطقة ومجلاتها في هذه المرحلة
صحيفة أم القرى
صدرت صحيفة (أم القرى) بمكة المكرمة في يوم الجمعة 15 من جمادى الأولى سنة 1343هـ الموافق 12 من ديسمبر 1924م. وكانت الصبغة الرسمية واضحة في سنواتها الأولى، ولكن هذه الصبغة كادت تتوارى بعدما تولى محمد عبدالمقصود الإشراف على تحريرها ، وقد اضمحلت الصحيفة أثناء الحرب العالمية الثانية ، ومع ذلك لم يكن عبدالقدوس الأنصاري ليتوانى عن صبغ الصحيفة باهتماماته، فواصلت اهتمامها بالبحوث التاريخية والأدبية، وكان له الفضل في الاهتمام بالبحث اللغوي
صحيفة صوت الحجاز
صدرت في يوم الاثنين 27 من ذي القعدة سنة 1350هـ الموافق 4 إبريل سنة 1932م، وتعد أول صحيفة صدرت على الصعيد الشعبي في المملكة، وكان ظهور هذه الصحيفة من أبرز المعالم في تاريخ الأدب الحديث في هذه البلاد ، وقد كان لتشجيعها النشر في بداية أمرها أثره في إبراز أدب الناشئة، وقد أسهمت بهذا التوجه في أن تكون ميدانًا لبثِّ الرؤى المتنوعة والمتضادة في الوقت ذاته، كما هيأت المجال للخصومات النقدية
ومرت الصحيفة بتغيرات كثيرة إلى أن آلت ملكيتها وإدارتها إلى الشركة العربية للطباعة والنشر تحت إشراف محمد سرور الصبان، وقد كانت هذه الصحيفة الرحم الحقيقي الذي نشأ وتفتح فيه أدبنا السعودي الحديث، وكانت الأكثر انفتاحًا على الأفكار والنظريات الجديدة، والرائدة في تشجيع بعض الأجناس الأدبية الجديدة، وبعض التيارات الشعرية المستحدثة وكانت سباقة إلى تشجيع الترجمة والموروث الشعبي
صحيفة المدينة المنورة
كان أول صدور لهذه الصحيفة بالمدينة المنــورة يـــوم 26 / 1 / 1356هـ الموافــــق 8 / 4 / 1937م، وصاحب امتيازها ومديرها المسؤول عثمان حافظ - وابتداءً من 2 ذي القعـدة سنـة 1383هـ / 1963م دخلت صحيفة (المدينة) عهد المؤسسات - وتولى رئاسة تحريرها محمد علي حافظ، في حين شغل منصب مديرها العام أحمد صلاح جمجوم ، واهتمت صحيفة المدينة في بداية هذه المرحلة بالأدب والثقافة، فكانت هناك صفحة للفنون والآداب بإشراف عبدالله عبدالرحمن الجفري، ثم تغيرت إلى (أدب وأدباء) , ثم (دنيا الأدب)
صحيفة عكاظ
صدر العدد الأول من (عكاظ) بتاريخ السبت 3 من ذي الحجة 1379هـ الموافق 28 مايو 1960م بمدينة الطائف، وصاحب الامتياز ورئيس التحرير أحمد عبدالغفور عطار، وقد تميزت عكاظ باهتمامها بالنقد الأدبي, ثم بالأبحاث الأدبية واللغوية والاجتماعية ، وحرصت عكاظ على استكتاب نفرٍ من مشاهير الأدباء العرب أمثال: العقاد، ومحمود تيمور، ونشرت تحت عنوان (طريق العمالقة) لأدباء من الغرب أمثال: سومرست موم، تشارلز ديكنـز، هيمنجواي. واهتمت بنشر القصص المترجمة التي أسهم في تعريبها عزيز ضياء
وبعد صدور نظام المؤسسات الصحفية، صدرت عكاظ في 12 / 6 / 1384هـ الموافق 18 / 10 / 1968م يومية بمدينة جــــــدة، ثم خصص للأدب صفحة أســــبوعية أشرف على تحريرهــا محمد عبدالله مليباري وزين عبدالغفار، ثم علي مدهش بدءًا من سنة 1390هـ / 1970م
صحيفة البلاد
بعد أن توقفت (صوت الحجاز) عن الصدور في بعض سنوات الحرب العالمية الثانية، بسبب قلة الورق، عادت إلى الصدور عام 1365هـ / 1946م باسم (البلاد السعودية) وكانت تصدر أسبوعيًا ورأس تحريرها عبدالله عريف، ثم أصبحت تصدر مرتين أسبوعيًا، ثم أصبحت يومية ابتداءً من ربيع الآخر عام 1373هـ / 1954م، ثم اندمجت هي وصحيفة (عرفات) الأسبوعية ، وأصبح اسمها (البلاد) . ورأس تحريرها حسن عبدالحي قزاز وصدر العدد الأول منها يوم الاثنين 16 رجب 1379هـ الموافق 16 يناير 1959م، وأصبح امتيازها لحسن عبدالحي قزاز والشركة العربية للطبع والنشر التي يرأسها محمد سرور الصبان ، وقد أفادت من اندماجها مع (عرفات) من أولئك الكتاب الذين استقطبهم حسن عبدالحي قزاز، وهم كتاب جامعيون وغير جامعيين أمثال: عبدالوهاب آشي، أحمد زكي يماني، محمد عبدالقادر العلاقي، وعبدالعزيز الرفاعي , ويرى عوض الله أن هذه الأقلام حققت للصحيفة مضمونًا حيًا شاملاً و نقلة ثقافية قوية في تاريخ الصحافة السعودية ، وقد صدر العدد الأول من صحيفة البلاد في عهد المؤسسات يوم السبت غرة ذي القعدة 1383هـ الموافق 4 مارس 1964م بمدينة جدة، وقد أصدرت مؤسسة البلاد للصحافة والنشر ملحقًا أسبوعيًا لصحيفة البلاد في الفتــــرة مـــن 14 / 6 / 1391هـ الموافق 1971م، حتــى 8 / 12 / 1391هـ / الموافق 1972م وقد صدر عدد البلاد الأسبوعي في 11 / 1 / 1392هـ الموافق 1972م, ويحتوي على 52 صفحة عدا الغلاف الملون
صحيفة الأضواء
صدرت بإدارة عبدالفتاح أبومدين، وكان رئيس تحريرها محمد سعيد باعشن، وتهتم بالأدب، شعرًا وقصصًا، ودراسات أدبية، ونقدًا أدبيًا ... " وكانت تتناول بالدراسة والنقد المؤسسات القائمة بلهجة حادة أحيانًا" ، وقد انتهى بها ذلك إلى الوقوع في مخالفات كثيرة لقانون المطبوعات، مما أدى إلى إيقافها بعد العدد 87 في 20 جمادى الآخرة 1378هـ الموافق 1959م
صحيفة حراء
صدر العدد الأول من صحيفة (حراء) في السادس من جمادى الأولى 1376هـ الموافق 8 ديسمبر 1956م، في مكة المكرمة، وكان صاحبها ورئيس تحريرها صالح محمد جمال، واستمرت تصدر أسبوعيًا حتى ذي القعدة 1377هـ / 1958م. وابتداءً من العدد 89 المؤرخ في 23 من ذي القعدة 1377هـ الموافق 1958م، صدرت يومية في أربع صفحات، واعتبارًا من 18 رجب 1378هـ الموافق 1959م بعد اندماجها مع (الندوة) أصبحت تصدر باسم (الندوة)، بعد أن كانت قد أصدرت عددين باسم (الندوة وحراء سابقًا)
وخصصت (حراء) في صفحاتها بابًا بعنوان (من أدب الناشئة)، ونشرت قصة (ثمن التضحية) لحامد دمنهوري، وفي وقت ما من تاريخ صدورها خصصت صفحة أسبوعية بعنوان (أدب وأدباء) يشرف عليها عبدالرشيد عطار . وقد انتقدت مرة شؤون المال والاقتصاد بكتابة كاشفة وموضحة سلبيات إدارة الاقتصاد؛ فأدى ذلك إلى دعوة التجار لمؤتمر يناقش الجشع والاستغلال
صحيفة الندوة
صاحبها ورئيس تحريرها أحمد السباعي، كان من ضمن موادها باب (شعبيات) الذي كان يكتب بالعامية الحجازية، وينشر فيه (القنديل) حلمنتشياته، وكان بها ركن للمرأة أطلق عليه (رواق السيدات) ، ولما أدمجت مع حراء باع السباعي حصته في الامتياز لشريكه صالح محمد جمال
مجلة المنهل
هي مجلة شهرية، عرفت باهتمامها بالأدب، وأصبحت مرجعًا لكثير من الباحثين في دراسة الأدب في المملكة، صدرت أول أمرها بالمدينة المنورة في شهر ذي الحجة 1355هـ الموافق فبراير 1937م، واضطرت مثل غيرها أثناء الحرب العالمية الثانية إلى التوقف, ثم استأنفت الصدور في 1364هـ الموافق ديسمبر 1945م, ثم انتقلت بعد ذلك إلى جدة ، وقد جعلت بعض أعدادها الخاصة عن الأجناس الأدبية؛ فأصدرت عددًا خاصًا عن القصة، وآخر عن الشعر، وقد حققت لها سمتها الشهرية، وارتباط صاحبها الوثيق بالأدب والأدباء، اتساعًا وعمقًا في موادها، وحوارًا متسعًا، وقد ظلت المجلة الثقافية الشهرية التي حافظت على صدورها مدة طويلة، فهي تصدر إلى الآن، وكانت مجلة المنهل رائدة في نشر أدب المرأة والعناية به. ولقد عوتب الأنصاري بعد نشره أول مقال من ذلك النوع من الأدب فرد على معاتبيه: "إنني لا أرى بأسًا من ناحية الدين في ذلك، فإن اسم المرأة ليس عورة، وإن علمها ليس مستنكرًا في الإسلام"
مجلة الرائد
صدرت مجلة الرائد في غرة ربيع الأول 1379هـ الموافق 4 ديسمبر 1959م، في جدة، وهي مجلة أدبية وثقافية، أصدرها عبدالفتاح أبومدين، الذي رأس تحريرها، وكانت تصدر نصف شهرية، وبدءًا من العدد 25 صدرت أسبوعية، واستمرت في الصدور إلى أن توقفت بعد صدور نظام المؤسسات الصحفية، وقد اهتمت بالقضايا الأدبية والفكرية إلى جانب اهتمامها بالقضايا الاجتماعية ، والرياضة وأخبارها، والشعر والقصة، والترجمة الإبداعية