الصلاة في السفر

الكاتب: مروى قويدر -
الصلاة في السفر

الصلاة في السفر.

 

 

حكم القصر والجمع في السفر:

 

يختلف حكم القصر عن حكم الجمع في السفر، فقصر الصلاة سنّة مؤكدة في السفر، لما ثبت في السنّة النبويّة أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يقصر الصلاة في جميع أسفاره، فلا ينبغي على المسلم أن يترك قصر الصلاة في السفر؛ لأنّها سنّة تتأكد في حقه، إلّا إذا صلّى خلف إمام يُتمّ صلاته؛ لأنّ صلاة الجماعة واجبة على المسافر والمُقيم، أمّا جمع الصلاة فهو ليس بسنّة مؤكدة بل هو جائز في السفر، والأفضل أن يصلي المسلم كل صلاة في وقتها ويترك الجمع، إلّا إذا ترتب عليه مشقة في ترك الجمع، فحينئذ يكون الجمع في حقه مستحباً، وقد يجمع المسافر الصلاة أحياناً، وقد يترك الجمع أحياناً أخرى.

 

مشروعية قصر الصلاة للمسافر:

 

يشرع للمسافر أن يقصر الصلاة الرباعية بأن يصلي صلاة الظهر والعصر والعشاء ركعتان بدلاً من أربع ركعات، أمّا الصلاة الثنائية كالفجر والصلاة الثلاثية كالمغرب، فلا تقصر وإنّما تُصلّى كما هي، ويُشترط لقصر الصلاة أن يغادر المسافر البلد، ويخرج من العمران، وأن تكون نيّة الإقامة في البلد المسافر إليه أقل من أربعة أيام، فإذا زادت عن أربعة أيام أتمّ صلاته ولم يقصرها، وإذا لم يجزم مدة الإقامة فيجوز له القصر حتى لو زادت إقامته عن أربعة أيام؛ لأنّه في حكم المسافر، وكذلك يشترط للقصر أن يصلي المسافر منفرداً أو مع جماعة مسافرين، أمّا إذا صلّى مع إمام أو جماعة مع المُقيمين عليه إتمام صلاته أربع ركعات.

 

المسافة التي تبيح القصر في الصلاة:

 

اختلف العلماء في مسافة السفر المبيحة للقصر، فذهب بعضهم إلى تحديدها بثلاثة وثمانين كيلومتراً، بينما ذهب آخرون إلى أنّ كل ما اعتبر سفراً في عرف الناس فهو مُبيح للقصر في الصلاة، حتى لو كان أقل من ثلاثة وثمانين كيلومتراً، بدليل أنّ الله تعالى لم يحدّد في كتابه مسافة القصر في الصلاة حينما قال: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ)، فالضرب في الأرض وهو السفر، وجاء مطلقاً في الآية الكريمة بدون تحديد مسافة معينة.

شارك المقالة:
81 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook