الصناعات اليدوية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الصناعات اليدوية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الصناعات اليدوية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
كانت الصناعات التقليدية تفي باحتياجات السكان في ذلك الوقت، وكانت تعتمد - في المقام الأول - على مهارة الصانع، ونستعرض فيما يأتي بعض الصناعات اليدوية أو التقليدية على سبيل المثال لا الحصر، وينبغي الإشارة إلى أن بعض هذه المصنوعات لم تتعدَّ كونها إضافة أو تجديدًا لصناعة قائمة بالفعل.
 
أ - السيف:
 
يُصنع من الفولاذ، ويُطلى غالبًا بالذهب، وكانوا يستعملون منه نوعين: أحدهما طويل منحنٍ قليلاً يفيد في المقارعة، والثاني قصير معتدل يسمَّى (الفردة) وهو قوي الضربة عن قرب، ويمكن أن يُطعن به عند اللزوم. وكلا النوعين له غمد جلدي يُعرف بـ (جراب السيف)، وكان يُطلى أيضًا بالذهب ويُعلَّق بحمائل في الكتف.
 
ب - الخنجر: 
 
ويسمَّى أيضًا (القديمي) أو (الشبرية) وهو مثل السيف يُصنع من الفولاذ إلا أنه قصير يبلغ طوله 30سم تقريبًا، وهو معقوف قليلاً، وله أيضًا غمد جلدي مزخرف ومطعَّم بالفصوص، وأحيانًا يكون الخنجر ذهبيًا أو مطليًا بالذهب، ويُعلق بالحزام تحت السترة، كما أن هناك أنواعًا توضع على الجنب تسمى (الجنبية)، ولها أسماء متعددة منها: (الودين) و (الحضرمي) و (الحويرثي) و (المسمار) و (الذريع) وهو طول ذراع، وتسمى أيضًا (العكف) لانحنائها.
 
ج - الخوصة:
 
وتسمى (المدية) أو (السكين)، وهي شبيهة بالخنجر في استخدامه إلا أنها تُصنع من الحديد المرن.
 
د - الرمح: 
 
عود من خشب الزان القوي تُثبت به الحربة، ومن الرمح ثلاثة أنواع: أولها له لسان واحد، والثاني له لسانان وهو (الشلفا) وتكون ذات عصا غليظة وقصيرة نوعًا ما، ولها رأسان متوازيان رقيقان حادان من الجانبين كلسان الثعبان، والثالث له ثلاثة ألسنة، وكانت العرب تجلب الرماح من الهند وهناك الرماح المأخوذة من خيزران مثل القصب منه ما هو مليء ويسمى الذكر ومنه ما هو أنثى وهو مفرغ الجوف.
 
هـ - العجراء (القناة):
 
وهي عصا غليظة ذات رأس كروي، تُصنع أحيانًا بحجم قبضة الكف من الخشب أو الحديد وتُسمى (القرطاء) و (الدباء).
 
و - العصا:
 
وهي العصا العادية المعروفة، ومنها الغليظ أو الرفيع، وتُصنع من أغصان الشجر، وتنفع في المضاربة وفي الدفاع والهجوم، كما يستعملها كبار السن لمساعدتهم على المشي، ويستخدمها رعاة الإبل والغنم.
 
ز - القوس والنبال:
 
وهو سلاح من أقدم ما عرفه الإنسان في الصيد والحروب، وتُصنع من الخيزران ولها حزام من الجلد.
 
ح - المقلاع: 
 
وهو سلاح بدائي يُقذف به حجر بحجم البيضة، ويُنسج من الصوف، له طرفان في طرف منهما حلقة يدخل فيها الرامي إصبعه الوسطى، وفي الوسط يوضع الحجر، وله فاعلية في المناوشات على بعد خمسمئة متر وأقل، وهو سلاح غير قاتل، وكان الفلاحون يستخدمونه غالبًا في طرد الطيور والحيوانات من مزارعهم وبخاصة الثعالب والكلاب، ويسمى (المرجامة).
 
ط - الفاعوس (الفاروع): 
 
هو أداة كالفأس يتكون من عصا قصيرة متينة لها وجه حاد من الفولاذ يقابله رأسان حادان معقوفان قليلاً إلى الخلف، ويفيد في الضرب عن قرب عندما يفقد المحارب فعالية سيفه، وهو أصلاً ليس أداة ضرب وإنما صُنع لقطع الأشجار.
 
ي - البندقية: 
 
ولها أنواع متعددة وأشهرها وأقدمها (ذات الفتيل) وهي بندقية ما قبل صناعة طلقات الرصاص، فكانت ماسورتها أنبوبة مجوفة طويلة بقعر مسدود، وبأسفلها قناة تنتهي بحوض صغير بارز بجانبيه زناد توضع فيه فتيلة تبقى بعيدة عنه قليلاً، وكان الحوض يُملأ بملح البارود، فإذا ما أُشعل الفتيل وضُغط على الزناد فإن الفتيل يلامس الحوض فيشعل البارود فينفجر بقوة دافعًا كرة من القصدير إلى خارج الماسورة، وكانت هناك أنواع من البنادق منها: العصملي، والمارتين، والسواري، والخديوي، والباكتون، والنيمس، والصمعا، وأم نصف خشب، والمثوفي، وأم تاج، والمقمع (نسبة إلى وجود قمع عند الزناد)، وأم إصبع (لأن يد الغمد فيها تشبه الإصبع)، والجفت (لها ماسورتان وزنادان)، والشوزن (أم خمس)، وكانوا يعتنون بصناعة كعوب البنادق من خشب الزان ويجملونها بالنقش والحفر ويتم تلبيسها بجلود الظباء والأرانب.
 
كما شملت المصنوعات اليدوية مصنوعات خشبية وأعمالاً أخرى تتناسب مع ظروف البيئة والإمكانات المادية والمواد الخام التي كانت متوافرة في ذلك الوقت.
 
ويمكن القول: إن السكان كانوا يمارسون أعمالهم ويحققون الاكتفاء الذاتي لاحتياجاتهم بوصفه نوعًا من أنواع التكيف مع الظروف الاقتصادية المعاشة في ذلك الوقت.
 

مظاهر الثبات والتغير

 
أصبح الاقتصاد في منطقة الرياض - كما في سائر مناطق المملكة - في تنامٍ ملحوظٍ  ،  وذلك بعد أن كان يعتمد بشكل كبير على الاقتصاد التقليدي القائم على الزراعة والرعي، وجاء ذلك نتيجة اكتشاف البترول وارتفاع معدلات الدخول مما أدى إلى تحول المجتمع السعودي كله من مجتمع تقليدي بسيط إلى مجتمع حديث مركب يعتمد على أحدث ما توصلت إليه التقنيات من معدات، ويتصل بالعالم الخارجي ويؤثر في المجريات العالمية، ونتيجة لذلك شرع المخطط السعودي في توسيع القاعدة الاقتصادية لتحقيق المزيد من الرخاء للشعب وتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في عدد من المجالات.
 
ولم تعد الحرف التقليدية التي كان يمارسها بعض السكان تُمَارس في الوقت الحاضر، وإنما تم تغييرها إلى أنماط حديثة من الصناعات والمنتجات المستوردة والمحلية.
 
أما بالنسبة إلى حياة البادية فقد تطور الرعي؛ فسكان البادية الذين ما زالوا يرعون أغنامهم ومواشيهم أصبحوا أكثر استقرارًا، وخصوصًا بعد جدب المراعي واعتمادهم على إطعام مواشيهم من المحصولات الزراعية المتوافرة في المدن.
 
شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook