أ - لمحة تاريخية:  

 

كانت الصناعة في منطقة نجران منحصرة في المنتجات الحرفية التي يحتاجها سكان المنطقة في استهلاكهم، أو ما يبيعونه لأهل البادية والزائرين، وتنوعت تلك الصناعات الحرفية التي تميز منطقة نجران عن غيرها من المناطق الأخرى، حيث يكثر بها الحرفيون المتمرسون في حرفهم والذين يتمتعون بحس فني استطاعوا من خلاله صناعة أشياء تلائم بيئتهم وتميزهم عن غيرهم من الحرفيين الذين يمارسون هذه المهن. وقد عرف النجرانيون بعدة مواهب فنية وصناعات محلية أصيلة، منها صناعة الجنبية، وهي خنجر قصير ذو شكل هلالي يزين مقبضه بالعاج أو الفضة، وما زال يتقلده معظم الرجال حتى اليوم، وكان يستخدم في الماضي سلاحًا للدفاع عن النفس، أما اليوم فهو يعد من أثمن أدوات الزينة، فيبلغ ثمنه أحيانًا نحو 20.000 ريال. وتشتهر نجران بصناعاتها المتقنة، ومنها:

 

1 - صناعة الجلود: 

 

تعد صناعة الجلود من الصناعات الحرفية الرائدة في منطقة نجران ولا تزال تلقى رواجًا كبيرًا بين كثير من أهالي المنطقة. ومن أهم المصنوعات الجلدية:

 

الميزب:

 

وهو أداة تستعمل لحمل الطفل الرضيع على كتف أمه وله زخارف مختلفة، وقوائم من الخشب ويدان متينتان من الجلد نفسه، وهو أغلى المصنوعات الجلدية في نجران لإقبال النساء على اقتنائه.

 

المسبت:

 

وهو حزام من الجلد له فتحات متراصة تصل أحيانًا إلى المئة، وذلك لوضع الرصاص الخاص بالبنادق، ويلبس في المناسبات والأفراح، وبه بعض الزخارف التي تضفي عليه لمسات جمالية.

 

2 - الصناعات الخوصية:

 

تعد صناعة الخوص من الصناعات الرائجة في منطقة نجران وتنقسم هذه المصنوعات الخوصية إلى نوعين مختلفين؛ فمنها ما يستعمل للعمل في المزارع أو البناء أو التخزين، ومنها ما يستعمل للطعام ولحفظ الأشياء الثمينة، مثل: الحلي، ومن هذه المصنوعات:

 

المكتل:

 

وله أنواع مختلفة فمنه الصغير ومنه الكبير، ويستعمل لنقل الأسمدة والثمار ونقل الطين عند بناء البيوت الطينية.

 

الدرجة:

 

وتصنع من سعف النخيل المتداخل ولها قاعدة دائرية وتتسع فوهتها كلما اتجه صانعها إلى أعلى، وتستعمل لحفظ المواد الغذائية ولحمل الأمتعة فوق الرأس.

 

المهجان:

 

ويصنع من سعف النخيل، وهو دائري الشكل وله يدان صغيرتان، ويستعمل سفرة للطعام.

 

3 - الصناعات الخشبية:

 

تتميز الصناعة الخشبية في منطقة نجران بالدقة والجمال، ويعدّ النجار من الحرفيين المهرة بالمنطقة، وكان نادرًا ما يوجد منـزل من منازل نجران لا توجد به أدوات من صناعة النجار، حيث تدخل صناعته في إنشاء البيوت وفي الأدوات المنـزلية وفي المكاييل، ومن أهم المنتجات الخشبية:

 

الأبواب الخشبية:

 

يصنعها النجار من أشجار السدر، أو من أشجار "الأثل"، ويضع عليها النقوش والزخارف حتى تعطي منظرًا جميلاً كما يزود الأبواب بمفالق من الحديد.

 

النوافذ:

 

وهي أيضًا تصنع من خشب أشجار السدر والأثل، وتنقش عليها رسوم معينة، كما يوضع بها حلق من الحديد.

 

المكاييل:

 

وهي أدوات تصنع من خشب أشجار السدر أو الأثل، تُستخدم للكيل، وأكبرها الصاع الذي يزود بحلقتين من الحديد على جانبيه لحمله، ومنها أيضًا السديس والثمن والربعية.

 

4 - الصناعات الحجرية والفخارية:

 

وهي من الصناعات الرائجة في منطقة نجران، ويسمى من يمارسها "البرام" يبدع في صنعته أشكالاً متعددة مستخدمًا الحجارة والفخار، ومن إنتاجه:

 

البرمة:

 

تصنع من الفخار، وهي إناء كروي الشكل له فتحة صغيرة في الأعلى، وتستعمل عادة في طبخ اللحم، كما تستعمل أحيانًا في حفظ السمن أو الزبد.

 

التنور:

 

يصنع من الفخار، ويستعمل لعمل الخبز، فيوضع بداخله الحطب حتى يحمى ثم يلصق بجدرانه العجين ويترك حتى ينضج على حرارة الجمر.

 

الزير:

 

يصنع من الفخار، ويستعمل لتبريد المياه.

 

5 - صناعة الفضيات:

 

تمتاز منطقة نجران بوجود بعض المصنوعات الفضية التي تستخدم زينة للنساء وبعض الخواتم للرجال. وقد ازدهرت هذه الصناعة في نجران في فترة من الفترات إلا أن الإقبال عليها قلَّ في الوقت الحاضر بسبب رواج المشغولات الذهبية، ولكن ما زال هناك بعض الحرفيين لهم علاقة وثيقة بهذه الحرفة. ومن منتجاتهم:

 

الدنعة:

 

توضع في الخيط الموضوع على رأس بعض النساء.

 

الفتخة:

 

وهو خاتم كبير للنساء يلبس في اليد.

 

الحداود:

 

دائرية الشكل وبها فتحة صغيرة تلبس في اليد.

 

ويرصع الحرفي بعض مصنوعاته بالأحجار الكريمة وبخاصة ما يلبس منها في العنق أو اليد. وغير ذلك من مختلف الصناعات العديدة التي تتفق ومعطيات ذلك العصر وحاضره.

 

أما في الوقت الحاضر فقد تطورت وظهرت مصانع حديثة تعمل في مواد البناء والألبان والعصائر والمياه والبلاستيك وغيرها من مختلف الصناعات الحديثة  

 

ب - الوضع الحالي:

 

ما زالت عراقة الماضي وأصالته تنبض في جوانب حياة أهل نجران متجلية في حياتهم اليومية، فكما كان في الماضي، ما زالت حلي نجران تصنع من الذهب والفضة بأشكال متنوعة تتسم بطابع أصيل، وتضفي عليها نقوشها الدقيقة نوعًا من الزينة والجمال، أما أنماطها الأساسية فهي انحناءات ونقوشات تشبه أشكال النباتات والزهور. وتمتاز نجران بصناعاتها الخشبية اليدوية، كما يعد التطريز والنسيج، وصناعة المشغولات الفضية والخوصية وأدوات الحرف اليدوية من الصناعات المنـزلية التي تشتهر بها نجران، وهي لا تزال قائمة تحمل سمات التراث العريق وتجسم مهارات حرفية كان يمارسها أهالي المنطقة منذ قرون طويلة  

وانطلاقًا من الدور الذي تؤديه المدن الصناعية بوصفها أحد الحوافز الرئيسة لتشجيع التنمية الصناعية بشكل متوازن في مناطق المملكة، فقد انتهت مرحلة تطوير مشروع المدينة الصناعية الذي سوف يكون له دور كبير جدًا في نمو هذا القطاع المهم وحافز لتشجيع التنمية الصناعية بشكل متوازن في مناطق المملكة  .  ويبلغ إجمالي المساحة لهذه المرحلة 750 ألف متر مربع، وباقي المراحل 5.8 ملايين متر مربع ليصبح إجمالي المساحة 6.55 ملايين متر مربع، كما هو مبين في (جدول 5) ، وهو ما يعادل 1.52% من إجمالي مساحة المدن الصناعية بالمملكة البالغة 432.016 مليون متر مربع. كما يبلغ إجمالي عدد المصانع المنتجة بالمنطقة 20 مصنعًا بما يمثل نسبة 0.56% من مجموع المصانع المنتجة بالمملكة البالغ عددها 3601 مصنع  

 

وقد بلغ عدد القروض الصناعية المعتمدة من صندوق التنمية الصناعية السعودي في منطقة نجران بنهاية العام المالي 1426 - 1427هـ/2005 - 2006م، 10 قروض بقيمة إجمالية تقدر بنحو 171 مليون ريال كما هو موضح في (جدول 6) ، وذلك حسب الأنشطة الصناعية المختلفة المعتمدة من قبل وزارة التجارة والصناعة.