الطرق التجارية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الطرق التجارية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الطرق التجارية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
وهي طرق برية وأخرى بحرية، ويمكن تمييز اتجاهات عدة للطرق البرية المارة بالمنطقة، ويمكن القول أيضًا: إن جميع الطرق البرية تتفرع من طريق التجارة الطولي الرئيس الذي يعبر الجزيرة العربية من جنوبها إلى شمالها بموازاة البحر الأحمر، وإذا وصلت هذه الطريق إلى مكة أو يثرب تفرعت إلى ثلاثة فروع يتجه أحدها إلى مدين ثم أيله ثم فلسطين أو مصر، ويتجه الآخر إلى العلا (ديدان) ثم تيماء ومنها إلى دومة الجندل ثم بلاد الشام أو وادي الرافدين، أما الفرع الثالث فيتجه إلى العلا والحجر ثم يسير إلى البتراء أو بصرى مارًا بتبوك، وكان لكل فرع من هذه الفروع عدد من المسارات  ،  ويذكر الجغرافي اليوناني أراتوسثنيس 275 - 194ق.م أن القوافل التجارية كانت تقطع الطريق بين جنوب الجزيرة العربية وأيله (العقبة) في سبعين يومًا، كما يذكر بلينوس 24 - 75م أن رحلة القوافل من (تمنع) عاصمة قتبان إلى غزة كانت مقسمة إلى 65 مرحلة في كل مرحلة منها استراحة للجمال، وأن أصحاب القوافل كان عليهم أن يدفعوا في كل مرحلة ثمن الحصول على الماء والعلف للجمال وأجرة النـزل الخاصة بالمبيت ورسومًا لقاء السماح بالمرور والحماية، ويعد الكاتب اليوناني ارتميدوروس (أوائل القرن الأول قبل الميلاد) أن سكان كل منطقة في جزيرة العرب يسلمون قوافل البخور القادمة من جنوب الجزيرة إلى سكان المنطقة التي تليهم حتى تصل هذه القوافل إلى سوريا  . 
 
هذه النصوص وغيرها تشير إلى الازدهار الكبير لحركة النقل التجاري البري بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها مرورًا بشمالها الغربي، وإلى الفوائد التي كان يجنيها أرباب القوافل وسكان المناطق التي تمر بها، إلا أن هذا الازدهار لم يكن على وتيرة واحدة عبر جميع العصور، فكثيرًا ما كانت تؤدي التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة وما حولها وسقوط الدول والإمبراطوريات ونشوء غيرها إلى تغيير مسارات الطرق واختلاف المعطيات الاقتصادية على الأرض.
 
وهكذا فإِنّ الطريق التجاري القديم الذي يمر بتيماء ثم دومة الجندل أدى دورًا رئيسًا في حركة النقل التجاري الدولي في نهاية العصر البابلي نحو القرن السابع قبل الميلاد، وكانت تيماء في تلك الفترة بورصة التجارة الرئيسة بشمال غرب الجزيرة، وفي تاريخ لاحق انتقل هذا الدور إلى درب البكرة والعلا (ديدان) في فترة الدولة اللحيانية القرن السادس - القرن السابع قبل الميلاد، ثم إلى الحجر في فترة الدولة النبطية، وفي الفترة البيزنطية ازدهر استخدام الطريق الساحلي الذي يمر على مدين وأيله؛ وبخاصة في فترة ازدهار مملكة تدمر في القرنين الثاني والثالث الميلادي. أما في الفترة الإسلامية فقد أصبحت بلدة تبوك المجتمع الرئيس للطرق بالمنطقة وزاد استخدام طريق التبوكية (طريق الحج الشامي).
 
شارك المقالة:
66 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook