الطيور بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الطيور بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الطيور بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
تتميز طيور منطقة مكة المكرمة بتنوع عالٍ يعكس وجود بيئات طبيعية تحتضن كثيرًا من أنواع الطيور المقيمة (Residents Breeding)، والمتوطنة (Endemics)، والمستوطنة (Residents possible breeding)، والمهاجرة شتاء (Winter migrants)، والعابرة (Passage migrants)، والمهاجرة شتاء والعابرة (Passage & winter migrants)، والزائرة صيفًا (Summer visitors)، كما هو موضح في الجدول الآتي:
 
والطيور المقيمة هي الطيور المتناسلة في المنطقة وموجودة طوال العام، أما الطيور المتوطنة فهي تشمل فقط الأنواع المتوطنة في جنوب غرب المملكة والبحر الأحمر، وتشمل الأنواع الآتية:
 
الشادي اليمني (Yemen Linnet - Carduelis yemenensis).
 
السمنة اليمني (Yemen Thrush - Turdus menachensis).
 
ذو المنقار الشمعي العربي (Arabian waxbill - Estrilda rufibarba).
 
نقار الخشب العربي (Arabian woodpecker - Dendrocopos dorae).
 
العصفور الذهبي العربي (Arabian Golden Sparrow - Passer euchlorus).
 
أما الطيور الزائرة صيفًا فهي الطيور التي تصل المنطقة مع بداية فصل الصيف (نهاية إبريل)، وتبقى لتكمل موسم التزاوج في المنطقة، ثم تغادر مع بداية فصل الخريف، وتشمل ثلاثة أنواع أو أكثر، وهي:
 
سنونو النخل (Palm swift - Cypsiurus parvus)، والوروار ذو الحلق الأبيض (White - throated Bee)-(eater): (Merops albicollis)، والهدهد (Hoopoe - Upupa epops).
 
ويعد كتاب (Meinertzhagen)   (طيور شبه الجزيرة العربية) من المراجع الموثقة لطيور المنطقة خلال تلك الفترة. كما أن الباحثين (Bates)   و (Trott)   كتبا كثيرًا من التفاصيل عن طيور منطقة مكة المكرمة ووسط شبه الجزيرة العربية وتزاوج بعض أنواع الطيور المقيمة في المنطقة.
 
أما في السبعينيات فقد بدأت الحقبة الحديثة في الكشف عن طيور منطقة مكة المكرمة ومن تلك دراسات (Courtenay-Thompson)   الذي كتب عدة تقارير مفصلة عن طيور جدة وجازان في فصول مختلفة من السنة، وأيضًا (King)   الذي وصف طيور المنطقة خلال فصل الربيع. وكذلك (Popov) وآخرون   كتبوا عن الطيور الشاطئية بين جدة واليمن.
 
وفي الثمانينيات بذل أحد الباحثين جهدًا واضحًا لوضع بداية معالم الطرق الحديثة لطيور المملكة العربية السعودية من حيث تقسيم الطيور حسب الرتب والعوائل والأنواع، وكذلك أوضاع حالتها (مهاجرة / عابرة / مقيمة) وتوزيعها الجغرافي في المملكة.  
 
وقد تبعه (Stage)   بكتابه المفصل عن طيور جنوب غرب المملكة، ثم ظهرت أول رسالة دكتوراه عن طيور المملكة قدمها (Felemban)   وهي عن طيور جنوب غرب المملكة.
 
تميزت في فترة التسعينيات الدراسات التفصيلية عن تقسيم وبيئة وبيولوجية طيور معظم المناطق في المملكة، إذ قدم (Felemban)   دراسة عن طيور الأودية الرئيسة بمنطقة تهامة إلى الجنوب من جدة، ودراسة أخرى عن طيور الزينة المستوردة إلى جدة  ،  وكذلك عن وجود الطيور في منطقة مياه الصرف الصحي لمكة المكرمة  ،  أما (Jennings)   فكان كتابه: أطلس الطيور المتناسلة في شبه الجزيرة العربية، وهناك آخرون لا يتسع المجال لذكرهم هنا.
 
أما بالنسبة إلى أهم المواقع التي يوجد فيها أنواع الطيور في منطقة مكة المكرمة فهي بصفة عامة الأمكنة ذات الغطاء النباتي الكثيف، وذات المياه الجارية طوال العام أو بعد موسم هطلان الأمطار في مواقع الوديان المتجهة من ناحية الشرق إلى الغرب في اتجاه البحر الأحمر.
 
وقد أورد (Evans)   مناطق مهمة توجد فيها الطيور في منطقة مكة المكرمة، وهي: وادي رابغ، محمية محازة الصيد المسيجة، كورنيش جنوب جدة، مجرى مياه الصرف الصحي لمكة المكرمة، وادي تربة، جبل إبراهيم، خليج قشران بالقرب من الليث، جزيرة أم القماري قبالة ساحل القنفذة، منطقة الحبر العربي بالقرب من القنفذة. وهنالك مواقع أخرى مهمة لمشاهدة تجمعات الطيور المقيمة والمهاجرة بالمنطقة، من أهمها بحيرة الصرف الصحي بشرق مدينة جدة، وادي الليث (عين الماء الحار)، وادي عليب بجنوب محافظة الليث، وادي غران بالقرب من مدركة بشمال شرق محافظة جدة، منحدرات الشفا بشرق مدينة الطائف.
 
ومما لا شك فيه أن التطور الهائل في المنشآت العمرانية والصناعية قد أصبح له الأثر الواضح في وجود بعض الأنواع وزيادة أعدادها بشكل ملحوظ وبخاصة في داخل بيئة المدن، إذ ظهرت أنواع من الطيور لم تكن تشاهد من قبل، مثل الدرة المطوقة العنق الخضراء، وطائر المينا، وعصفور جاوا، والغراب المنـزلي، وذلك بسبب زيادة الرقعة الخضراء ومساحة الحدائق المنـزلية بمحافظة جدة.
 
وتعد محافظة الطائف من الأهمية بمكان في مجال الطيور لمنطقة مكة المكرمة نظرًا لاحتوائها على أنواع من الطيور المتوطنة بالمنطقة، ومن هذه الأنواع: نقار الخشب العربي، ذو المنقار الشمعي العربي، الكناري اليمني، الكناري العربي، الشادي اليمني، السمنة اليمني، الأبلق العربي، المغرد اليمني، بالإضافة إلى طائر العصفور الذهبي العربي الموجود فقط بمنطقة تهامة. علمًا أن كلاً من الأبلق العربي والعصفور الذهبي العربي يعدان متوطنين على مستوى تحت النوع.
 
أما المنطقة الشاطئية والبحرية المطلة على البحر الأحمر فهي ملجأ لكثير من الطيور الخواضة والنوارس والخرشنات والبلشونات وغيرها التي تقضي فصل الشتاء بأكمله في المنطقة.
 
أما بالنسبة إلى الصقريات والنسور فإن المنطقة تستقبل عددًا من الأنواع بأعداد كبيرة ويعد موقع المجيرمة بالقرب من الليث مركزًا مهمًا لهواة صيد الصقور وبخاصة الشاهين البحري الذي يمر بالمنطقة بشكل سنوي ومنتظم خلال فترة الخريف، وتعبر النسور كذلك بأعداد كبيرة على حافة المنحدرات الشاهقة لجبال الهدا والشفا المحيطة بالطائف بشكل رئيس وببقية المواقع بالمنطقة تعبر أيضًا بشكل ملحوظ. كما أن محمية محازة الصيد من أهم المناطق لتعشيش نسر الأوذون المهدد بالانقراض عالميًا.
 
فالتنوع في الحيوانات الفطرية بالنسبة إلى الطيور بالمنطقة يشمل جميع العوائل والمجاميع المختلفة للطيور، وهذا بالتأكيد أدى إلى اهتمام الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بمنطقة مكة المكرمة، فقد أنشأت الهيئة مركز أبحاث الحياة الفطرية بالسديرة بالقرب من الطائف، ومحمية محازة الصيد المسيجة، ومحمية جزيرة أم القماري قبالة مدينة القنفذة على البحر الأحمر.
 
 
شارك المقالة:
53 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook