الطيور في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الطيور في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الطيور في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
تحتوي منطقة تبوك على تنوع كبير في الطيور؛ وربما يرجع ذلك إلى وقوعها ضمن أحد مسارات الهجرة للطيور القادمة من أوروبا وآسيا عابرةً في طريقها إلى مناطقها الشتوية بإفريقية أو مناطق داخل المملكة، ويقدر عدد الطيور التي تمر فوق منطقة تبوك بأكثر من 100 مليون طائر سنويًا  ،  ومن أهمها الطيور المهاجرة المحلقة التي تعتمد في طيرانها على تيارات الهواء الحارة، فهي لا تستطيع الطيران فوق الماء، لانعدام هذه التيارات؛ لذا فهي تسير بمحاذاة البحر لتصل إلى مناطق عبورها إلى إفريقية جنوبًا عن طريق باب المندب، ولا يقتصر التنوع في المنطقة على الطيور المهاجرة، ولكن هناك عدد كبير من الطيور المعششة تصل إلى 80 نوعًا، وتستخدم المنطقة خلال هذه المرحلة المهمة من حياتها، ومن بين هذه الطيور المعششة عدد من الطيور المتوطنة، ومنها: الحجل العربي أحمر الساق، والنعار العربي 
 
وعلى الرغم من هذا الكم الهائل من الطيور المهاجرة والأنواع المقيمة المعششة، إلا أنّ الدراسات المختصة بطيور المنطقة قليلة جدًا، ومن أهمها تلك الدراسات التي قامت بها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في محمية الخنفة لمتابعة طيور الحبارى، ودراسة الطيور البحرية المعششة بأرخبيل الوجه، ضمن المسوحات التي قامت بها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وضمن مسوحات الطيور المعششة على السواحل السعودية بالبحر الأحمر  ،  وكذلك الدراسات المشتركة مع باحثين ومؤسسات علمية دولية، مثل: الدراسة المشتركة مع مايكل جينجز (Michael Jennings) لمتابعة الطيور المعششة بالمنطقة، ونشرت عام 1416هـ / 1995م  ،  وكذلك الدراسة التي أجراها الفريق الياباني للتعرف إلى الطيور البحرية المعششة، وأهم مناطقها شمال البحر الأحمر 
 
يوجد في منطقة تبوك أربعة مواقع مهمة للطيور حسب التصنيف العالمي لحياة الطيور، وهي: محمية الطبيق، وجبل اللوز، والمسطحات المائية بقاعدة الملك فيصل الجوية، وجزر أرخبيل الوجه.
 
أما محمية الطبيق فهي تابعة للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وهي محمية جبلية ذات صخور جيرية يصل ارتفاعها من 300 - 400م في أرض رملية، ويمثل نبات الرمث أهم الأعشاب والسمر أهم الأشجار في هذه المحمية، ومن أهم الطيور المسجلة في المحمية: نسر الأذون، وهو من الطيور المهددة بالانقراض عالميًا، والنسر الأسود الذي يعد مهددًا بالانقراض على المستوى الإقليمي، بالإضافة إلى وجود طيور لها أهمية على مستوى الشرق الأوسط، مثل: الحجل الرملي، والأبلق أبو قلنسوة، وقد تمت حماية هذا الموقع، خصوصًا أن فيه أحد الأنواع المهددة بالانقراض من الثدييات، وهو الوعل النوبي (البدن)  . 
 
وأما جبل اللوز فهو أرض جبلية، وأعلى قمة فيها تصل إلى 2500م، وتقع على جبل فرحان، وهي أعلى قمة في المنطقة الشمالية الغربية بالمملكة، وتتميز بغطائها النباتي الجيد وغابات العرعر  ،  ومن أهم الطيور المعششة بهذا المكان: العقاب الأسود، والنسر الملتحي، والرخمة المصرية  ، وعصفور سيناء الوردي.
 
أما بالنسبة إلى المسطحات المائية بقاعدة الملك فيصل الجوية فهي تجمعات لمياه الصرف الصحي، وتتركز أهميتها في وجود عدد من الطيور التي بدأت تستوطن المنطقة، مثل: الواق الصغير، ودجاجة الماء، والحمراوي أبيض العين، والغطاس الصغير، وقد سجل فيها أكثر من 1000 طائر من البط، وأكثر من 700 طائر من دجاج الماء.
 
أما جزر أرخبيل الوجه فهي من الأمكنة المهمة للطيور، وتتكون من جزر متعددة، فمنها الصخري ومنها الرملي. والغطاء النباتي مزيج من أشجار الشورى والنباتات الملحية، ومن أهم الطيور الموجودة بها: النورس أبيض العين، وهو من الطيور المهددة بالانقراض عالميًا  ،  وهذه الأمكنة مهمة لعدد من الطيور، منها: الصقر الفاحم، والحنكور، والخرشنة المتوجة الصغيرة.
 
ويمكن تقسيم البيئات بمنطقة تبوك إلى خمس بيئات؛ وهي: بيئة الأمكنة الجبلية، وبيئة الأمكنة الساحلية والجزر، وبيئة المسطحات المائية، وبيئة الأمكنة السهلية والأودية ذات الأشجار المتفرقة، وأخيرًا البيئة الزراعية والحضرية.
 
أما البيئة الجبلية فتعد جزءًا من امتداد جبال السروات، التي تتكون من صخور نارية وجبال جيرية التكوين، مثل: جبال طبيق، والجبال الموجودة بالقرب من منطقة العلا التي تعرف بـ (الحزما)، وجبال شقيق، وتحتوي بعض هذه الأمكنة على غابات لأشجار العرعر والسمر، ويوجد في هذه المواطن عدد من الطيور المتوطنة، مثل: الحجل العربي أحمر الساق، والنعار العربي، وهناك طيور مهددة بالانقراض على مستوى المملكة، مثل: النسر الملتحي، والعقاب الأسود، والشاهين الجبلي، وحجل شوكار.
 
وأما بيئة المناطق الساحلية والجزر فتتمثل بالمنطقة الشاطئية ومنطقة أرخبيل الوجه المهمة لتغذية عدد من الطيور البحرية وتعشيشها، ومن هذه الطيور: النورس أبيض العين، (من الطيور المتوطنة)، والنورس الأسحم، والأطيش البني، وهناك طيور مائية تعد سلالة متوطنة، مثل: طيور أبو ملعقة  .  كما أن المنطقة الشاطئية مهمة لتغذية الطيور البحرية والمائية، وبخاصة منطقة أشجار الشورى المهمة للأسماك والقشريات التي تتغذى عليها هذه الطيور البحرية والطيور الخواضة المهاجرة، مثل: القطقاط المطوق، والقطقاط الرملي الصغير، والقطقاط الرمادي، كما يعشش فيها عدد من طيور اليابسة والطيور المائية، مثل: بلشون الصخور، والبلشون أخضر الظهر، كما تعشش فيها طيور جوارح، مثل: الصقر الأسحم (البكاك)، والعقاب النساري  ، وتعد جزر أرخبيل الوجه أهم الأمكنة لهما في المملكة.
 
أما المسطحات المائية في المنطقة فهي مهمة لعدد كبير من الطيور المهاجرة، مثل: البحيرة الاصطناعية داخل مدينة قاعدة الملك فيصل الجوية التي تعد من المواقع المهمة للطيور المائية المهاجرة؛ فقد سجل فيها أكثر من 1000 من طيور الغاق الكبير، وأكثر من خمسين نوعًا من الطيور الخواضة  ،  وقد بدأ عدد من الطيور المهاجرة استخدام المنطقة للتعشيش، مثل: الغطاس الصغير، والغرة، ودجاجة الماء، وأنواع من البط، مثل: الخضاري، وأبي مجرفة، وحمراوي أبيض العين  
 
وأما بيئة السهول والأودية ذات الأشجار المتفرقة فهي مهمة لعدد كبير من الطيور، مثل: نسر الأذون، وهو من الطيور المهددة بالانقراض عالميًا بعد أن اختفى من معظم مناطق انتشاره، وتعد الأمكنة بين تيماء والعلا والخنفة من أهم المواقع لتعشيش هذه الطيور، وهناك طائر الدراج وطائر القطا. ومن الطيور المهاجرة الحبارى والعقبان مثل: العقاب الإمبراطوري، وعقاب السهول، وطيور اللقلق الأبيض التي تستخدم المنطقة للراحة خلال هجرتها جنوبًا، ومن أهم الطيور المهاجرة بالمنطقة التي ارتبطت برياضة القنص في المملكة الصقر الحر والشاهين البحري اللذان يعبران المنطقة خلال هجرتهما جنوبًا إلى الأراضي الشتوية بإفريقية.
 
وأما البيئة الزراعية والحضرية فهي تغطي نسبة بسيطة من منطقة تبوك، وإن كانت قد زادت في الآونة الأخيرة؛ بسبب الطفرة الزراعية التي تشهدها المنطقة. ومن الطيور التي سجلت بالمنطقة: السمان، والشبوط، والقطا العراقي مسنن الذيل، ومن الطيور المهاجرة: مرزة البطائح، والمرزة الباهتة، ومرزة مونتاجو، والحدأة السوداء. وهناك طيور دخيلة سجلت في المنطقة مثل: الدرة الهندية المطوقة، وطائر الميناء.
 
وعلى الرغم من أن منطقة تبوك تحوي - كما أشير سابقًا - أنواعًا متعددةً من الطيور، إلا أنه لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الأنواع بالمنطقة، ولكن يمكن تقديره مما ذكر في الدراسات السابقة بنحو 280 نوعًا تقريبًا، معظمها من الطيور المهاجرة التي تمثل نحو 70% من الطيور في المنطقة، ويمكن تقسيم الطيور حسب وضعها إلى مقيمة (معششة)، ومهاجرة، ويقصد بالطيور المقيمة (المعششة): الطيور التي تتكاثر وتشاهد طوال العام، أما الطيور المهاجرة فيقصد بها الطيور التي تصل إلى المنطقة في أوقات معينة خلال هجرتها إلى مناطقها الشتوية في الجنوب، ويبقى بعضها ليقضي الشتاء بالمنطقة، ومنها ما يستخدمها منطقة عبور فقط، ومنها الطيور التي تصل إلى المنطقة للتكاثر، وتسمى مهاجرة صيفية، ومن أهمها الطيور البحرية التي تصل إلى الجزر والمناطق الساحلية للتزاوج والتعشيش، ثم المغادرة بعد موسم التكاثر لتعود إلى المنطقة في الموسم القادم.
 
شارك المقالة:
167 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook