تمتاز منطقة جازان بتضاريس أو طبوغرافية متنوعة؛ فهي تمتد من أرخبيل فراسان وساحل البحر الأحمر غربًا حتى امتداد مرتفعات جبال عسير إلى الشرق، ومن إمارة منطقة عسير شمالاً حتى بلاد اليمن جنوبًا، وتحتوي المنطقة على كثير من أنواع البيئات المهمة: البيئة البحرية والجزر، وبيئة الشواطئ، وبيئة سهول تهامة، وبيئة التلال الجبلية والمنحدرات، وبيئة السفوح الجبلية، وبيئات الأودية الجارية والسدود والبحيرات الصغيرة، وبيئات المدن والمزارع وتجمعات المياه والمستنقعات.

 

ويدخل تحت أنواع هذه البيئات بيئات أخرى متميزة بغطاء نباتي يعكس خصوصية تلك البيئات ونوعيتها، وسيتم ذكرها خلال وصف بيئات بعض أنواع الطيور المهمة في المنطقة.

 

وتبلغ مساحة منطقة جازان نحو 13000كم  ، وتمتاز هذه المنطقة بموقع مدينة جيزان على ساحل البحر الأحمر ومدن وقرى صغيرة مثل صبيا وفَيْفَاء وحاكمة وفراسان وغيرها، وجميع هذه القرى ذات كثافة سكانية وأنشطة زراعية كبيرة، وتمتاز طيور المنطقة بتنوع عال يعكس وجود بيئات طبيعية مختلفة تحتضن كثيرًا من أنواع الطيور المقيمة (Breeding Residents) والمتوطنة (Endemics) والمهاجرة والعابرة (Migrants & Passage Birds) والزائرة صيفًا (Summer visitors).

 

وتقسيم حالة وضع جميع الطيور في المنطقة يعرف علميًا بـ (Status)، والجدول الآتي يوضح العدد الكلي لأنواع طيور المنطقة والنسب المئوية حسب المجاميع سابقة الذكر:

 

والطيور المقيمة هي الطيور المتزاوجة في المنطقة والموجودة طوال العام. أما الطيور المتوطنة فهي تشمل فقط الأنواع المتوطنة في جنوب غرب المملكة واليمن (جنوب غرب شبه الجزيرة العربية) والبحر الأحمر وتشمل الأنواع الآتية:

 

 النورس ذا العين البيضاء (White-eyed Gull - Larus leucophthalmus).

 

 نقار الخشب العربي (Arabian woodpecker - Dendrocopos dorae).

 

 الشادي اليمني (Yemen Linnet - Carduelis yemenensis).

 

 ذا المنقار الشمعي العربي (Arabian waxbill - Estrilda rufibarba).

 

 العصفور الذهبي العربي (Arabian Golden Sparrow - Passer euchlorus).

 

أما الطيور الزائرة صيفًا فهي التي تصل المنطقة مع بداية فصل الصيف (نهاية إبريل)، وتبقى لتكمل موسم التزاوج في المنطقة، ثم تغادر مع بداية فصل الخريف، وتشمل صياد السمك رمادي الرأس (Grey-headed Kingfisher Halcyon leucocephala)

 

وقد ذكر ماينرزهاجن   بأن عينات كثيرة من الطيور قد جمعت من موقع حاكمة ووادي بيش في منطقة جازان في كتابه عن طيور شبه الجزيرة العربية الذي يعد من أفضل المراجع الموثقة لطيور المنطقة خلال خمسينيات القرن الميلادي الماضي.

 

في السبعينيات الميلادية بدأت الحقبة الحديثة في الكشف عن طيور منطقة جازان، ومن ذلك جهود كورتيني تومسون  ،  الذي كتب تقارير متعددة مفصلة عن طيور جدة وجازان في فصول مختلفة من السنة، وأيضًا كينج   الذي وصف طيور المنطقة خلال فصل الربيع، وكذلك بابوف وآخرون   كتبوا عن الطيور الشاطئية بين جدة وبلاد اليمن.

 

وفي الثمانينيات امتاز الجهد الواضح لجينينجز   الذي وضع بداية معالم الطرائق الحديثة لدراسة طيور المملكة العربية السعودية من حيث تقسيم الطيور حسب الرتب والعائلات والأنواع، وكذلك أوضاع حالتها (مهاجرة، عابرة، مقيمة)، وتوزيعها الجغرافي في المملكة.

 

ثم تبعه ستاج   بكتابه المفصل عن طيور جنوب غرب المملكة. وفترة التسعينيات امتازت بالدراسات التفصيلية عن تقسيم طيور معظم المناطق في المملكة وبيئتها وبيولوجيتها، ومن أهم الدراسات والأبحاث في هذه المنطقة خلال هذه الفترة ما يأتي:

 

قدم جينينجز   كتابه لأطلس الطيور المتزاوجة في شبه الجزيرة العربية، وتقرير فلمبان   عن طيور جزر فرسان... وآخرون لا يتسع المجال لذكرهم هنا.

 

وقد أورد إيفانـز   تسع مناطق مهمة لوجود الطيور في منطقة جازان وهي: جزر فراسان، شاطئ جازان، وادي جوى، سد مالكي، جبل فَيْفَاء، جبل قها، شاطئ الشقيق، جزر كتمبل، خور وهلان. وهنالك مواقع أخرى مهمة لمشاهدة تجمعات الطيور المقيمة والمهاجرة بالمنطقة معروفة للعامة ومن أهمها وادي بيش، وسد وادي جازان، والمناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف وذات المياه الجارية طوال العام أو بعد موسم هطلان الأمطار في مواقع الأودية المتجهة من ناحية الشرق إلى الغرب في اتجاه البحر الأحمر.

 

وتعد منطقة جازان ذات أهمية كبيرة في مجال الطيور بالمملكة؛ وذلك لاحتوائها على أنواع من الطيور المتوطنة والمقيمة في المنطقة، التي تعد رمزًا وطنيًا لأهل المنطقة، ومن هذه الأنواع: الوقواق أبيض الحاجب (White-browed Coucal)، والدجاج الحبشي، والشقراق الحبشي، ونقار الخشب العربي، وذو المنقار الشمعي العربي، بالإضافة إلى العصفور الذهبي العربي الذي يوجد فقط في منطقة تهامة. علمًا أن كلاً من النورس أبيض العين والعصفور الذهبي العربي يعدان متوطنين على مستوى تحت النوع.

 

أما المنطقة الشاطئية والبحرية المطلة على البحر الأحمر فهي ملجأ لكثير من أنواع الطيور الخواضة والنوارس والخرشنات والبلشونات... وغيرها من الطيور التي تقضي فصل الشتاء بأكمله في المنطقة.

 

إن تنوع الطيور في المنطقة يشمل جميع العائلات والمجاميع المختلفة، وهذا بالتأكيد يجعل اهتمام الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في منطقة جازان إيجابيًا، حيث أنشأت الهيئة محمية جزر فراسان على البحر الأحمر.