العادات المرتبطة بالطعام بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العادات المرتبطة بالطعام بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

العادات المرتبطة بالطعام بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
ومن تلك العادات أسلوب الجلوس أثناء الأكل، فعلى الشخص الآكل أن يجلس على الأرض مفترشًا رجله اليسرى راكزًا رجله اليمنى. ومن العادات المنتشرة في المنطقة وفي معظم المناطق ذات الطابع القروي والبدوي ألا يبدأ أحد من الجالسين بالأكل قبل أن يبدأ الضيف بالأكل، فإذا لم يكن هناك ضيف فالأكبر سنًا
وإذا جلس الآكلون على الطعام فإن من عاداتهم ألاَّ يأكل الشخص إلا مما يليه ما لم يكن المأكول تمرًا فإنه يسمح له بالاختيار ويقولون في ذلك: (أكل العيش قص، وأكل التمر خص، وكلام الرجال نص)
ومن عادات الأكل أنه إذا كان الناس على طعام فمن العيب أن يقوم أحدهم قبل الآخرين وخصوصًا إذا كانوا مضيفين فإنهم لا يقومون قبل أن يقوم الضيف. وكان الضيف إذا اكتفى من الأكل تظاهر به مجاملة لمن حوله أو وضع يده على طرف الصحن انتظارًا، فإذا رفع الجميع أيديهم عن الطعام قام أكبرهم سنًا أو مقامًا فدعا المضيف ثم يقف الجالسون دفعة واحدة ولا يتخلف على الأكل أحد منهم. كما أنه من العيب أن يتنحنح أو يتنخم الشخص عند الطعام، كما أنه يجب على المضيف أن يقدم الماء لضيوفه، ويرون أن ذلك واجب فإذا لم يقم بذلك وحدث أن (شرِقَ) أحد الضيوف فمات، فإن المضيف تلزمه ديته، أما إذا قدم الماء فلا تلزمه ويقول في ذلك: (الماء دية الأكل)
ومن العادات المتوارثة في بعض قرى مكة المكرمة وباديتها أنه إذا قَدِم الضيف والقوم يأكلون فإنهم يقولون له: "أنصا فألك". وفي بعض النواحي لا يأكل الضيف الذي قدم متأخرًا مع من سبقه ويأنف من ذلك، ويرى أن من حقه طعامًا خاصًا
 

 مظاهر الثبات والتغير

 
على الرغم من استمرارية عدد من الأطعمة والمشروبات التقليدية في منطقة مكة المكرمة، إلا أن هناك أصنافًا من الأطعمة الأخرى التي وفدت إلى المنطقة. وتعد الأجزاء القروية والبدوية من المنطقة أكثر تأثرًا من الأجزاء الحضرية منها، فقد شهدت تغيرًا كبيرًا في طبيعة المأكولات والمشروبات التي أصبحت أكثر محاكاة للنمط الحضري. كما انتشرت أصناف أخرى قادمة من خارج المجتمع السعودي نتيجة لعمليات الهجرة وانتشار العمالة التي ترتب عليها انتشار المطاعم المتعددة الأصناف والجنسيات، مما أوجد خليطًا متعددًا من المأكولات الشرقية والغربية والمحلية
وعلى الرغم من استمرارية وجود الكثير من المأكولات التقليدية المشار إليها إلا أن بعضها لم يعد يعمل إلا في مناسبات خاصة مثل الأعياد أو بعض الاحتفالات والمناسبات على أنها نوع من إحياء التراث. كما أن بعض كبار السن ما زال متمسكًا ببعض المأكولات، ويحرص على صنعها وإعدادها، ويشاركهم في بعض الأحيان أبناؤهم الكبار ممن يمكن عدُّهم من الجيل المخضرم. بينما في المقابل مثل تلك المأكولات تقابل بنوع من العزوف والاستغراب من قبل جيل الأحفاد الذين أصبحوا لا يفضلون مثل تلك المأكولات ولا يحرصون عليها
وكما هو الحال في التغير في نوعية الأطعمة فقد تغير أيضًا عدد من المشروبات، ولم يعد بعضها يصنع إلا في مناسبات خاصة، وتم الاستغناء عن كثير منها بما هو متاح في السوق من مشروبات غازية وعصائر يتم تصنيعها في مصانع كبيرة ومن ثم تسويقها بكميات تجارية، أما عادات الطعام فإنها - وإن كـانت لم تعد بالصرامة ذاتها التي كانت عليها في الماضي - ما زال بعضها موجودًا، وخصوصًا في الأجزاء البدوية والقروية من المنطقة، ولا سيما في المناسبات العامة
شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook