العسل في السنة النبوية

الكاتب: نور الياس -
العسل في السنة النبوية

العسل في السنة النبوية.

 

 

العسل في السنة النبوية

 

وجاء ذكر العسل في ذكر السنة النبوية كشفاء من الامراض وذلك في الحديث الصحيح خلاصته أن رجل شكى إلى الرسول صلي الله عليه وسلم أستطلاق بطن أخيه إصيب بالأسهال فقال له النبي صلي الله عليه وسلم اسقه عسلاً. فسقا الرجل أخاه العسل كما أمره النبي صلي الله عليه وسلم. فقال ما أرى العسل زاده إلا استطلاقاً. فقال النبي صلي الله عليه وسلم اسقه عسلاً ثلاث مرات وفي الرابعة او الثالثة قال له الرسول صلي الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن أخيك، اسقه عسلاً فسقاه فقام كأنما نشط من عقال.

قال الحافظ بن حجر رحمه الله "قال الخطابي وغيره: أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ’ يقال كذب سممعك. أي زل فلم يدرك حقيقة ما قيل له. فمعني كذب بطنه أي: لم يصلح لقبول الشفاء، بل زل عنه.
وقد اعترض بعض الجهال، فقال: العسل مسهل، فكيف يوصف لمن وقع الاسهال؟
والجواب ان ذلكى جهل من قائله بل هو كقوله تعالي " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه" (يونس : 39 )؛ فقد اتفق الاطباء علي أن المرض الواحد يختلف علاجع بإجتلاف السن، والعادة، والغذاء المألوف، والزمان، والتدبير وقوة الطبيعة، وعلى أن الاسهال يحدث من أنواعه منها الهيضة – مرض من أعراضه القيء الشديد والإسهال والهزال – التي تنشأ عن تخمة، واتفقوا أن علاجها بترك الطبيعة وفعلها، فإن احتجت إلى مسهل معين أعنيت ما دام بالعليل قوة.

فكأن هذا الرجل كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته، فوصف له النبي صلى الله عليه وسلم العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والامعاء؛ لما في العسل من الجلاء ودفع الفضول التي تصيب المعدة من أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيها، وللمعدة خمل كخمل المنشفة، فإذا علقت بها الاخلاط اللزجة تمنع افسدتها وأفسدت الغذاء الواصل إليها، فكان دوائها بستعمال ما يجلوا تلك الاخلاط، ولا شيء في ذلك مثل العسل، لاسيما إذا مزج بالماء الحار. وإنما لم يفده لاول مرة لأن الدواء يجب ان يكون له مقدار وكمية بحسب الداء، إن قصر عنه لم يدفعه بالكلية، وإن جاوزه اوهي القوة وأحدث ضرراً أخر، فكأنه شرب منه اولا مقداراً لا يفي بمقاومة الداء، فأمره بمعاودة سقيه، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء برئ بإذن الله تعالى.

وفي قوله صلى الله عليه وسلم "وكذب بطن أخيك". إشارة إلى أن هذا الدواء نافع، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه، ولكن لكثرة المادة الفاسدة، فمن ثم أمره بمعاودة شرب العسل لاستفراغها، فكان كذلك وبرئ بإذن الله.
قال الخطابي والطب نوعان: طب اليونان وهوقياسي، وطب العرب والهند وهو تجاربي. وكان أكثر ما يصفه النبي صلي الله عليه وسلم لمن يكون عليلا على طريقة طب العرب، ومنه ما يكون مما أطلع عليه بالوحي.
وقد قال صاحب كتاب "المائة في الطب" :إن العسل تارة يجري سريعا إلى العروق وينفذ معه جل الغذاء ويدر البول، فيكون قابضا، وتارة يبقى في المعدة فيهيجها بلذعها حتى يدفع الطعام ويسهل البطن فيكون مسهلا.
فإنكار وصفه للمسهل مطلقا قصور من المنكر.

وقال غيره : طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن البرء، لصدوره عن الوحي، وطب غيره أكثر حدس وتجربه. وقد يختلف الشفاء عن بعض من يستعمل طب النبوة، وذلك لمانع قام المستعمل من ضعف اعتقاد الشفاء به وتلقيه بالقبول، وأظهر الأمثلة في ذلك القرآن الكريم الذي هو شفاء لما في الصدور، ومع ذلك فقد لا يحصل لبعض النا شفاء صدره لقصوره في الاعتقاد والتقلي بالقبول، بل يزيد لا يزيد المنافق إلا رجسا إلى رجسه ومرضا إلى مرضه، فطب النبوه لا يناسب إلا الأبدان الطيبه، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا القلوب الطيبة. والله أعلم.

وقال ابن الجوزي: في وصفه صلى الله عليه وسلم العسل لهذا المسهل أربعة أقوال:
أحدها : أنه حمل الآية على عمومها للشفاء، وإلى ذلك أشار بقوله " صدق الله". أي قوله "فيه شفاء للناس" (النحل :69). فلما نبهه على هذه الحكمة، تلقها بالقبول، فشفي بإذن الله.
الثاني : أن الوصف المذكرو على المألوف من عادتهم التدواي بالعسل في الأمراض كلها.
الثالث : أن الموصف له ذلك كانت به هضيمه كما تقدم تقريره.
الرابع: أن يكون أمره بطبخ العسل قبل شربه، فإنه يعقد البلغم، فلعله شربه اولا بغير طبخ.
والثاني والرابع ضعيفان ، وفي كلام الخطابي أحتمال آخر، وهو أن يكون الشفاء يحصل للمذكور ببركة النبي صلى الله عليه وسلم وبركة وصفه ودعائه؛ فيكون خاصا بذلك الرجل دون غيره، وهو ضعيف أيضا. ويؤيد الاول حديث ابن مسعود "عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن" وأثر على ذلك "إذا اشتكى أحدكم فليستوهب من امرأته من صداقها فليشتر به عسلاً، ثم يأخذ ماء السماء فيجمع هنيئا مريئا شفاءً مباركاً".
قال إبن بطال: يؤخذ من قوله " صدق الله وكذب بطن اخيك" أن الالفاظ لا تحمل على ظاهرها إذ لو كان ذلك لبرئ العليل من اول شربة، فلما لم يبرأ إلا بعد تناول التكرار دل على أن الألفاظ تقتصر على معانيها.

قلت : ولا يخفي تكلف هذا الانتزاع.
وقال أيضا فيه أن الذي يجعل فيه الشفاء قد يختلف؛ لتتم المدة التي قدر الله تعالي فيها الداء.
وقال غيره : وفي قوله راوية سعيد بن أبي عروبة "فسقاه فبرأ". بفتح الراء والهمز بوزن قرأ، وهي لغة أهل الحجاز، وغيرهم يقولها بكسر الراء بوزن علم، وقد وقع في رواية إبي الصديق الناجي في آخره " فسقاه فعافاه الله". والله أعلم.

مما سبق من أدلة القرآن الكريم والسنة النبوية، يتضح أهمية العسل، وأنه شفاء للناس من كل داء، ولكن هذا بحسب الحالة، ويقين المرء منا بالله تعالي، واتباعه النبي صلى الله عليه وسلم.

 

العسل في القرآن الكريم

 

لقد كرم الله سبحانة وتعالي النحل في كتابة الكريم وبلغ هذا التكريم منتههاه حينما خصص الله تعالي سورة في القرآن سورة عرفت باسم سورة النحل. وقارئ ورة النحل يجدها تبسط على العقل والقلب أنورا من الحكمة والمعرفة اللاهية وفي كل آية من آياتها دليل واضح على نعمة من نعم الله التي لا تحصى.
إن سورة النحل حافلة بآيات النعم، وعطايا الله للأنسان على الأرض، وهي دليل وحجة على تيسير سبل انتفاع الانسان بما خلق الله على الارض ما انزل عليها وما اودعه في البحار والانهار وما أخفاه في التراب والجبال، فلينظرر الإنسان إلى هذه النحلة الضئيلة الجسم ليعرف نفعها وجهدها ومثابرتها ويعلم حكمة الله وآياته فيها.

ورد ذكر العسل في القرآن الكريم بلفظ "شراب مختلف اولونه فيها شفاء للناس" وقال شيخ المفسرين الامام الطبري رحمه الله "القول في تؤيل قوله تعالي: ( واوحى ربك إلى النحل أن أتخذي من الجبال بيتوتا ومن الشجر ومما يعرشون) .

 

شارك المقالة:
155 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook