العصب الوركي

الكاتب: وسام ونوس -
العصب الوركي
 

 

العصب الوركي

 

يُمثل العصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatic nerve) أطول وأعرض الأعصاب المنفردة في الجسم، وينشأ من الضفيرة العجزية (بالإنجليزية: Sacral plexus)، وتحديداً من جذور L4-S3، وعند الخوض في تفاصيل نشوئه يُمكن القول بأنّ العصب الوركي ينشأ من انقسامين رئيسّين؛ ألا وهما الانقسام الأمامي لجذور L4-S3 بحيث يُشكّل المكوّن الظنبوبي، والانقسام الخلفي لجذور L4-S2 والذي يُشكّل المكوّن الشظوي الأصلي، وتجدر الإشارة إلى أنّ العصب الوركي يمرّ بالأرداف إلى أسفل الأطراف السفليّة

 

أسباب ألم العصب الوركي

يحدث ألم العصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatica) أو كما يُطلق عليه عرق النّسا بسبب تعرّض العصب الوركي للضغط الناتج عن إصابة أحد أقراص العمود الفقري بالفتق، أو نتيجة النتوءات العظمية (بالإنجليزية: Bone spurs)، والتي تتمثل بحدوث فرط في نمو عظم الفقرات، وتجدر الإشارة إلى إمكانية تعرّض العصب الوركي للضغط بسبب وجود ورم في المنطقة أو حدوث تلف مُرتبط بالإصابة بأحد الأمراض؛ مثل مرض السكريّ، نظراً لكون هذا المرض يؤثر في طريقة استخدام الجسم للسكر، وهذا بحدّ ذاته يزيد من خطر الإصابة بتلف الأعصاب، وفي الحقيقة هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الشعور بألم العصب الوركي، نذكر منها ما يأتي:

  • التقدم في العمر: إذ يرتبط هذا الألم بالتغيّرات التي تطرأ على العمود الفقري نتيجة التقدّم في العمر؛ مثل: الأقراص المنفتقة (بالإنجليزية: Herniated disk) أو النتوءات العظمية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه العوامل تُشكّل الأسباب الأكثر شيوعاً للمُعاناة من ألم العصب الوركي.
  • السمنة: تُساهم السمنة في زيادة الضغط الواقع على العمود الفقري وحدوث تغيّرات فيه، وهذا بحدّ ذاته يُخفّز الإصابة بعِرق النّسا.
  • طبيعة عمل الشخص: قد تُساهم بعض الوظائف في زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة؛ وخاصّة الأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم انحناء الظهر، أو حمل الأوزان والأشياء الثقيلة، أو قيادة المركبة لفترةٍ طويلة، وتجدر الإشارة إلى عدم وجود دليل قاطع يُبين الصلة بينهما.
  • الجلوس لفترة طويلة: يُساهم الخمول والجلوس لفترات طويلة من الزمن في زيادة احتمالية الإصابة بعِرق النّسا.

 

أعراض ألم العصب الوركي

في الحقيقة يتفاوت ألم العصب الوركي في شدّته، وقد يتفاقم عند الجلوس لفترات طويلة من الزمن، وتُعتبر الآلام المندفعة هي العَرض الرئيسيّ الدالّ على الإصابة بعِرق النّسا، وفي الحقيقة قد تحدث هذه الآلام في أيّ جزءٍ على طول العصب الوركي؛ بحيث يكون ذلك بدءاً من أسفل الظهر، ومروراً عبر الأرداف، وإلى أسفل الجزء الخلفي من الساق، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض لا تنحصر بهذا النّوع من الألم؛ إذ قد يُعاني الشخص من أعراضٍ أخرى، نذكر منها ما يأتي:

  • الشعور بخدران في الساق على طول العصب.
  • الشعور بوخز شبيه بوخز الدبابيس والإبر في القدمين وأصابعهما.

 

علاج ألم العصب الوركي

يهدف علاج ألم العصب الوركي إلى تقليل الشعور بالألم وزيادة القدرة على الحركة، وفي الحقيقة تتضمّن الخطّة العلاجية التي يُمكن اتّباعها في هذه الحالة مجموعة من الطّرق، نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • الأدوية: وتتضمن:
    • الأدوية المُسكّنة للألم والمُضادة للالتهابات، بما في ذلك مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، والتي تتضمن الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، إذ تُساهم هذه الأدوية في تخفيف الألم والتصلّب، وهذا بحدّ ذاته يزيد من الحركة ويسمح بممارسة الرياضة بشكلٍ أفضل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأدوية سابقة الذكر لا تحتاج إلى وصفة طبيّة.
    • مرخيات العضلات، مثل: سيكلوبينزابرين (بالإنجليزية: Cyclobenzaprine)، إذ تُوصف هذه الأدوية بهدف تخفيف الشعور بعدم الراحة المُرتبط بتشنّجات العضلات، وفي الحقيقة قد تتسبّب هذه الأدوية بالإصابة بالارتباك (بالإنجليزية: Confusion) لدى كبار السن، وتجدر الإشارة إلى أنّها تحتاج إلى وصفة طبيّة، وقد يتمّ استخدامها في الفترة الأولى من العلاج، وذلك بالاعتماد على مستوى الألم.
  • العلاج الطبيعي: يهدف هذا النّوع من العلاجات إلى معرفة حركات التمارين التي من شأنها تخفيف ألم العصب الوركي من خلال تقليل الضغط الواقع على العصب، ويُذكر بأنّ برنامج التمارين قد يتضمن تمارين الإطالة، التي تحسّن من مرونة العضلات المشدودة، إضافة إلى أنواع مُعينة من التمارين الرياضية؛ كالمشي، كما قد يُوصي المعالج بعدّة تمارين من شأنها تقوية عضلات الظهر، والبطن، والساقين.
  • الحُقن: يُلجأ في بعض الحالات إلى حقن دواء مُضاد للالتهابات شبيه بالكورتيزون في منطقة أسفل الظهر؛ وذلك بهدف تخفيف انتفاخ الجذور العصبية والتهابها، ممّا يسمح بزيادة الحركة.
  • الجراحة: يُلجأ لهذا الخيار في الحالات التي لا يستجيب فيها المريض للمعالَجة التحفظيّة (بالإنجليزية: Conservative treatment methods)، خاصّة أولئك الذين يُعانون من أعراض متقدمة، ويعانون من ألمٍ شديد، وفيما يأتي بيان لأبرز الخيارات الجراحية المُتاحة في هذه الحالة:
    • استئصال القرص (بالإنجليزية: Microdiscectomy)، يهدف هذا الإجراء إلى إزالة أجزاء من القرص المُنفتق.
    • استئصال الصفيحة الفقرية (بالإنجليزية: Laminectomy)، يتضمن هذا الإجراء إزالة الصفيحة، والتي تُمثل العظام المُنحنية حول النّخاع الشوكيّ وتُغطّيه في الوقت ذاته، إضافةً إلى استئصال الأنسجة التي تُسبّب الضغط على العصب الوركي.
  • الطُرق الأخرى: هُناك العديد من الوسائل الأخرى التي يعتقد البعض أنّها فعّالة في علاج ألم عِرق النّساء، ومن هذه الوسائل ما يأتي:
    • اليوغا أو الوخز بالإبر، تُمارس بهدف تخفيف ألم العصب الوركي.
    • المساج، إذ من شأنه أن يساعد على التخفيف من التشنّجات العضلية التي تحدث على طول العصب الوركي.
    • الارتجاع البيولوجي (بالإنجليزية: Biofeedback)، يُلجأ إلى هذا الخيار بهدف التحكّم في الألم، وتخفيف الضغوط النّفسيّة، والتي يُمكن أن تؤثر في قدرة الشخص على التعامل مع الألم.

 

 

شارك المقالة:
88 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook