أبرز السمات التي ميزت هذه الحقبة صقل الأدوات الحجرية، وصناعة الفخار، وإنتاج القوت (استئناس الحيوان وتدجين النبات) غير أن هذه السمات قد لا تتوافر في الموقع الواحد مجتمعة. كما أن الدليل المباشر لهذه السمات قد لا يتوافر بحكم أن المواد العضوية (نباتية وحيوانية) قابلة للتلف والفناء ويندر وجودها في المواقع.

 

صنفت بعض المواقع في منطقة تبوك على أنها تعود إلى العصر الحجري الحديث، ويحتوي معظمها على مواد حجرية مرتبطة بمنشآت عمرانية توجد على الجبال، ووسط الأودية، ويقع أكبرها أهمية في وادي الأخضر، ووادي ضم، وفي منطقة رجوم شوهر. ويُعَدُّ موقع العيينة في شمال غرب تبوك برقم 200 - 104 في وكالة الآثار والمتاحف أحد أهم مواقع العصر الحجري الحديث بالمنطقة، والمواد الحجرية في هذا الموقع تنتمي إلى مرحلة مبكرة من العصر الحجري الحديث. وتضم الدوائر الحجرية كميات كبيرة من الأدوات ذات الترقيق المتموج، والأنصال، والأطراف المدببة، والأشكال الهلالية، كما عُثر في الموقع على مجارش، وبعض عظام الطيور، الأمر الذي يشير إلى انتماء هذا الموقع إلى العصر الحجري الحديث، كما توجد مواقع من العصر الحجري الحديث في قُريَّة ومغائر شعيب  

 

ويُعَدُّ موقع كلوة شمال شرقي تبوك من أهم المواقع الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث بالمنطقة، وقد وجدت به كميات كبيرة من أدوات الصوان وهي شفرات ورقائق ومكاشط ومخارز وغيرها، وتُعَدُّ رسوم كلوة الصخرية من أقدم الرسوم الصخرية بالمملكة، وأكثر الرسوم الصخرية اللافتة للنظر في مجموعة كلوة حيوان شبيه بالبقرة ذو قرون طويلة ورأس متطاول. ويعتقد عدد من الآثاريين أن فنون الرسوم الصخرية بكلوة ربما تعود إلى الألف الثامن قبل الميلاد، كما توجد بكلوة رسوم صخرية تعود إلى حقب متأخرة رسمت أشكالها الآدمية والحيوانية بأسلوب عادي متطور