تزامن تكوين نواة المدن الرئيسة في منطقة الحدود الشمالية، مثل: مدينة عرعر، ومدينة طريف، ومدينة رفحاء وغيرها، مع إنشاء خط أنابيب البترول (التابلاين) قبل نحو خمسين سنة، ومن ثَمَّ أصبحت هذه المدن الحديثة وأمثالها من المدن الصغيرة بمنـزلة مراكز وحواضر مدنية لاستقطاب سكان القرى والبادية المحيطين بها.

 

ويشتهر البيت الطيني التقليدي في منطقة الحدود الشمالية، بوجود مدخل مستقل بذاته لكل جناح، كما يشتمل على ساحات وممرات غير مسقوفة تتمثل في المداخل والأحواش. وتظهر في غرف المعيشة الكائنة في الدور الأرضي فتحات للداخل، ما يتيح الخصوصية والأمن ويوفر التهوية والإضاءة الطبيعية. ومن التقاليد البنائية المتبعة في المنطقة تلاصق البيوت السكنية بعضها بجانب بعض والاشتراك في جدرانها، ويفصل بين هذه البيوت ممرات نافذة تتسم بالضيق وعدم الاستقامة. وقد استخدم في عملية تشييد المنازل السكنية والمنشآت المعمارية الأخرى في المنطقة ما يوجد في البيئة المحلية من مواد بنائية، وهي:

 

1 - الطين المخلوط بالتبن:

 

تطغى في عملية العمارة التقليدية مادة الطين المخلوطة بالتبن والمخمرة ليوم أو يومين قبل استخدامها، لدورها في تقوية تشييد المساكن، ويختار الطين من المواقع المعروفة بجودة طينها وقوة تماسكه في البناء.

 

2 - الصخور:

 

استخدمت الكتل الصخرية في وضع الأساسات وربط (تعشيق) الجدران، وكان استخدامها شائعًا بسبب ما تشتهر به المنطقة من جودة صخورها وصلابتها.

 

3 - خشب أشجار النخيل والأثل والطرفاء والطلح:

 

تستخدم أخشاب هذه الأشجار في التسقيفات الداخلية وعمل النوافذ والأبواب وما يقع في حكمها.

 

وعند القيام بعملية تشييد المبنى تتبع في المنطقة طريقتان رئيستان لإتمام عملية البناء، هما:

 

أ) البناء بوساطة العروق:

 

تقوم عملية البناء بالعروق (مفردها عرق) على الرص التتابعي للكتل الطينية المتساوية الأحجام بعضها بجانب بعض بطريقة متأنية وبترتيب ومقاسات ثابتة حتى ينتهى من بناء الجدار. ومن ثم يبدأ في بناء المدماك الثاني (العرق) بعد جفاف العرق الأول، وهكذا دواليك حتى يتم بناء الوحدة المعمارية.

 

ب) البناء بوساطة اللَّبِن:

 

تقوم هذه الطريقة البنائية على استخدام الكتل الطينية المعمولة بوساطة القالب والمجففة تحت أشعة الشمس، وهي مشابهة للبناء بالطابوق (البلك أو الطوب) الأسمنتي في الوقت الحاضر.