العمارة المدنية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العمارة المدنية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

العمارة المدنية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
يشترك البيت السكني التقليدي في منطقة الحدود الشمالية في سمات وخصائص تخطيطية وبنائية تتمحور في وجود العناصر الإنشائية الآتية:
 
1 - السور الخارجي:
 
يكون السور الخارجي مرتفعًا ومحيطًا بالمنـزل بصورة مقاربة للشكل المربع  ، ويطلق على كل جهة من جهاته الأربع لفظة (لايح أو لايحة). وتختلف أبعاد السور الخارجي وفقًا لحجم المنـزل ووظيفته.
 
2 - المدخل الرئيس:
 
يتفرع من المدخل الرئيس مدخل آخر يؤدي إلى غرفة الضيوف (القهوة أو الليوان) التي تُعَدُّ مجلسًا للرجال ومكانًا لاستقبالهم، وتكون كبيرة الحجم عادة.
 
3 - الحوش: 
 
وهو الساحة المركزية المكشوفة في وسط المنـزل، وتفضي غرف المعيشة الداخلية إلى هذا الفناء؛ وغالبًا ما يوجد رواق مربع الشكل (القبة / المصباح) يلتف حول الحوش يقوم على أعمدة مشيدة من القطع الحجرية المستديرة (خرزة) المطلية بالجص، ويسمى كل واحد من هذه الأعمدة ميلاً، ربما تشبيهًا له بالميل (المرود) الذي تكحل به العين. وينتهي العمود بتاج يسمى المغطاة، وتتخذ المغطاة عددًا من الأشكال فمنها المربعة والمستطيلة. ومن وظائف هذا الرواق (القبة / المصباح) اتخاذه مجلسًا خصوصًا في أيام الصيف الحارة.
 
4 - البالوعة:
 
يتوسط الحوش حفرة ليست بالعميقة تسمى (البالوعة)، تغطى بلوح صخري (فرش) مثقوب عند منتصفه؛ ومن وظائف البالوعة استقبال مياه الأمطار وبقايا مياه غسل المنـزل.
 
5 - المجلس العائلي:
 
يطلق على هذا المجلس الداخلي المخصص لأفراد العائلة، المطل بمدخله على ساحة الحوش لفظة المسخن (المصخن) أو المشب؛ ومن وظائفه الموسمية تجمع أفراد العائلة داخله خلال أيام الشتاء الباردة وإيقاد نار الحطب داخله للتدفئة.
 
6 - غرف النوم:
 
تطل غرف النوم - في الغالب - على الساحة المركزية للبيت (الحوش)، وتكون متجاورة وأبعادها متساوية تقريبًا.
 
7 - دورات المياه:
 
لم تكن دورات المياه بالمفهوم الحاضر لها، متعارفًا عليها في تصميم البيت التقليدي في المنطقة وبنائه؛ وإذا وجدت دورات المياه في المنـزل، فإنها تكون في أركانه الجانبية، ويكون استخدامها مقصورًا على الأطفال والنساء.
 
8 - الجاخور:
 
ويسمى أيضًا الياخور (المراغة) وهو ملحق بنائي في جانب من جوانب البيت، يقتصر استعماله على حفظ الدواب من غنم وبقر؛ وتلحق به عادة غرفة صغيرة تتخذ لحفظ الحطب، وغرفة أخرى بالحجم نفسه لحفظ الأعلاف  . 
 
ومن نماذج العمارة التقليدية الشبيهة بعمارة المنشآت الإسلامية القديمة بالمنطقة:
 
أ) قصر الإمارة القديم في بلدة ليْنة: 
 
يتوسط بلدة ليْنة قصر الإمارة التاريخي الذي تم إنشاؤه في سنة 1355هـ / 1936م، أي بعد توحيد المملكة العربية السعودية، وقد كان هذا القصر مقرًا لإمارة المنطقة.
 
تبلغ مساحة قصر الإمارة التاريخي ببلدة ليْنة أكثر من1.000م  ، وقد شُيد باستخدام الخامات البنائية المحلية ممثلة في اللبن الطيني، والمونة الطينية، والحجارة، وخشب الأثل، وسعف النخيل، وجريده. يقع مدخل القصر في الجانب الجنوبي، وهو بوابة ضخمة صنعت من خشب الأثل  ، وتبرز أربعة أبراج دائرية الشكل في أركان القصر، وكانت هذه الأبراج تتخذ للحراسة والمراقبة.
 
وقد قسمت المساحة الداخلية للقصر إلى فناء واسع يشرف عليه عدد من غرف السكنى، ومجالس ودور خاصة بالضيوف والزوار. وبجانب غرف المعيشة والاستقبال ودورها، تم إلحاق مسجد صغير بالقصر شُيّد من اللبن الطيني وسُقف من سعف النخيل، ويستند المسجد على أعمدة خشبية منحوتة من جذوع النخيل؛ كما يوجد قسم جانبي مسقوف خصص ليستخدم أربطة لخيل الإمارة.
 
ويشتمل الجزء الشمالي الغربي من القصر على بئر قديمة ربما ارتبط تاريخها بتاريخ بلدة ليْنة أكثر من ارتباطه بتاريخ قصر الإمارة، وتم ضمها داخل القصر فيما بعد  
 
ب) قصر الإمارة القديم في قرية أم رضمة: 
 
تقع قرية أم رضمة جنوب شرقي مدينة رفحاء بمسافة تصل إلى نحو 200كم، وهي من قرى منطقة عرعر  .  وقد أسس في القرية مقر (قصر) للإمارة بعد تأسيس المملكة؛ شيد وفقًا للنمط المعماري التقليدي في المنطقة. والقصر في الوقت الحاضر متهالك العمران، وأجزاء من بنيانه متساقطة خصوصًا بعد أن تُرك المبنى وانتقل مقر الإمارة إلى مبنى حديث.
 
ج) قصر الإمارة القديم في قرية لوقة:
 
أسس في بلدة لوقة بعد توحيد المملكة قصر ليكون مقرًا لأمير البلدة (قصر الإمارة)، أما الآن فإن هذا القصر متهدم إلى حدٍّ كبير، ولم يتبق منه غير أطلاله الدّارسة، خصوصًا بعد تأثره بهطلان الأمطار عام 1418هـ / 1997م، ويحمل تخطيط قصر لوقة وتصميمه جوانب مشابهة وتكاد تتطابق مع قصر الإمارة التاريخي في بلدة لينة  
 
د) أم عمارة: 
 
تقع قرية أم عمارة إلى الشمال الشرقي من بلدة ليْنة بمسافة تصل إلى نحو 60كم؛ وكانت هذه القرية في الماضي القريب تُعَدُّ من الموارد المائية الرئيسة في الحدود الشمالية، وقد كشف في أنحاء أم عمارة عن ثمانية مواقع أثرية تتضمن وحدات معمارية تعود إلى العصر العباسي، وأطلال لمبانٍ يصل عددها إلى نحو خمسين مبنى صغيرًا، وكثير من الآبار المائية المبطنة بالحجارة  . 
 
هـ) قصر الإمارة القديم في مدينة عرعر: 
 
تمت عمارة قصر الإمارة القديم في مدينة عرعر في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عام 1373هـ / 1954م، خلال تأسيس المدينة ذاتها ليكون مقرًا لأمير المنطقة. ويقع هذا القصر وسط مدينة عرعر، وهو من المباني القديمة في المدينة.
 
شيد القصر من الحجارة المشذبة التي تم جلبها من أحد جبال المنطقة، وروعي في تخطيطه توزيع غرف المعيشة وخصوصيتها، وصالونات المجالس المخصصة للضيوف والزوار. ورممت في الآونة الأخيرة الهيكلية المعمارية الداخلية والخارجية للقصر، وقد روعي فيها بقاء القصر على حالته السابقة.
 
ويشتمل قصر الإمارة على عدد من الأجنحة (شمالية وشرقية وجنوبية) وزعت بصورة منظمة وبطريقة عملية، وجميعها تطل على الساحة الداخلية للقصر، وترتبط معها بعدد من الممرات والأبواب  
 
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook