العمارة في العصور الإسلامية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
تُعَدّ العمارة من أبرز السمات الحضارية التي تزخر بها حواضر المنطقة الشرقية، وقد تنوعت أنماط تلك المباني ومواقعها، حيث يوجد عدد كبير من القصور والحصون والقلاع في الأحساء والقطيف والعقير، إضافة إلى عدد من المساجد الأثرية والتاريخية، أبرزها: مسجد جواثا، ومسجد قصر إبراهيم، وعدد من المساجد التاريخية في محافظة القطيف، أبرزها: مسجد الإمام الحسين، ومسجد الراجحية، ومسجد شيخ فضائل، فضلاً عن عدد من الحمامات والعيون.
المساجد
أ) مسجد جواثا:
يقع مسجد جواثا ضمن موقع جواثا الأثري إلى الشمال الشرقي من مدينة الهفوف على مسافة 18كم، ويعود تاريخ مسجد جواثا الأول إلى السنة الثانية للهجرة، وتذكر المصادر الإسلامية أن زعيم قبيلة عبدالقيس سكان جواثا دخل الإسلام وتبعه أفراد قبيلته ، وعلى أثر ذلك شيد في مدينة جواثا مسجدًا أقيمت فيه أول صلاة جمعة بعد مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم - بالمدينة .
إن الأعمال الأثرية الحديثة بموقع جواثا كشفت عن جوانب مهمة من تاريخ عمارة المسجد؛ فقد حدد ثلاث مراحل معمارية متراصفة بعضها فوق بعض أحدثها عمارة المسجد الثالثة
وتُعَدّ عمارة المسجد الثالثة أحدث مراحل عمارة المسجد؛ حيث تشير بعض المصادر إلى أن مسجد جواثا تم ترميمه سنة 1210هـ /1795م على يد الشيخ أحمد بن عمر آل ملا ، في حين يرى آخرون أن مرحلة البناء الأخيرة تمت في سنة 1157هـ / 1744م
تقع بقايا المسجد ضمن سور حديث مشيد من البلك الأسمنتي وداخل هذا السور توجد مصطبة مستطيلة الشكل يصعد إليها بدرج بارتفاع 120سم، وقد شيدت تلك المصطبة لدعم بقايا المسجد التي تتكون من بائكة تحوي ثلاثة عقود مدببة، الأوسط منها أكثر اتساعًا من الآخرين، وشيدت بقايا المسجد من الطوب اللبن وترتفع بمقدار 165سم
أما عمارة المسجد الثانية فحدثت عام 1412هـ /1992م أثناء قيام إحدى المؤسسات الوطنية بمشروع ترميم مسجد جواثا (المرحلة الثالثة)، وخلال مراحل المشروع تم تدعيم أساسات المسجد العلوي؛ ما أدى إلى اكتشاف بناء أقدم من المسجد العلوي يحتل مساحة المسجد، وأدى ذلك إلى وقف مشروع الترميم لدراسة وضع موقع المسجد وإجراء تنقيبات أثرية للكشف عن المبنى الأقدم، وشكل لهذا الغرض فريق علمي قام بدراسة الوضع وقد أوصى بإزالة المبنى العلوي وإجراء أعمال تنقيب للكشف عن المسجد. وتم تفكيك وإعادة تركيب عقود المسجد العلوي في الجهة الشمالية الغربية خارج سور الموقع الجديد وجرت أعمال الترميم عليها بعد إعادة تركيبها
وأدت أعمال التنقيب بعد إزالة المسجد العلوي إلى الكشف عن بقايا مسجد أقدم عهدًا يتكون من أربعة جدران متوازية ومتعامدة على اتجاه القبلة يحف بها جداران من الجهتين الشمالية والجنوبية . مسقط المبنى ذو شكل مستطيل أطواله 11×13.2م، ويعتمد تخطيطه على صحن مكشوف يقع في مؤخرة المسجد ويتقدم هذا الصحن الجزء المغطى من المسجد الذي يتكون من ثلاثة أروقة طول كل منها 9.25×13.2م وتتخلل جدار القبلة بقايا ثلاثة محاريب ضحلة متشابهة، إضافة إلى محراب رابع يتخلل جدار الرواق الأوسط
شيد المسجد بالطوب اللبن وتغطي جدرانه لياسة من الجص، وتظهر على أجزاء من هذه اللياسة طبقة لونها أحمر ربما كانت جزءًا من زخارف كانت تغطي الجدران الداخلية للمسجد، ولم تحدد نتائج أعمال التنقيب تاريخ بناء هذا المسجد، ولكن من خلال المعثورات التي تم تسجيلها وجد أن بعض الكسر الفخارية والخزفية تعود إلى العصر الإسلامي المبكر.
وتوجد بقايا العمارة الأولى لمسجد جواثا أسفل مباني المسجد في عمارته الثانية، وأظهرت أعمال التنقيب في الموقع أن المسجد الثاني أقيم على مساحة أصغر من المساحة التي أقيم عليها المسجد في عمارته الأولى، وبنيت أساسات المسجد الأول فوق أساسات بناء قديم، وكان من الصعوبة بمكان تتبع العناصر المعمارية للمسجد الأول، من دون إزالة المسجد الثاني، وهو ما لم يحدث . واتضح من أعمال التنقيب أن المسجد في عمارته الأولى كان مشيدًا من الحجارة والطين وتغطي جدرانه لياسة طينية ناعمة . وبناء على الأدلة الأثرية المكتشفة في الطبقات الأثرية العليا بموقع المسجد يعتقد أن بناء المسجد الأول ربما يعود إلى مرحلة بناء المسجد في بداية العصر الإسلامي؛ إذ تشير المصادر إلى أن أساسات المسجد وضعت في السنة الثانية للهجرة.
ب) مسجد البطالية:
يقع مسجد البطالية وسط قرية البطالية إلى الشرق من مدينة المبرز على مسافة 5كم، ويوجد المسجد في الطرف الجنوبي لقرية البطالية وإلى الجنوب من تل قصر قريمط .
ويعتمد تخطيط المسجد على مسقط شبه مربع طول ضلعه 43م عدا الضلع الشرقي الذي يبلغ 38.5م، ويتكون من صحن كبير تتقدمه ظلة القبلة التي تتكون من بائكتين ذواتي عقود مدببة محمولة على دعامات مستطيلة موازية لجدار القبلة . ويقطع البائكتين مجاز يتكون من عقود تتعامد على جدار القبلة، ويشكل محراب المسجد نقطة منصفة لها. وأشار الباحث إلى منطقة التقاطع هذه على أنها مقصورة، لكن دراسة الصور والأشكال المنشورة في دراسته لا تشير إلى وجود مقصورة، حيث إن المقصورة يجب أن تكون معزولة عن بقية المسجد من خلال جدران تتخللها فتحات، في حين أن الوضع في مسجد البطالية لا يخرج عن كونه نظام تقاطع بوائك الظلة مع مجاز قاطع متعامد على جدار القبلة، كما هو عليه الحال في الجامع الأموي بدمشق، وقد أشار الباحث إلى ذلك في سياق مقارناته
يبلغ عدد دعامات كل بائكة من بائكتي المسجد اثنتي عشرة دعامة تحمل عشرين عقدًا، في كل بائكة عشرة عقود مع احتمال وجود عقد في منطقة المحراب، وتُعَدّ عقود مسجد البطالية من العقود المدببة التي تعرف عند بعض مؤرخي العمارة بالعقود الفارسية أو الفاطمية
يحتوي جدار القبلة على محرابين متماثلين في طبيعتهما المعمارية والزخرفية، والمحراب هو حنية مستطيلة الشكل تخترق جزءًا من جدار القبلة تزين أعلاه حنية ضخمة تعلوها زخرفة جصية على هيئة نصف قبة ذات مقطع مدبب تماثل مقطع عقود المسجد، ويزين طاقية المحراب زخارف جصية ذات عناصر نباتية، وتظهر تلك الزخارف أكثر كثافة في المحراب الرئيس للمسجد
وللمسجد ثلاثة مداخل تتخلل واجهتيه الشمالية والجنوبية وجميعها تفتح على صحنه وتقع في منتصف واجهاته الثلاث، وتعلو تلك المداخل عقود مدببة على نمط بقية عقود المسجد تزينها زخارف جصية
ولم تحدد الدراسة التي قام بها الباحث على هذا المسجد تاريخ بنائه بشكل قاطع، وقد أشار إلى أن المصادر التاريخية لم تُشر إلى بنائه إضافة إلى عدم العثور على نصوص كتابية تحدد تاريخ البناء، لكن الباحث يميل إلى أن المسجد ربما شيد خلال الفترة العيونية، وهي الفترة التي أعقبت حكم الدولة الجنابية بداية من عام 469هـ / 1077م
ج) مسجد الجبري:
يقع مسجد الجبري في وسط حي الكوت في الجزء الشمالي الغربي من مدينة الهفوف القديمة. ويُعَدُّ من أبرز المساجد التاريخية في مدينة الهفوف؛ فهو يمثل نمط عمارة المساجد في المنطقة في القرن الثامن الهجري.
يقوم تخطيط المسجد على مسقط شبه مربع أطواله 36 × 37م، ويتوسطه صحن مستطيل الشكل تحيط به ثلاث ظلات، هي ظلة القبلة التي تتكون من ستة صفوف من الأروقة المكونة من عقود مدببة محمولة على دعامات مثمنة قصيرة، كما تفتح على صحن المسجد ظلتان تتكونان من دعامات مثمنة تحمل عقودًا مدببة.
وأضيف في فترة حديثة رواقان جديدان إلى أروقة ظلة القبلة؛ الرواق الأول أضيف عام 1351هـ /1932م، أما الرواق الثاني فقد أضيف عام 1391هـ / 1971م
ويحوي المسجد محرابًا وحيدًا يقع في منتصف جدار القبلة وهو محراب عميق يبرز خارج جدار القبلة، ويؤدي المحراب عن طريق درجات إلى منبر الجامع الملاحق للمحراب، وهو فتحة مستطيلة يعلوها عقد مدبب، ويتقدم محراب المسجد عقد مدبب مزدوج تزين الجزء الخارجي منه زخارف جصية
وبالنسبة إلى تاريخه فيعتقد أن الأمير سيف بن حسين الجبري شيده عام 800هـ /1398م، وقد استقدم لبنائه الشيخ نصر الله الجعفري الطيار من المدينة المنورة وذلك في عام 795هـ / 1393م ، ما يدل على أن عمارته استغرقت أكثر من أربع سنوات.
د) مسجد علي باشا:
يقع هذا المسجد في الركن الجنوبي الغربي لقصر إبراهيم في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، ويعود تاريخ إنشائه إلى سنة 979هـ /1571م، ويوجد نقش تأسيسي في أعلى المدخل الرئيس، وقد أمر بإنشاء هذا المسجد علي باشا والي الأحساء في حكم السلطان سليم الثاني العثماني
ويعتمد التخطيط على مسقط مربع طول ضلعه الداخلي 15م تقريبًا، وتعلو هذا المسقط المربع قبة ضخمة نصف كروية قطرها 13م تقريبًا وعمقها 6.8م، وقد شيدت هذه القبة على أربع حنيات ركنية حولت المسقط المربع للمسجد إلى مسقط دائري وتعلو الحنايا الأربع أربع قباب صغيرة تبرز إلى الخارج
ويتوسط الجدار الغربي للمسجد (جدار القبلة) محراب مجوف على هيئة حنية نصف دائرية اتساع فتحتها متر واحد وعمق المحراب 50سم، وزينت أعلى المحراب طاقية معقودة بعقد مدبب زين باطنها بزخارف من المقرنصات، ويعلو المحراب نص كتابي يتكون من أربعة أسطر كتب بخط الثلث، ويتضمن آيات من سورة الإسراء . أما منبر المسجد فيوجد إلى يسار المحراب، وهو منبر حجري يتكون من ثلاث درجات . وللمسجد مدخلان، مدخل رئيس يقع في منتصف الجدار الشرقي مواجهًا المحراب، أما المدخل الثاني فهو ثانوي صغير ويقع في منتصف الجدار الشمالي
تقع مئذنة المسجد في الركن الشمالي الشرقي وهي ذات بدن أسطواني ممتد يستدق في أعلاه وتوجد أعلاه شرفة تحملها حطات مقرنصة متصاعدة، ويعلو الشرفة الجزء العلوي من المئذنة، وهو بدن أسطواني أقل حجمًا من الجزء السفلي وتُتوِّجه قمة مخروطة يعلوها هلال
وتحيط بالمسجد من ثلاث جهات عدا جهة القبلة أروقة تتقدمها سلسلة من العقود المدببة تفتح على ساحة القصر، وتغطيها قباب ضحلة مشيدة من الآجرّ تغطيها طبقة من ملاط جصي، حيث يغطي كلاً من الأروقة الثلاثة خمس قباب، ويتوسط الرواقين الشمالي والجنوبي محراب مجوف صغير
هـ) مسجد الإمام حسن بالقطيف:
يقع مسجد الإمام حسن في مدينة القطيف، ويطل على ساحلها، وتحيط به بساتين النخيل من الجهات الأخرى، ويتكون تخطيطه من مسقط مربع طول ضلعه 8م، وتشغل ظلة مقدمة المسجد، وتحوي عددًا من صفوف الدعامات التي تحمل خمسة عقود مدببة تفتح على صحن المسجد. يتوسط جدار القبلة محراب مجوف يحمل زخارف جصية ويعلوه نص قرآني. أما صحن المسجد الذي يشغل نصف مساحة المسجد تقريبًا، فهو فنار مكشوف تحيط به جدران المسجد الخلفية، ويفتح على هذا الصحن في جهتيه الشمالية والجنوبية مدخلان
القصور والقلاع
أ) قصر إبراهيم في الهفوف:
يقع قصر إبراهيم في الجزء الشمالي من حي الكوت، ويُعَدُّ من أهم الآثار المعمارية الشاخصة في محافظة الأحساء، ويعود بناؤه إلى عهد الدولة الجبرية في الفترة الواقعة بين 840 و 941هـ /1436 و 1534م ، وفي العصر العثماني اتخذ القصر مقرًا للوالي العثماني على الأحساء وجعل به حامية عسكرية. وخلال المراحل الأولى للعصر العثماني تمت إضافة عناصر معمارية كثيرة إليه، أبرزها: المسجد الذي شيده علي باشا والي الأحساء عام 979هـ /1571م، إضافة إلى عدد من المباني الإدارية والعسكرية والسكنية داخل أسوار القصر . وفي عام 1331هـ /1913م حاصر الملك عبدالعزيز القصر وانتهى الحصار باستسلام القوات العثمانية وسيطرته على الأحساء ، وقد اتخذت القوات السعودية من قصر إبراهيم حامية لها، وأثناء ذلك رمم القصر ودُعمت أسواره وأبراجه.
ويتكون القصر من مسقط مربع طول ضلعه 130م وتبلغ مساحته 16900م تدعمه سبعة أبراج ضخمة، ثلاثة في كل ضلع، عدا ضلع المدخل الذي يحوي برجين في زاويتيه، إضافة إلى مدخل القصر الرئيس الذي يقع في منتصف الواجهة الغربية، ويؤدي المدخل إلى ساحة القصر التي تشغل مساحة كبيرة من حيز الداخل، حيث تصطف وحدات القصر ملاصقة لجدرانه الداخلية، وتتوسط الساحة حديقة. وتتكون وحدات القصر المعمارية من:
وحدة المدخل: تقع في منتصف الضلع الغربي.
جناح الضباط: يقع شمال المسجد وإلى الجنوب من المدخل.
المسجد: يقع في الركن الجنوبي الغربي من القصر.
جناح الخدمة: يقع على امتداد السور الغربي.
السجن: يقع إلى الشمال من مبنى الكتاب أو المدرسة إلى الشرق من المسجد.
مهاجع الجنود: تقع في الجهة الشرقية.
مقصورة القيادة: تقع في منتصف الجدار الشرقي.
وحدة البرقية والبريد: تقع غرب مقصورة القيادة.
إسطبلات الخيل: تقع في الجهة الشمالية من القصر.
دورات المياه: تقع بالقرب من الإسطبلات.
حمام البخار: يقع في الركن الشمالي الغربي.
يقع مدخل القصر في منتصف الجدار الغربي وهو مدخل منكس يؤدي إلى دهليز يؤدي إلى غرفة أرضية تعلوها غرفة أخرى، واستخدمت الغرفتان للحراسة وإقامة الحراس.
يتكون جناح الضباط، الذي يقع شمال غرب المسجد وإلى الجنوب من المدخل ملاصقًا للسور الغربي، من خمس غرف صغيرة مساحة كل منها 4×2.5م تحتضن بداخلها مصاطب شيدت من الطوب، واستخدمت للنوم وتعلوها كوى مستطيلة لوضع الأغراض الخاصة، ويتقدم مجموعة الغرف رواق معقود يحوي مصاطب للجلوس .
يقع المسجد في الركن الجنوبي الغربي من القصر . ويقع جناح الخدمة على الامتداد الداخلي للسور الغربي تجاه الشمال، ويتكون من عدد من الغرف التي خصصت لخدمات الطبخ مع عدد من الأفران لإعداد الخبز لساكني القصر من الموظفين والعسكريين.
شيد السجن في جهة الشمال من مبنى الكتّاب أو المدرسة وإلى الشرق من المسجد، خلال المرحلة الثانية من السيادة العثمانية، وهو غرفة مربعة شيدت تحت الأرض تعلوها قبة نصف كروية تبرز فوق مستوى أرضية القصر الحالية، ويتوصل إلى غرفة السجن عن طريق مدخل يقع في أرضية الكتاب، ويؤدي إلى درج يؤدي بدوره إلى غرفة السجن .
يحاذي العنبر المخصص لمهاجع الجنود ضلع القصر الشرقي، وهو صالات طويلة مفتوحة يتقدمها رواق معقود يفتح على ساحة القصر، وروعي في هذه الصالات احتواؤها على نوافذ ومداخل كثيرة، حيث توجد النوافذ في أعلى الجدارين الشرقي والغربي، على حين تفتح الأبواب على الرواق المطل على ساحة القصر.
تقع مقصورة القيادة في منتصف الواجهة الشرقية، وتقطع أروقة عنابر الجنود، وتتكون هذه المقصورة من أربع غرف: اثنتين في الطابق السفلي يفصل بينهما إيوان ويتقدمهما درجان أحدهما للصعود والآخر للنـزول، أما الطابق الأعلى فيتكون من غرفتين يفصل بينهما إيوان معقود ويتقدمهما رواق مظلل يتكون من ثلاثة عقود دائرية . وقد استخدمت هذه الوحدة لإدارة شؤون البلدة والقصر وربما كانت مقرًا إداريًا لوالي الأحساء.
تواجه غرفة البرقية والبريد مقصورة القيادة مباشرة وهي من الوحدات التي أضيفت إلى القصر في مرحلة متأخرة في حكم الملك عبدالعزيز آل سعود، وذلك عام 1353هـ /1934م، وتتكون من غرفتين متلاصقتين .
وفي الجزء الشمالي من القصر شرق دورات المياه، نجد إسطبلات الخيل التي تتألف من صالة مستطيلة الشكل تفتح بواجهتها على ساحة القصر، ويحمل السقف سلسلة من العقود الدائرية، وقد شيد الإسطبل لخيول الضباط، وجهز بأمكنة لإطعام الخيول وسقيها .
أما دورات المياه فإنها تقع في الجزء الشرقي من القصر بالقرب من إسطبل الخيول، وتتكون من قسمين منفصلين، قسم شمالي خصص لقضاء الحاجة، وآخر جنوبي خصص للاستحمام، وزود هذا القسم بالماء عبر قنوات فخارية جلبته من البئر .
ويقع الحمام في الزاوية الشمالية الغربية للقصر، ويتكون من غرفة مربعة الشكل طول ضلعها 14م تغطيها قبة كروية منخفضة، يتوسط غرفة الحمام حوض ماء مستدير الشكل، وتتخلل جدرانها الداخلية تجاويف عميقة يعلو كلاً منها عقد مدبب، وترتفع أرضيات هذه التجاويف عن أرضية الغرفة مشكلة مصاطب للاستحمام، وزود الحمام بالماء عن طريق أنابيب فخارية جلبته من بئر القصر . ويعتقد أن مبنى الحمام غير مكتمل؛ حيث إن حمام البخار يجب أن يحتوي على ثلاث غرف: الباردة، والدافئة، والحارة.
ب) قصر صاهود:
يقع قصر صاهود إلى الشمال الغربي من مدينة المبرز خارج أسوار المدينة، وقد شيد على هضبة قليلة الارتفاع، ويعود تاريخ بنائه إلى عصر الدولة السعودية الأولى، إذ بني سنة 1210هـ /1795م في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، وتعرض للحصار عام 1213هـ /1798م من قبل القوات العثمانية؛ ما أدى إلى تدمير جانب منه خلال فترة الحصار، وأعيد ترميمه واستخدامه مرة أخرى بعد ضم الملك عبدالعزيز الأحساء، حيث تحول إلى مقر للقوة العسكرية في الأحساء .
ويأخذ تخطيط القصر شكلاً مستطيلاً طوله 115م وعرضه 80م، ويحيط به سور ضخم تدعمه أربعة أبراج مخروطية في زوايا السور الأربع، بالإضافة إلى برج خاص ذي مسقط مستطيل يحف بمدخل القصر . ترتفع أسوار القصر الخارجية نحو 5م، ويوجد في أعلى السور الخارجي ممر محمي يسمح للجنود بالتنقل بين أبراج القصر الخمسة، ويفصل السور الخارجي عن وحدات القصر الداخلية سور آخر داخلي أقل ارتفاعًا، ويمثل ما بين السورين ممرًا كان الغرض منه حماية أكبر للقصر .
الجزء الداخلي للقصر تشغل معظمه ساحة مكشوفة توجد في جزئها الغربي بقايا منشآت معمارية، منها بقايا منـزل يتكون من طابقين يحوي عددًا من الغرف التي استخدمت لسكنى أفراد الحامية العسكرية. وتوجد بقايا مسجد صغير يتكون من رواقين تفصلهما ثلاثة أعمدة حجرية حملت سقف ذلك المسجد، ويتوسط جدار القبلة محراب مجوف داخل سور القصر ومنبر مشابه له .
ج) قصر خزام:
يقع قصر خزام في منطقة المزروعية بمدينة الهفوف في محافظة الأحساء، وكان موقعه عند إنشائه في ضواحي مدينة الهفوف حتى أصبح في فترات لاحقة جزءًا من النسيج العمراني للمدينة، وقد اختير موقع القصر على الجانب الغربي من مدينة الهفوف من أجل حماية البوابة الغربية للمدينة، وكذلك مراقبة الطريق الذي يربط واحة الهفوف بمنطقة نجد . ويعود تاريخ بنائه إلى فترة الدولة السعودية الأولى للأحساء، ويعتقد أنه شيد سنة 1220هـ /1805م خلال فترة حكم الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد.
ويأخذ تخطيط المبنى مسقطًا مستطيلاً طوله 80م وعرضه 70م، ويحيط به سور ضخم شيد من الطوب اللبن بارتفاع بلغ نحو 7م، وتدعم هذا السور خمسة أبراج مخروطية ارتفاع كل منها 11م، بالإضافة إلى برج سادس ذي مسقط مستطيل يحمي مدخل القصر يقع في منتصف جدار السور الشمالي. تشغل ساحة القصر معظم المساحة الداخلية ويتوسطها مبنى سكني؛ وهو بيت صغير يتوسطه فناء مكشوف، وتقع بالقرب منه بقايا مسجد صغير يتكون من رواقين تفصلهما بائكة من عقود مثلثة محمولة على أعمدة حجرية أسطوانية الشكل، وتفتح ظلة الصلاة على صحن صغير، وتوجد بالقرب من المنـزل وسط الساحة بئر ماء وبركة حديثة .
د) قصر محيرس:
يقع قصر محيرس على مسافة 14كم من مدينة الهفوف إلى الشمال من المبرز، ويحتضنه في الوقت الراهن حي يسمى حي محيرس. شيد القصر فوق مرتفع صخري يشرف على طريق التجارة القديم المعروف بدرب الجودي الذي يتجه شمالاً صوب قرية جودة بالقرب من مدينة بقيق، ويتحكم في الطريق من الهفوف إلى العيون . ويعتقد أن تاريخ بناء القصر يعود إلى فترة تسبق بداية القرن الثالث عشر الهجري، فقد ورد ذكر لموقع محيرس ضمن أحداث وقعت عام 1208هـ /1794م تعرف بمحيرس، ما يرجح قدم البناء
ويأخذ تخطيط القصر شكلاً مربعًا طول ضلعه 20م، ويحصن سوره برج واحد مخروطي الشكل، ما يوحي بأن الغرض من بنائه السكن، وللقصر مدخل وحيد يقع في جداره الجنوبي، ويؤدي إلى فناء تتوسطه بئر ماء وبقايا بركة ماء مشيدة من الأحجار، وتفتح على فناء القصر ثلاث غرف مستطيلة في حين توجد غرفتان علويتان في الركن الجنوبي الشرقي، ويتخلل الجدران الخارجية للغرف العلوية مجموعة من السقاطات، وهي بمنـزلة عناصر دفاعية لحماية القصر
هـ) قصر الوزية:
يقع قصر الوزية شمال مدينة الهفوف، على مسافة 5كم إلى الشمال من مدينة المبرز، ويعتقد أن تاريخ بنائه يعود إلى فترة الدولة السعودية الثانية ، وهجر القصر في ثلاثينيات القرن العشرين قبل إعادة بناء جزء منه في سنة 1372هـ / 1953م
ويتخذ تخطيط القصر شكلاً مربعًا طول ضلعه 15م، ويحيط به سور ضخم مشيد من الطوب اللبن يدعمه برجان، برج مستدير يقع في الركن الجنوبي الشرقي، وبرج مربع يقع في الركن الشمالي الغربي لسور القصر، وهو ملاصق للمدخل الغربي، في حين يقع المدخل الرئيس في منتصف واجهة القصر الجنوبية . ويؤدي مدخل القصر إلى فناء متسع يفتح على غرفة كبيرة مستطيلة تقع مقابلة للمدخل الرئيس على امتداد السور الشمالي، وتوجد غرفة أخرى على امتداد السور الشرقي تفتح على الفناء بواجهة شبه مفتوحة، ويفصل بين الغرفتين سلم حجري يؤدي إلى سطحيها، وإلى غرفة صغيرة تقع في الجزء العلوي من البرج المستدير.
أما عين الماء فإنها توجد ملاصقة للسور الشمالي من الخارج، ويعتقد أن تلك العين التي لم يتبق منها سوى البئر كانت تخدم المسافرين، وربما كانت محطة للتزود بالماء على طريق درب الجودي الذي يربط الأحساء بنجد.
و) قصر العالي:
يقع قصر العالي شمال شرق قرية العليا، وقد شيد خلال حكم الملك عبدالعزيز آل سعود، ويدل على ذلك نقش على لوحة جصية توجد في إحدى الغرف تشير إلى أن القصر بني بأمر الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1355هـ /1936م. وقد أشرف على بنائه الأمير سعود بن جلوي أمير المنطقة الشرقية، حيث شيد على الطريق التجاري القديم المتصل بطريق الكنهري، واتخذ هذا المبنى مركزًا حكوميًا يشمل السلطة الإدارية وجمركًا يشرف على حركة التجارة من المملكة إلى الحدود الشمالية الشرقية منها
يظهر القصر بشكل مربع تبلغ مساحته 5477م ، وهو محصن بسور ضخم تحيط به ثمانية أبراج مستديرة تتخللها فتحات دائرية كثيرة لرمي الرصاص وعدد من السقاطات التي تفتح إلى خارج الأسوار. ويقع المدخل الرئيس للقصر وسط واجهته الغربية وتحف بالمدخل دعامتان يعلوهما عقد مستدير تعلوه شرفات مسننة، ويبلغ اتساع الباب 5م. ويؤدي مدخل القصر إلى فناء كبير يتوزع على أضلاعه عدد من الوحدات المعمارية
ز) قصر عبدالوهاب في دارين:
يقع قصر عبدالوهاب عند الطرف الشرقي لساحل جزيرة دارين، وقد أنشئ عام 1303هـ /1886م طبقًا للوحة التأسيس المثبتة أعلى مدخل القصر، وقد أنشأ هذا القصر محمد بن عبدالوهاب بن محمد بن ناصر الفيحاني من قبيلة سبيع وهو من سكان جزيرة البحرين، ومن تجار اللؤلؤ في الخليج، وكان مستشارًا عند الشيخ محمد بن ثاني
يتخذ القصر شكل مستطيل تبلغ مساحته 8366م ، ويتكون من فناء تفتح عليه مجموعة من الوحدات، منها: السكن الخاص، ووحدة الاستقبال، والمستودعات، ومرافق الخدمات، ويرتبط بالقصر بشكل منفصل عنه برج مخروطي ضخم يتصل به عن طريق ممر مسقوف، ويظهر من تصميم البرج أن الغرض منه ليس حماية القصر فحسب بل ومراقبة ميناء دارين وحماية البلدة من أي هجوم ربما يأتي عن طريق البحر، حيث وجدت آثار مدفع كبير كان منصوبًا فوق سطح البرج