العمران بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العمران بالرياض في المملكة العربية السعودية

العمران بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تُعدُّ منطقة الرياض من مناطق الاستقرار البشري القديمة في وسط الجزيرة العربية. وهناك عدد من الشواهد الأثرية المادية والتاريخية التي تدل على قدم الاستيطان البشري في المنطقة، من ذلك: قنوات الري القديمة التي تحملُ دليلاً على أن إنسان المنطقة قد امتهن الزراعة عندما استقر، وشيّد له أمكنة إقامة دائمة. وكان في المنطقة سيوح كثيرة تسقي النخيل، والأشجار، والمزارع، وكان لها شأنها وشهرتها في القديم. وقد ذكر علماء المنازل والديار قسمًا منها، وخصوصًا في الخرج والأفلاج كما سيأتي ذكره.
وتمثل بقايا النقوش والرسوم الصخرية القديمة ظواهر أثرية تدل على استيطان المنطقة في عصورها القديمة، وفي المنطقة كثير من النقوش، مثل ما هو موجود في جبل ماسل في محافظة الدوادمي، ونقوش أخرى في محافظة الأفلاج وغيرها.
 
ومن أبرز شواهد قِدَمِ استيطان المنطقة وجود الكثير من المستوطنات القديمة عُثِرَ على بقايا آثارها، بالإضافة إلى آثار القصور والقلاع والحصون التي تُنْسَبُ إلى أقوام عاشوا في المنطقة قبل الإسلام، وإلى قبيلتي طسم وجديس البائدتين، وقد كانت مواطنهم في اليمامة. كما عُثِرَ على أساسات منازل متنوعة الطراز تمثل دلائل قِدَمِ الاستيطان، من ذلك قرية الفاو  الواقعة في أقصى جنوب منطقة الرياض على أطراف الرّبع الخالي.
ومن الأمثلة أيضًا مدينة حجر (وهي جزء من مدينة الرياض حاليًا)، والخضرمة قرب بلدة اليمامة المعروفة الآن بالخرج، وكانت تنازع حجرًا مكانتها وتنافسها. وقد نمت مدينة حجر وتطورت في عهد بني حنيفة في الجاهلية، ويظهر من وصف البلدانيين لها أنها ازدهرت ازدهارًا كبيرًا في صدر الإسلام، وكثر عدد سكانها، وتوسع عمرانها بعد أن أصبحت عاصمة ولاية اليمامة، واشتهرت بسوقها التي عُدَّت من أشهر أسواق العرب في تلك الآونة، وبأنها كانت مدينة كبيرة تضاهي مدينتي البصرة والكوفة في العراق في الكبر والتخطيط  .  هذا إلى جانب قرى الأفلاج مثل الهيصمية وسوق فلج. وهناك من عَدَّ الأفلاج من مواطن عاد الأولى  .  ومن ذلك أيضًا ما عُثر عليه من آثار لصناعة المعادن في عدد من الأمكنة في الدرع العربي، وقرى للتعدين في نجد العليا مثل حليت والعيصان (الدوادمي). كما تمثل المقابر الركامية التي عُثِرَ عليها في الخرج، والأدوات والدوائر الحجرية التي عُثِرَ عليها في عدد من الأمكنة في المنطقة شواهد أخرى على قِدَمِ الاستيطان في المنطقة  
 
أما في صدر الإسلام وبعده فقد ازدادت مراكز الاستيطان في منطقة الرياض، وعدَّد أحد الباحثين ما يزيد على 20 منبرًا في اليمامة، وذكر القبائل التي تقطنها ومن أهمها: منابر اليمامة في حجر، والخضرمة، والخرج، وقرية بني سدوس، والمجازة، وعقرباء، ومرات، وملهم، والفلج  
وتؤكد شبكة طرق المواصلات والتجارة القديمة التي تخترق المنطقة قدم استيطانها، ودورها الحضاري في الجزيرة العربية. وكان يمر بها أحد أهم الطرق الرئيسة للتجارة البرية في العصور القديمة وهو طريق القوافل التجارية بين حضرموت واليمن في الجنوب التي تحمل منتجات المحيط الهندي، وشرق إفريقية، وبلاد اليمن ذاتها، وبين مراكز الحضارة المستهلكة لهذه المنتجات في بلاد الرافدين، والشام شمالاً. وأهم محطاته: قرية الفاو، ثم العقيق، ثم فلج (واحة ليلى) ثم الخضرمة، ثم حجر وهي قاعدة الإقليم  .  ومنها طرق القوافل التجارية والحج من شرق الجزيرة العربية وعُمان إلى مكة المكرمة وبلاد الشام وسواحل البحر المتوسط، مرورًا بالخضرمة وحجر. كما كانت تمر بالأجزاء الشمالية طرق الحج من البصرة إلى مكة المكرمة
 
شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook