العمرة في رمضان تعدل حجّةً، واختلف العلماء في تحصيل هذه الفضيلة إلى ثلاثة أقوالٍ؛ أوّلها: إنّ هذا الحديث موجّهٌ للمرأة التي خاطبها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وهو خاصٌ بها وحدها، والقول الآخر: إنّ المقصود من نوى الحجّ وعجز عنه ثمّ اعتمر في رمضان، اجتمع له فَضْلَا نيّة الحجّ وأداء العمرة، وبالتالي يحصّل أجر حجّةٍ تامّةٍ مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقد ذهب العلماء في قولٍ ثالثٍ: إنّ هذا الفضل عامٌّ يتحصّل لكلّ من أدّى العمرة في رمضان، فتعدل العمرة حجّةً لكل الناس، وليس لأشخاصٍ مخصوصين أو لأحوال مخصوصةٍ، بل كلّ من أدى العمرة في رمضان، والمقصود في المساواة بالثواب هنا؛ المساواة في قدر الأجر، وليس المساواة في جنس العمل ونوعه، فالحجّ أفضل من العمرة بلا شكٍّ من حيث جنس العمل، فإن تساويا في الثواب لم يتساويا في الكيف والنوع، كما أنّ العمرة في رمضان لا تُجزئ عن الحجّ ولا تبرأ الذمّة إلّا بتأدية حجّ الفريضة لمن استطاعه.
العمرة مشروعةٌ في شهر رمضان كلّه، ولا فضل خاصٌّ لأوّل الشهر على آخره فيها، ولا ليومٍ أو ليلةٍ معيّنةٍ منه، وقد رغّب بها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (عُمرةً في رمضانَ تعدِلُ حِجَّةً)، وهذا الترغيب منه يشمل الشهر كلّه، وليس العشر الأواخر منه خصوصاً.
تُفتّحُ في رمضان أبواب الجنّة، وتُغلّق أبواب النيران، وتُصفّد الشياطين، وقد يكون القصد هنا الإشارة إلى كثرة العفو والأجر، حيث يقلّ إغواء الشياطين للناس، وصيام شهر رمضان سببٌ في تكفير الذنوب، وقد نزل القرآن الكريم في هذا الشهر، وهو من أخصّ خصائصه، فاختار الله رمضان من بين الأشهر كلّها لإنزال القرآن، وفيه ليلة القدر، وهي خيرٌ من ألف شهرٍ، وفيه صلاة التراويح، والاعتكاف، ومُدارسة القرآن، وهو شهر الجود، تجتمع فيه الصدقة، والصيام، والقيام، وطيب الكلام، والصلاة، والفضل والعطاء.
موسوعة موضوع