العناية بصحة المرأة بعد الولادة

الكاتب: د. ايمان شبارة -
العناية بصحة المرأة بعد الولادة.

العناية بصحة المرأة بعد الولادة.

بعد الولادة الأولى، تفاجأ العديد من النساء من النزيف الشديد والمستمر لوقت طويل. لأنه في معظم الحالات، عند مناقشة الحمل والولادة، في كتب الارشاد وحتى في المحادثات مع النساء، لسبب ما يتم حذف هذه التفاصيل.

صحة المرأة بعد الولادة

ان أحد التغيرات الفسيولوجية المهمة بعد الولادة، تنطوي على عودة الرحم الى حجمه الطبيعي. لذلك فانه ينقبض وينظف من بقايا الحمل، التي تفرز الى الخارج من خلال المهبل. وتسمى هذه الافرازات (LOCHEA).

السائل الذي يخرج من الرحم يجب أن يغير لونه، ويقل تدريجيا، مع مرور الوقت بعد الولادة. في الأيام الأولى يكون لونه أحمر، لأنه يحتوي على الدم وأحيانا على جلطات الدم.

عند الانتقال من وضعية الاستلقاء الى الوقوف يمكن أن ينبعث من المهبل تيار شديد من الدم، يرافقه خثرات من الدم (الدم الذي يتراكم ويخرج خارجا عقب تغيير وضعية الجسم). في الأيام التالية فان الافرازات تأخذ لونا ورديا، وبعد عشرة أيام تصبح بيضاء مائلة الى الصفرة.

إذا بقيت الافرازات حمراء اللون وشديدة بعد نحو أسبوعين من الولادة، أو إذا كان لها رائحة كريهة (مما يشير إلى وجود تلوث في الرحم، والذي يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية)، فينبغي اجراء فحص لدى الطبيب. لتخفيف ذلك يمكن شرب الشاي مع مستخلص النباتات: كيس الراعي، برج الحمام، العرن، توت العليق أو نبات القراص.

تقلصات الرحم

إن عملية تقلص الرحم إلى حجم ما قبل الحمل مصحوب بالافرازات والتقلصات. كلما زاد عدد حالات الحمل يزيد وزن الطفل أكثر، وكذلك في الحمل المتعدد الأجنة - فإن تقلصات الرحم تكون أقوى، وتستمر لفترات طويلة ومؤلمة أكثر.

يظهر الألم عادة في الجزء الأسفل من البطن ويذكر بتشنجات الحيض والام المخاض (خفيف). في حالة الألم الشديد، يمكن استخدام المسكنات. وهي  تقدم للأم في قسم الولادة في المستشفى.

بعد الولادة، يصغر الرحم تدريجيا. فبعد الولادة مباشرة يزن 1 كغم، بعد أسبوع يزن 500 غرام، بعد أسبوعين 300 غرام، وبعد ثلاثة أسابيع من الولادة يزن الرحم 100 غرام أو أقل. عملية تقلص الرحم ينبغي أن تنتهي في غضون 4-6 أسابيع من الولادة.

تساهم الرضاعة الطبيعية في صحة المرأة بعد الولادة، وتساعد في عملية تقلص الرحم. تحفيز حلمة الثدي يتسبب في إفراز هرمون، Pitocin، الذي يؤدي لتشنجات العضلات، وبالتالي يزيد من تقلصات الرحم. أيضا، استخدام المستحضرات التي تحتوي على "ارغوت" تتسبب في تقلص الرحم وتخفيف النزيف بعد الولادة.

بعد حوالي ستة أسابيع من الولادة يجب اجراء فحص من قبل الطبيب النسائي، للتأكد من أن الرحم عاد إلى حجمه الطبيعي.

احتقان الثدي بعد الولادة

احتقان الصدر (احتقان الثديين). بعد الولادة، يمتلئ الثديين بالحليب ويصبحان أثقل. قسم كبير من النساء يعانين من الام الثدي بعد الولادة والرضاعة الطبيعية بدرجات متفاوتة.

احتقان الثديين، شقوق الحلمة المؤلمة وصعوبة التكيف مع الرضاعة الطبيعية – تكون عادة لان الرضيع يمسك الحلمة بشكل خاطئ.

إذا استمر الاحتقان أو تكرر عدة مرات، و / أو أن هناك شقوق أو جروح أو ألم في الثدي – فيفضل التوجه الى استشارية الرضاعة.

نصائح لتقليل احتقان الثدي

النصائح العامة لتقليل احتقان الثدي هي:

  • شفط القليل من الحليب من الثديين، عندما تشعرين أن الثدي ثقيل جدا. وذلك، للتخفيف عن جسمك وللتخفيف عن الطفل، الذي يستصعب الرضاعة من الحلمة عند وجود الاحتقان.
  • التدليك اليدوي للثدي في حركة دائرية قبل الرضاعة يرخي الثدي.
  • لا يجب تخطي وجبة الرضاعة الطبيعية. إذا كنت بعيدة عن الطفل عند موعد الوجبة، فيوصى بشفط الحليب من الثدي الذي كان من المفترض أن يتغذى عليه الطفل في هذا الوقت.
  • الرضاعة في بداية الوجبة تكون معظمها ماء. فقط في نهاية الوجبة، تخرج الدهون من الثدي. بعد الانتهاء من إرضاع الطفل من أحد الثديين، يوصى بارضاعة قليلا من الثدي الاخر، لتجنب حدوث احتقان فيه. هذه النصيحة صحيحة بشكل خاص في الفترة الأولى من الرضاعة.
  • يمكن التخفيف من الاحتقان عن طريق وضع كمادات باردة على الثدي. قبل الرضاعة، يفضل الاستحمام بماء فاتر أو الاستلقاء.
  • لتخفيف الاحتقان يمكن وضع أوراق الملفوف الباردة على الصدر، تحت حمالة الصدر، في الليل (ليس على الحلمة). الملفوف يمتص السوائل، وبالتالي يساعد في تخفيف الاحتقان.
  • يجب الحذر من هذه الطريقة لأنها تؤدي لانخفاض في كمية الحليب، ويتم استخدامها أيضا عندما تريد المرأة وقف الرضاعة الطبيعية تماما وتجفيف الحليب من ثدييها.
  • بعض النساء، بالإضافة إلى الأعراض المذكورة أعلاه (الاحتقان، شقوق الحلمة وصعوبة التكيف مع الرضاعة الطبيعية) يعانين أيضا من التهابات في الثديين بعد الولادة.
  • في مثل هذه الالتهابات يجب أن نميز بين حالتين رئيسيتين: في الأيام الأولى بعد الولادة قد يحدث احتقان شديد جدا في الثديين، والذي يمكن أن يسبب الحمى. عادة، الحرارة لا تتجاوز 38 درجة مئوية ولا داعي لأخذ المضادات الحيوية.
  • لكن في بعض الأحيان، هناك التهاب في الثديين، يرافقه ألم موضعي وحمى، والذي يتطلب بالفعل العلاج بالمضادات الحيوية. هذا الالتهاب نادر في الأيام الأولى بعد الولادة، ومن المرجح أنه يحدث في المنزل في مرحلة متأخرة أكثر.
  • المهبل وبضع الفرج (episiotomy). مرور الطفل عبر الفتحة المهبلية الى الخارج يسبب صدمة فسيولوجية، مرتبطة بالتمدد الكبير في الأنسجة في منطقة - الأنسجة المرنة وأنسجة عضلات قاع الحوض.
  • هذا الأمر يمكن أن يؤدي لحساسية كبيرة في هذه المنطقة، تمزق أو لعملية بضع الفرج، الانزعاج بسبب الغرز وكذلك لارتخاء عضلات قاع الحوض. الانزعاج في المنطقة يمكن أن يؤثر أيضا على المتعة أثناء ممارسة الجنس.
  • يجب أن نذكر أنه اليوم هناك ميل للتقليل من اجراء عملية بضع الفرج عند الولادة، ولكنها لا تزال تجرى.
  • التعامل وعلاج هذه الأعراض، المتعلقة بالمهبل وشق بضع الفرج، تشمل دخول حوض الاستحمام والغسل المتكرر  بماء فاتر.
  • يمكن أيضا تدليك الندبة بزيت نبتة الاذريون مع قطرتين من زيت اللافندر. يمكن أيضا وضع كمادات مع مستخلص نبات الاذريون وبندق الساحرة على مكان الغرز أو الندبة.
  • بشكل عام، يجب أن يتم استبدال الكمادات في أوقات متقاربة، ويجب مسح المنطقة دائما من الأمام إلى الخلف (من المهبل إلى فتحة الشرج)، وخاصة بعد التغوط. وذلك، لمنع نقل تلوث من فتحة الشرج.
  • للتعامل مع الألم في هذه المنطقة، يمكن استخدام الكمادات الباردة ومسكنات الألم. في حالة الوذمة، يمكن تخفيفها بواسطة استخدام كمادات مشبعة بالمغنيسيوم.

الحالة النفسية بعد الولادة

في معظم الحالات، بعد ثلاثة أيام من الولادة تعود الأم الجديدة الى البيت مع الطفل الجديد. وفي ذلك الحين بالضبط، تهاجمها موجة من الاكتئاب، والمعروفة باسم'' Postpartum Blues". في هذا السياق، العديد من الأمهات الجدد يشعرن بالاكتئاب الخفيف، نوبات من البكاء (دون سبب واضح)، الحزن، التعب والام في جميع أنحاء الجسم. 

هناك من يعتقدن أنه ليس لديهن ما يكفي من الحليب في الثديين للطفل، والبعض الاخر يضعن اللوم على الزوج لأنه لا يقدم الدعم بما فيه الكفاية، وهناك من يعتقدن ان ذلك يرجع إلى قلة النوم. كل هذه الأسباب قد تكون صحيحة، ولكن من المرجح أن الشعور بالاكتئاب سببه التغيرات الهرمونية الحادة، التي تحدث في الجسم بعد الولادة.

على العكس من حالات اكتئاب ما بعد الولادة، فان شعور ال ''Postpartum Blues'' يزول في غضون 48 ساعة، والشعور يتحسن.

ومع ذلك، إذا استمرت حالة تدني الشهية بعد أسبوعين، صعوبة النوم، صعوبة العمل في المنزل وعدم وجود رغبة في رعاية الطفل - فيوصى باستشارة طبيب النساء.

شارك المقالة:
98 مشاهدة
المراجع +

www.webteb.com

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook