العهد النبوي في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العهد النبوي في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية

العهد النبوي في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية.

 
من المحقق أن إسلام طَيِّئ لم يأت دفعة واحدة، وإنما جاء متتابعًا حتى اكتملت صورته بوفادة زيد الخيل على رأس قومه من طَيِّئ سنة تسع للهجرة، وهي السنة التي عُرفت بسنة الوفود، مبايعًا بإسلام طَيِّئ  
 
لم تكن قبائل حائل بمنأى عما يجري في مكة المكرمة إبان ظهور الإسلام، فقد تأثرت برحلاتها التجارية مع قبائل قريش التي كانت ترعى شؤون البيت، وتهتم بأمور الحجيج، بالإضافة إلى ما كان يقام فيها من أسواق تجارية كسوق عكاظ  ،  وغيرها من الأسواق العامة عقب موسم الحج  ،  وهكذا دخلت بعض قبائل حائل في الإسلام تلبية لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يعرض دعوته على القبائل القادمة من خارج مكة، ومن أوائل من دخلوا الإسلام أبو مخشي سويد الطائي الذي شهد بدرًا مع المسلمين  ،  ورافع بن عمرو الذي شارك في سرية ذات السلاسل بقيادة عمرو بن العاص، وفي السنة الرابعة من الهجرة جهز النبي صلى الله عليه وسلم سرية جعل على رأسها سلمة بن عبد الأسد المخزومي   حيث أغار بها على بني أسد بالقرب من سميراء في حائل   وفي السنة السادسة للهجرة سار زيد بن حارثة بالمسلمين لغزو بني فزارة من غطفان  .  وفي السنة السابعة للهجرة بعد فتح خيبر آثر أهل فدك (مدينة الحائط حاليًا في منطقة حائل) الصلح، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يحقن دماءهم ويتركوا لـه الأموال، فأصبحت فدك فيئًا للمسلمين؛ وذلك لأن المسلمين لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب  ،  وفي السنة الثامنة من الهجرة غزا الرسول صلى الله عليه وسلم قبيلة غطفان في بلادها  
 
ثم سيّر النبي صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة بشير بن سعد الأنصاري لقتال بني مرة بن عوف بن ذبيان من غطفان بناحية فدك. كما شهدت أرض فدك سرية أخرى بعد سرية سعد بن بشير بقيادة محبصة بن مسعود  .  أما السرية التي وجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم لى بلاد طَيِّئ فقد كانت في السنة التاسعة بعد فتح مكة المكرمة، وكان على رأسها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعندما اقترب من فيد سبى منهم وهدم الفَلْسَ صنم طَيِّئ المعروف حينذاك، وقد خرج عدي بن حاتم الطائي سيد قومه من حائل إلى بلاد الشام  .  ولا شك في أنه كان لفتح مكة المكرمة، ودخول قريش في الإسلام أثره في التخلي عن الدفاع، ولا سيما بعدما بلغهم من هزيمة ثقيف وهوازن في حنين، ومحاصرة المسلمين للطائف  .  حيث بدأت وفود الطائيين وغيرهم من قبائل العرب في بلاد الجبلين (حائل) تسارع إلى المدينة لإعلان إسلامها، وسارع زيد الخيل في وفد من قومه بني نبهان من طَيِّئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وأعلن إسلامه، كما قدم عدي بن حاتم الطائي من الشام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وأعلن إسلامه، وتبعه قومه، فأسلموا وحسن إسلامهم  .  كما سارعت وفود طَيِّئ الأخرى وشيوخها في السنة التاسعة (عام الوفود) لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم، والدخول في الإسلام  
 
وكان من بين هذه الوفود أيضًا وفد بني تميم الذي أقبل من قفار بالقرب من حائل وفيد ومن غيرها من منازل هذه القبيلة، وكان على رأسهم عطارد بن حاجب بن زرارة، وعمرو بن الهيثم، والزبرقان بن بدر، ونعيم بن يزيد، وقيس بن الحارث، والحتات بن يزيد، وهم من وجوه تميم، فأسلموا، ولم يظهر منهم بعد الإسلام إلا الخير والصلاح  .  هكذا يسّرَ الله لهم الهداية، فدخلوا في دين الله أفواجًا، وأصبحوا بنعمة الله إخوانًا  .  ومما يدل على دخول الطائيين الإسلام حضورهم الحج في السنة العاشرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم  
 
شارك المقالة:
232 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook