لم تحكم المنطقة حكمًا مباشرًا في عصر ما قبل ظهور الإسلام، ولم تكن خاضعة تحت حكم الممالك العربية التي قامت في جنوبي الجزيرة العربية حيث كانت بعيدة عن نفوذ تلك الممالك  

 

وأغلب الظن أن صدى الرسالة المحمدية قد بلغ المنطقة في وقت مبكر بحكم قرب المنطقة من الحجاز منطلق الرسالة المحمدية، فضلاً عن الصلات الوثيقة للقرشيين بالمنطقة فهي تقع في طريق رحلتهم التجارية إلى اليمن في فصل الشتاء من كل عام  .  كما أن الحكميين كانت لهم روابط تجارية وأسرية مع بعض البيوت في مكة المكرمة وممن ذكرته المصادر منهم عبدالله بن سعد بن جابر السلهمي الذي حالف قريشًا وتزوج بآمنة بنت عفان أخت عثمان بن عفان رضي الله عنه، فولدت له ابنه محمدًا، وتزوج أيضًا بأخت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم  

 

غير أن وجود الزعامة القرشية في مكة ومعارضتها القوية للإسلام كان عائقًا في طريق انتشار الإسلام في المناطق الواقعة جنوبها. وبعد فتح مكة المكرمة سنة 8هـ / 629م زال ذلك العائق وتوسع انتشار الإسلام في المنطقة، ونتج من ذلك قدوم زعيم قبيلة الحكم عبدالجد بن ربيعة الحكمي على رأس وفد من قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة في السنة العاشرة من الهجرة  .  وتشير المصادر إلى ذلك الوفد بأنه من وفود اليمن وهم في الأصل قادمون من المنطقة لأن لفظ اليمن تطلقه المصادر على كل ما هو جنوب مكة فهو مرادف لكلمة الجنوب كما يطلق على المناطق الواقعة في جهة الشمال: الشام  

 

وبعد أن انتشر الإسلام في اليمن عين لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاة من قبله على أقاليمها المتعددة ومن ضمنها تهامة، ومن ولاتها أبو موسى الأشعري؛ ولاه على عك والأشاعر في تهامة الجنوبية  ،  وخالد بن سعيد بن العاص ولاه على ما بين زبيد ونجران  .  وبذلك تكون المنطقة في ولاية خالد بن سعيد بن العاص. ثم استقر الأمر في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم على تقسيم جنوبي الجزيرة العربية إلى عدد من الأقاليم أو المخاليف وجعل لكل مخلاف واليًا من قبله، ومن ضمن هذه الأقاليم إقليم تهامة الذي تولى إمارته الطاهر بن أبي هالة  ،  وكانت المنطقة بزعامتها المحلية من الحكميين تتبع لنفوذ والي تهامة.

 

واستمرت تولية الولاة على تهامة في عصر الخلفاء الراشدين، وفي خلال العصر الراشدي لم يصل شيء من أخبار المنطقة سوى ما أشارت إليه المصادر من ردة بعض أهل تهامة، ولكن ذلك كان بعيدًا عن المنطقة في بلاد قبيلة عك في منطقة زبيد، وقد قضي على ردتها في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه