العوامل الوراثية و تأثيرها على المناعة

الكاتب: نور الياس -
العوامل الوراثية و تأثيرها على المناعة

العوامل الوراثية و تأثيرها على المناعة.

 

 

اختلاف المخلوقات في تأثرها بالميكروبات

 

ليس كل المخلوقات الحية معرضة لجميع الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض. فمثلا ً، لا تجد كلباً يصاب بالحصبة، لأن الجراثيم أو الفيروسات التي تسبب هذا المرض لا تؤثر على الكلاب و مع هذا فإن فيروس مرض الكلب يهاجم كلاً من الإنسان و الكلب بمجرد اختراقه للجلد.

و بالمثل فإن الفئران لا تتأثر ببكتريا الدفتريا و يمكنها أن تعيش في مجاري الصرف الصحي دون أن يصيبها المرض، بينما نجد خنازير غينيا معرضة للمرض بدرجة عالية و لا تستطيع العيش طويلاً في مثل تلك البيئة الضارة كما نجد أن فيروس الأورام المخاطية يفضل الأرانب بينما تفضل بكتريا الجذام و الزهري الإنسان و لأننا بشر فيمكننا أن نقول بصدق إننا لا نصاب بالسرطان الظهاري المعدي الذي يصيب الدجاج و لا بالآفات التي تصيب البطاطس فلدينا مناعة طبيعية ضدها.

 

العوامل الوراثية

 

توجد بعض الأمراض التي يتم تحديد الإصابة بها وراثيا ً. فأغلبنا مثلاً لا يعاني مرض الهيموفيليا. فهو ليس حالة معدية، أي ليست تصيبك بالعدوى و إذا كنت مصاباً بهذا المرض فلن تتخلص منه بتعديل نظامك الغذائي و لا بممارسة الرياضة. فإذا لم يكن موجوداً أصلاً في جيناتك الوراثية، فلن تصاب به أبدا ً.

 

المناعة المتخصصة

 

توجد أجزاء من جهاز المناعة تعمل ضد ميكروبات معينة أو حالات محددة. فالمناعة المتخصصة( وهو اسمها الذي تعرف به) تقسم عادة إلى مناعة إيجابية و مناعة سلبية، و كل منهما يقسم أيضاً إلى مناعة طبيعية و مناعة مكتسبة( أو مصطنعة).

 

المناعة السلبية

 

و هذه تتحقق حينما يتم نقل أجسام مضادة أو مضادات للسموم من شخص لديه مناعة إلى شخص ليست لديه مناعة. و هو ما يحدث بصورة طبيعية حينما تنتقل المناعة من الأم إلى جنينها عبر المشيمة أو إلى طفلها الوليد عن طريق ما يسمى باللبأ أو لبن المسمار( أي الإفرازات المبكرة للبن الأم) هذا و يمكن استخدام المناعة السلبية المكتسبة الاصطناعية في علاج التيتانوس و لدغ الثعبان أو علاج المصابين بأمراض نقص المناعة و ذلك باستخدام الأمصال و المناعة السلبية سواء الطبيعية أو الاصطناعية( المكتسبة) لا تدوم طويلا ً: فمجرد استخدام المادة المناعية التي تم نقلها إلى الشخص غير المحصن في الغرض المحدد لها فإن تأثيراتها النافعة تضيع.

 

المناعة الإيجابية

 

و هذه تتم حينما تتعرف الخلايا المناعية للجسم على ميكروب خاص بذاته أو مادة معينة بذاتها فتتفاعل معها. و يمكنها حينئذ أن تتذكرها و تتعامل مع تلك المشكلة في أوقات تالية. و تحدث المناعة الإيجابية الطبيعية أثناء العدوى. كما يمكننا اكتساب مناعة إيجابية اصطناعية حينما يتم تحصيننا باللقاحات.

 

الدعم الغذائي

 

كما تعلم، فإن أداء جهاز المناعة لوظيفته يتمد كثيراً على عناصر غذائية محددة فيعتمد إنتاج أجسامنا للمضادات الحيوية الطبيعية و البروتينات المتممة. كما تعتمد قدرة خلايانا الدفاعية على التقاط و ابتلاع و هضم العوامل الغازية على وجود فيتامين ج، لذا فإن زيادة استهلاك هذا الفيتامين في وقت حدوث العدوى( بدلاً من الانتظار حتى تبدأ أعراض المرض في الظهور) هو أمر حاسم و مهم و إن تناول فيتامين ج في وقت العدوى بصفة فورية يزيد مستوى الوقاية التي تتمتع بها أما إذا تم تناوله بعد ذلك بيوم أو أكثر فإنه سيكون أقل فاعلية بكثير.

كما يعتمد إنتاجنا للبروتينات المتممة على وجود الكالسيوم و المغنسيوم، بينما يعتمد إنتاجنا للإنترفيرون على معدن المنجنيز و كذلك فإن الكالسيوم ضروري لإحداث الحمى التي، كما ذكرنا آنفا ً، تفيد في صورتها الطفيفة أو المعتدلة الجيش المكون من خلايا جهاز المناعة. و هذه المغذيات الثلاثة تقل كثيراً في أطعمتنا المكررة التي نتناولها في العصر الحالي.

و هكذا فإن جهازنا المناعي يمكن أن يضعف بتأثير أمر ما قد نعتبره بسيطاً مثل نقص فيتامين ج.

 

شارك المقالة:
78 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook