ينقسم القلب إلى أربعة حجرات مجوفة، اثنتان يمينًا واثنتان يسارًا. لضخ الدم لجميع أنحاء الجسم، يستخدم القلب جانبيه الأيمن والأيسر لمهام مختلفة.
ينقل الجانب الأيمن من القلب الدم إلى الرئتين عبر أوعية دموية تسمى الشرايين الرئوية. في الرئتين، ينقل الدم الأكسجين ثم يعود لجانب القلب الأيسر عبر الأوردة الرئوية. بعد ذلك يضخ الجانب الأيسر من القلب الدم عبر الشريان الأبهري إلى سائر أنحاء الجسم.
يبدأ القلب خلال الأسابيع الأولى من الحمل في أخذ شكل ويأخذ في النبض. كما يبدأ أيضًا تكوين الأوعية الدموية الرئيسية التي تمتد من القلب وإليه في أثناء هذه الفترة الحرجة من الحمل.
وهذه هي مرحلة نمو الطفل التي يمكن أن تنشأ في أثنائها عيوب القلب. لا يعلم الباحثون سبب حدوث معظم هذه العيوب على وجه التحديد، لكنهم يعتقدون أن العوامل الوراثية، وبعض الحالات الطبية، وبعض العوامل الطبية والبيئية، مثل التدخين، قد تلعب دورًا في ذلك.
يوجد الكثير من الأنواع المختلفة من عيوب القلب الخلقية، التي يتم تصنيفها رئيسيًا ضمن هذه الفئات:
الثقوب في القلب. يمكن أن تتكون الثقوب في الجدران الموجودة بين حجرات القلب، أو بين الأوعية الدموية الرئيسية الخارجة من القلب.
في حالات معينة، تسمح هذه الثقوب بخلط الدم ناقص الأكسجين مع الدم الغني بالأكسجين؛ مما يؤدي إلى نقل كمية أكسجين أقل إلى جسم طفلك. وبناءً على حجم الثقب، يمكن أن يؤدي نقص الأكسجين هذا إلى ظهور جلد طفلك أو أظافره باللون الأزرق، أو قد يؤدي إلى الإصابة بفشل القلب الاحتقاني.
إن تشوه الحاجز البطيني هو ثقب في الجدار بين الحجرتين اليمنى واليسرى في النصف السفلي من القلب (البطينين). يحدث عيب الحاجز الأذيني عندما تكون هناك فتحة بين غرفتي القلب العلويتين (الأذينين).
القناة الشريانية السالكة (PDA) عبارة عن وصلة بين الشريان الرئوي (المحتوي على دم بدون أكسجين) والأبهر (المحتوي على دم بالأكسجين). العيب الكامل في القناة الأذينية البطينية عبارة عن حالة تتسبب في فتحة في مركز القلب.
الأوعية الدموية غير الطبيعية. العديد من أمراض القلب الخلقية تحدث عندما لا يكون شكل الأوعية الدموية المتجهة إلى القلب والخارجة منه سليمًا أو لا يكون موضعها كما ينبغي أن يكون.
يحدث عيب يُسمى تحويل الشرايين الكبيرة عندما يكون الشريان الرئوي والأبهر على جانبين خطأ من القلب.
تحدث حالة تُسمى تضيق الأبهر عندما يكون الوعاء الدموي الرئيسي الذي يضخ الدم في الجسم ضيقًا جدًا. الاتصال الوريدي الرئوي الشاذ بالكامل عبارة عن عيب يحدث عندما تتصل الأوعية الدموية من الرئتين بالمنطقة الخطأ من القلب.
اضطرابات صمام القلب. إذا كانت صمامات القلب لا تستطيع أن تنفتح وتنغلق بشكل صحيح، لا يستطيع الدم أن يتدفق بسلاسة.
من أمثلة هذا النوع من العيب ما يُسمى شذوذ إبشتاين. في شذوذ إبشتاين، يكون الصمام ثلاثي الشرف — الذي يقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن — مشوهًا وغالبًا ما يكون فيه تسريب.
المثال الآخر هو رتق الرئة، وفيه يكون الصمام الرئوي مفقودًا، مما يسبب تدفقًا غير طبيعي للدم إلى الرئتين.
تنشأ معظم عيوب القلب الخلقية بسبب مشكلات مبكرة في فترة نمو قلب الطفل وليس معروفًا سببها. ورغم ذلك، هناك بعض عوامل الخطورة البيئية والوراثية التي قد تلعب دورًا. وتشمل:
الأدوية. إن تناول أدوية محددة خلال فترة الحملة قد يتسبب في حدوث عيوب خلقية بما في ذلك عيوب القلب الخلقية. قدِّمي للطبيب قائمة كاملة بالأدوية التي تتناولينها قبل فترة الحمل.
وتتضمن الأدوية المعروف بأنها تتسبب في زيادة خطر الإصابة بعيوب القلب الخلقية الثاليدوميد (ثالوميد) ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وأدوية الستاتين وأدوية إيزوتريتينوين لعلاج حب الشباب (أبسوريكا وأمنيستيم وكلارافيس) وليثيوم.
الوراثة. أحيانًا ما تكون عيوب القلب الخلقية موجودة بين الأسر وقد تكون مرتبطة بمتلازمة وراثية. إن الكثير من الأطفال المصابين بمتلازمة داون والتي تحدث بسبب وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 (متلازمة التثلث الصبغي 21) يعانون عيوبًا في القلب. يمكن أن يتسبب فقدان جزء من الجينات في كروموسوم 22 أيضًا في الإصابة بعيوب في القلب.
يمكن أن يكشف الاختبار الجيني مثل هذه الاضطرابات في أثناء فترة نمو الجنين. إذا كان لديك طفل بالفعل يعاني أحد عيوب القلب الخلقية، فمن الممكن أن يقدر استشاري الأمراض الوراثية احتمالات إصابة الطفل التالي بأحد عيوب القلب الخلقية.
نظرًا إلى أن السبب المحدد لمعظم عيوب القلب الخلقية غير معروف، فقد لا يمكن تجنب الإصابة بهذه الحالات. ومع ذلك، ثمة بعض الأمور التي يمكنك القيام بها، والتي قد تحد إجمالاً من خطر إصابة طفلكِ بالعيوب الخلقية، وربما أمراض القلب الخلقية أيضًا، مثل: