تتشكل العيون الطبيعية (الينابيع) (Springs) حينما تخرج المياه الجوفية إلى سطح الأرض بكميات تكون كافية لتدفقها دون أن يتدخل الإنسان في خروجها. وتخرج المياه الجوفية طبيعيًا إلى سطح الأرض تحت تأثير الجاذبية الأرضية في الأراضي المنخفضة التي يكون عندها سطح الماء الجوفي في الخزانات الحرة أعلى من سطح الأرض، أو من خلال الشقوق. كما أنها أيضًا تخرج طبيعيًا إلى سطح الأرض تحت ضغط ارتوازي في الأراضي التي يكون فيها مستوى السطح البيزومتري للخزانات المحصورة أعلى من سطح الأرض، وتجد منافذ طبيعية تسمح بخروج الماء؛ نتيجة لضعف الطبقة السطحية غير المنفذة، أو لتشقق صخورها.

 

وتتوافر معلومات قليلة جدًا عن العيون الطبيعية في منطقة تبوك، ولا تتوافر أي معلومات عن خصائص المياه فيها. فقد أُشيرَ إلى أن هناك عددًا من العيون التي تتدفق من التلال التبوكية، منها: عين السكر  ، وعين الرحيل، وعين أم سبعة، وعين رايس، وعين كريم، وعين الخذمة، وعين أبو دميك، وعيون العجيجات مع التأكيد أن " كل هذه العيون جفت حاليًا إلا ما ندر بسبب قلة الأمطار ووجود الآبار الارتوازية "  .  وتعد عين السكر من العيون الكبرى في تبوك والتي زاد تدفق مياهها ببركة الرسول محمد حيث " ركز النبي صلى الله عليه وسلم عَنَزَتَه فيها ثلاث ركزات، فجاشت ثلاث أعين " وقد قدم أحد الباحثين - قبل 50 عامًا تقريبًا - وصفًا لعين السكر المباركة حيث قال:

 

" أما النبع المسمى (عين السكري) فيخرج من نقطة محاطة بسور حجري يبلغ ارتفاعه معدل ارتفاع كتفي الرجل. وقطر هذا السور مئة قدم بينما يزيد سمكه على ياردة واحدة. ويحيط السور، وهو غير كامل الاستدارة بالنبع إلا من الجهة الغربية حيث توجد فيه فجوة يبلغ طولها ثلاثين قدمًا، تسمح للمياه الزائدة بالتدفق إلى بركة أقدّر مساحتها ثلاثين قدمًا مربعًا. ومن هذه البركة تنساب المياه إلى بساتين النخيل عبر قناة طينية غير مستوية تبتدئ من الجهة الغربية للبركة. ويقوم خزان آخر عند الجهة الشمالية، وهو على شكل مربع تبلغ مساحته ثلاثين قدمًا أيضًا. ويشكل جدار هذا الخزان الجنوبي جزءًا من بركة الماء الأولى. ويستعمل هذا الخزان لحفظ مياه الشرب، وكذلك لري بساتين النخيل على ما يبدو. وليس هناك أي عناية بهذه المجموعة من خزانات الماء، ولا نظام التوزيع للمياه، مع أنها تُعَدُّ أشهر مورد للري في تبوك والواحات المجاورة. ويستدل على ذلك من قذارة المنطقة المجاورة. ولا ريب في أن إعادة تنظيم النبع وبناء البركة والخزان على أسس حديثة قد يأتي بفائدة جمة للسكان عمومًا "  

 

وفي الوقت الحاضر، توقف تدفق المياه من عين السكر فقد قيل " وكانت العين المباركة في تبوك تتوزع إلى جداول لسقيا المزارع الصغيرة حولها وهي مورد عذب للإبل والأنعام عامة، وتستقي منها قوافل الحجيج وظلت نبعًا فياضًا حتى حفرت حولها الآبار الارتوازية، فنضب معينها، وبقيت أطلالها فأمر سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود - عندما كان أميرًا لمنطقة تبوك - ببناء حدائق حولها ومتنـزه ترفيهي حول آثارها وآثار القلعة ".