العيون الصناعية أمكنة تتدفق منها المياه الجوفية على سطح الأرض بشكل تلقائي بعد أن يتدخل الإنسان بطريقة هندسية في إخراجها من خلال قنوات أفقية. وفي منطقة الرياض استُخْدِمَ نظام العيون الصناعية في الأفلاج، وفي الخرج، وفي السر بمحافظة الدوادمي، ولكن المعلومات المتوافرة عنها قليلة، وتُعدُّ عيون الأفلاج من أشهر العيون في المنطقة، فعيون الأفلاج - كما ذُكِرَ أعلاه - لا تتدفق المياه منها بشكل طبيعي، وإنما هي بحيرات طبيعية كان مستوى الماء فيها قريبًا جدًا من سطح الأرض، وقد عمل سكان الأفلاج منذ القدم على استخدام مياهها لري مزارع النخيل في السيح الشمالي، والسيح الجنوبي، وبلدة سويدان؛ لأن ارتفاع سطح الأرض في تلك الأمكنة أقل من ارتفاع سطح الأرض في نطاق العيون، فقد أشار خسرو   في القرن الخامس الهجري 499هـ / 1106م إلى أن في الأفلاج أربع قنوات يُسقَى منها النخيل، كما ذكر الدوسري   وجود أنقاض لبعض السواقي القديمة، وذكر أيضًا أنه في الماضي القريب كان يخرج من عيون الأفلاج عشر سواقٍ (قنوات) منها خمس تسقي السيح الشمالي، هي: المنجور، والوجاج، والمدسوس، والسابر، وموافق، وأربع تسقي السيح الجنوبي، وهي: سمحان، وبرابر، والعويد، ونباع، أما العاشرة فتتجه نحو بلدة سويدان. وقد توقفت هذه العيون الصناعية عن التدفق؛ بسبب انخفاض مستوى الماء في العيون الطبيعية (البحيرات) التي تمثل منابعها، وذلك الأمر هو الذي جعل وزارة الزراعة تنشئ مشروعًا للري.

 

وقد قدَّم الدوسري   وصفًا دقيقًا لعمليات إنشاء العيون الصناعية، وصيانتها بالأفلاج، وكذلك نظام الاستفادة من مياهها، حيث يذكر أن:

 

" عملية إيصال المياه من العيون إلى المزارع تلك عملية دقيقة يقوم بها أناس متخصصون لحساب مُلاَّك النخيل الكبار، وتتم عملية الحفر بشق قناة من منطقة النخيل باتجاه العيون ويزيدون في الحفر تعميقًا كلما قربوا من منطقة العيون بسبب ارتفاع الأرض، وعندما يصلون إلى عمق معين تتغير طريقة الحفر، حيث تبدأ عملية الحفر على طريقة الخنادق  والخرز  ،  وذلك من أجل التقليل من عملية الانهيارات الجانبية لهذه السواقي. وفي الغالب توجد خرزة بين كل عشرة أمتار تقريبًا، وتُستَخْدم هذه الخرز في استخراج التراب من الخنادق ومن ثم في عمليات الصيانة، وبعد الانتهاء من الحفر تتم عملية توصيل المياه بين الخرز ما يجعل الماء يتدفق باتجاه النخيل ومن ثم تحصل المتابعة لجريان الماء للتأكد من جريانه بالطريقة السليمة، ونظرًا للتكاليف الباهظة التي يدفعها أصحاب السواقي، فقد وُضِعَت أنظمة دقيقة لتشغيل وصيانة هذه المنشآت، فالملاك سواء كانوا فرادى أو شركاء يقومون بأخذ ما يحتاجونه من مياه هذه السواقي والباقي يتم بيعه أو تأجيره على أصحاب النخيل الأخرى الذين ليس بمقدورهم شق مثل هذه القنوات المائية، وقد اتبع كذلك نظام دقيق في تقسيم مياه هذه السواقي حيث يوزع ماء السواقي إلى 14 أو 16 جزءًا كل جزء يسمى وقعة، والوقعة اثنتا عشرة ساعة حيث يقسم اليوم إلى وقعتين نهارية ومسائية. وكل وقعة تقسم إلى أقسام نصف وقعة أو ربعها أو ثلثها أو سدسها وما إلى ذلك "