بدأت المملكة في عقد التسعينيات من القرن الرابع عشر الهجري / السبعينيات من القرن العشرين الميلادي بعملية جمع الغاز المرافق لإنتاج الزيت وجميع منتجاته المرافقة ذات القيمة العالية؛ بهدف حماية البيئة، والمحافظة على موارد الغاز، ووضع الأساس لقاعدة صناعية، وإضافة قيمة للغاز ومنتجاته المرافقة بعد أن كان الغاز المرافق للزيت يحُرَق بأكمله في السنوات الأولى التي بدأت فيها صناعة الزيت في المملكة، إذ لم تكن توجد سوق متطورة للغاز آنذاك. كما قامت الحكومة أيضًا ببناء شبكة الغاز الرئيسة، وتشمل شبكات للجمع، ومعامل للمعالجة، وأخرى للتجزئة، ومرافق للتخزين، وخطوطًا لنقل المنتجات، ومرافئ للتصدير.تبرز ثلاثة معالم مهمة في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي في المملكة هي: تشغيل شبكة الغاز الرئيسة في أواخر التسعينيات من القرن الرابع عشر الهجري / السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، وإضافة الغاز غير المرافق عام 1404هـ / 1984م، وتشغيل معمل غاز الحوية الذي يتم إمداده بالكامل بالغاز غير المرافق عام 1422هـ / 2001م. وقد أدى إنتاج الغاز ومنتجاته المرافقة إلى نشوء مرافق وصناعات بتروكيميائية عالية الكفاءة، شكلت الأساس للمدينتَين الصناعيتين في كل من: الجبيل على الساحل الشرقي، وينبع على الساحل الغربي من المملكة.وتطورت صناعة الغاز في المملكة تطورًا متناميًا لتصبح ضمن أعلى المنتجين والمستهلكين في هذا المجال عالميًا. ويُصنَّف إنتاج الغاز في المملكة في المراتب العليا بحسب منظمة الدول المصدِّرة للنفط (أوبك)، كما يُعد استخدامه في المملكة بالنسبة إلى عدد السكان من أعلى مستويات استهلاك الغاز في العالم. وفضلاً عن ذلك فإن المملكة تُعد من أكبر مصدِّري سوائل الغاز الطبيعي في العالم، كما أنها تتبوأ مرتبة متقدمة في إنتاجها للصناعات البتروكيميائية الأساسية التي تعتمد على الغاز بوصفه لقيمًا. وقد أصبحت صناعة الغاز بكل مراحلها من أهم العناصر التي تسهم في اقتصاد المملكة؛ لكونها السبب المباشر أو غير المباشر لما يصل إلى نسبة 15% من الناتج المحلي الإجمالي، ولإيجاد 35 ألف فرصة من فرص التوظيف المباشر.وترتكز صناعة الغاز المتنامية في المملكة على برنامج للتنقيب عن الغاز تديره شركة أرامكو السعودية. ويُعد احتياطي الغاز في المملكة - الذي يبلغ 253 تريليون قدم مكعبة حسب تقديرات عام 1427هـ / 2006م - رابع أكبر احتياطي من الغاز في العالم. ويُستخدم الغاز الطبيعي المخصص للاستهلاك المحلي في المملكة وقودًا في توليد الكهرباء وتحلية المياه، ووقودًا ولقيمًا لصناعات مختلفة أهمها البتروكيميائيات. وتنتج من عمليات معالجة الغاز سوائل الغاز الطبيعي التي يُستخدم جزء منها محليًا للاستهلاك المنـزلي أو لقيمًا للصناعات البتروكيميائية، ويُصدَّر الفائض إلى الأسواق العالمية، وتُعد المملكة أكبر مصدِّر لغاز البترول المسيل في العالم، إذ يصل حجم الإنتاج إلى أكثر من 1.6 مليون برميل يوميًا، ويبلغ الاستهلاك المحلي منها 336 ألف برميل يوميًا حسب تقديرات عام 1427هـ / 2006م  .

 

أ - شركة (سينو) السعودية للغاز:

 

تعمل (أرامكو السعودية) مع الشركة الصينية للزيت والبتروكيماويات (سينوبك) لاكتشاف مكامن الغاز وتطويرها، وتغطي أعمال التنقيب منطقة التعاقد (ب) التي تبلغ مساحتها 40.000كم  تقريبًا في الربع الخالي، ولاستكشاف منطقة التعاقد (ب) أسست شركة (سينوبك) و (أرامكو السعودية) شركة تنقيب وإنتاج هي شركة (سينو السعودية للغاز المحدودة)، تملك (سينوبك)   80% من أسهمها، وتملك الباقي (أرامكو السعودية).

 

ب - شركة (إينيربسا) للغاز:

 

تعمل (أرامكو السعودية) مع اتحاد مكوَّن من شركة الزيت الإيطالية (إيني) وشركة الزيت الإسبانية الأرجنتينية (ربسول واي.بي. ف) لاكتشاف مكامن الغاز في منطقة التعاقد (ج) وتطويرها، وتبلغ مساحتها 52.000كم  في الربع الخالي. ولاستكشاف هذه المنطقة قام اتحاد الشركتين (إيني) و (ربسول) مع (أرامكو السعودية) بتأسيس شركة تنقيب وإنتاج هي (إينيربسا للغاز المحدودة)، تملك (إيني)   50% منها، و (ربسول)   30%، و (أرامكو السعودية)   20%. وشركة (إيني) شركة متكاملة تعمل في مجال الزيت، والغاز الطبيعي، والمواد البتروكيميائية، وخدمات حقول الزيت، والمقاولات، والصناعات الهندسية، وهي واحدة من كبرى شركات الزيت والغاز الطبيعي في العالم.

 

- شركة جنوب الربع الخالي (سراك):

 

تعمل أرامكو السعودية بالتعاون مع شركتَي (رويال دتش شل) و (توتال) لاكتشاف مكامن الغاز وتطويرها.وتغطي شركة جنوب الربع الخالي (سراك) أعمال التنقيب عن الغاز غير المرافق، بالإضافة إلى التقويم والتطوير والإنتاج للغاز الطبيعي وسوائله ومكثفات الحقل في منطقتين واعدتين في جنوب الربع الخالي وشرقه.وتبلغ المساحة الممنوحة لشركة جنوب الربع الخالي نحو 210.000كم  ، ومدة الإنتاج 25 سنة. وتبلغ حصة (شل) في هذه الشركة 40%، في حين تملك (توتال)   30%، و (أرامكو السعودية)   30%.وتُعد اتفاقية شركة جنوب الربع الخالي (سراك) مع المملكة أول اتفاقية للتنقيب عن الغاز يتم توقيعها منذ فتح قطاع الغاز للتنقيب في المملكة. والمشروع مصمم لتكوين علاقة إستراتيجية بين المملكة وشركات الزيت العالمية الرائدة لدعم التنمية الاقتصادية المحلية وإيجاد فرص وظيفية للمواطنين.

 

د - شركة (لوكسار) للطاقة:

 

تعمل أرامكو السعودية مع شركة البترول الروسية (لوكويل) على اكتشاف مكامن الغاز وتطويرها، وتغطي أعمال التنقيب منطقة التعاقد (أ) التي تبلغ مساحتها 30.000كم  في الربع الخالي، ولاستكشاف منطقة التعاقد (أ) أسست الشركتان شركة للتنقيب والإنتاج هي (لوكسار للطاقة المحدودة)، تملك (لوكويل)   80% من أسهمها، وتملك أرامكو السعودية 20%.