الغطاء النباتي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الغطاء النباتي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الغطاء النباتي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
تضم منطقة المدينة المنورة عددًا من البيئات المتباينة، ويتنوع غطاؤها النباتي  بتنوع هذه البيئات على الرغم من الجفاف الذي يسودها بشكل عام، وتنفرد البيئة الحيوية في المنطقة بظواهر وخصائص تميزها عن بقية مناطق المملكة العربية السعودية، وهذا نابع من مناخ هذه المنطقة وتضاريسها  ،  فهي في معظمها تكوينات صخرية بارزة، إما مرتفعات عالية مثل جبال الفقرة، وصبح، ورضوى، أو حرات تغطيها الصخور البركانية القديمة التي تحجز تحتها أو بينها تربة طميية ورملية، مثل: حرة رهط التي تقع جنوب المدينة المنورة، وحرة كرماء التي تقع شرق المدينة المنورة، وحرة خيبر التي تقع شمال شرق المدينة المنورة، وحرة عويرض التي تقع غرب مدينة العلا شمال غرب المدينة المنورة، وبطبيعة الحال يتخلل هذه الحرات بيئات نباتية.
 
تظهر قسوة البيئة في هذه المنطقة على الكائنات الحية بشكل عام، وعلى الحياة النباتية بشكل خاص، ومع ذلك فالنبات حاضر بشكل مستمر في البيئات المختلفة لهذه المنطقة ذات البيئة الصارمة؛ وذلك لقدرات أودعها الله سبحانه وتعالى في هذه النباتات، فمنها النباتات الحولية، وهي الغالبة بهذه المنطقة؛ إذ تكمل دورة حياتها في وقت قصير يبدأ بعد هطول المطر مباشرة، وينتهي بانتهاء الرطوبة البسيطة من التربة، بعد أن تمكنت من إنتاج البذور التي تضمن حضورها في العام القادم وهكذا. أو تكون مقاومة للملوحة، وكذلك للحرارة والإشعاع الشديدين، مثل تلك التي تنمو على ساحل البحر الأحمر، ومنها: نبات الشورة، والرطريط، والمليح، أو تلك التي تقاوم الجفاف وشدة الإشعاع، وتمثل النباتات الجافة والقاسية والمعمرة أشجار السلم والسمر، وعائلات نباتية أخرى مثل: الأثل، والسرح، والعوسج.
 
تؤدي قسوة البيئة في هذه المنطقة إلى قلة التنوع النباتي، إلا أن حالة الغطاء النباتي  منذ فترة قصيرة في منطقة المدينة المنورة تتسم بالتنوع والكثافة؛ يقول بدوي:  
 
"لاحظنا في سيرنا ابتداءً من المسيجيد إلى المدينة المنورة نحو خمسة وسبعين كيلومترًا أشجارًا من فصيلة الأكاسيا (فتنه، قرظ، سنط عربي) تبلغ مساحتها نحو عشرة آلاف فدان، لو عني بصناعتها فحمًا نباتيًا لدرّ ذلك خيرًا كثيرًا، ويمكن لآلات الري في المدينة أن تأخذ منها كفايتها من مواد الحريق كما هو الحاصل في بعضها، وتتوسع لتشمل محطة الإنارة بالمدينة والحرم الشريف، وتتوسع أكثر من ذلك لتكون محطة عامة بعد الحرب، بمحرك كاف يشمل إنارة المدينة وري بساتينها وتوفر على الأهالي والحكومة كثيرًا من تكاليف الري والإنارة، وأن يصدر الزائد منها إلى الخارج"
أوردت تقارير الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها أن عدد الأنواع النباتية في منطقة المدينة المنورة لم يتجاوز 282 نوعًا  تابعة لست وخمسين عائلة نباتية، وأن 43% من هذه العائلات لم يمثلها في هذه المنطقة سوى نوع نباتي واحد، وأن أكبر عدد من الأنواع كان للعائلة المركبة؛ حيث ضمت 45 نوعًا نباتيًا، تليها العائلة النجيلية وبها 34 نوعًا، فالعائلة البقولية وبها 20 نوعًا، ثم العائلة القرنفلية وتضم 17 نوعًا، فالشفوية وبها 17 نوعًا، فالعائلة المتعامدة وتضم 15 نوعًا، وأخيرًا العائلة الحمحمية (البوراجينية) وتضم 13 نوعًا، وبقية العائلات النباتية وعددها 49 عائلة انحصر عدد الأنواع النباتية بها بين 7 أنواع، ونوع واحد منها 24 عائلة بها نوع واحد فقط 
 
تنقسم النباتات الرعوية مثلها مثل غيرها في بقية مناطق المملكة العربية السعودية إلى أشجار وشجيرات وأعشاب، ومن أمثلة النباتات الرعوية المعمرة المهمة تلك التي تنتمي إلى العائلة النجيلية، ومنها ما ينتمي إلى عائلات أخرى مثل: العائلة البقولية، والمركبة، والرمرامية، وعائلات أخرى مختلفة. ومن النباتات الرعوية التابعة للعائلة النجيلية نبات الثمام، وهو نبات نجيلي معمر ذو سيقان رفيعة متشابكة يصل ارتفاعها إلى ما يزيد على متر في المناطق المحمية، وإن كان في معظم الأحيان يرعى رعيًا جائرًا فيظهر متقزمًا. ونبات الثمام واسع الانتشار في الصحارى العربية، وترعاه الإبل، ويكون أكمات رملية حوله؛ لذا فهو مثبت جيد للرمال، ولكن الرعي الجائر يجعله غير قادر على تكوين هذه الأكمات.
 
ومن النباتات الرعوية أيضًا شجرة السمر، وتعد من العائلة البقولية، وهي أوسع النباتات انتشارًا في منطقة المدينة المنورة، وترعى الإبل والمعز الأطراف الغضة لفروع هذا النبات، ورعي البراعم الطرفية يؤدي إلى تشكل الشجرة بشكل يخالف ما يمكن أن تنمو عليه لو لم تتعرض للرعي. ومن نباتات المراعي عائلة الحمض، وتحتوي هذه العائلة على عدد من الأنواع النباتية التي ترعاها الإبل، وكثير من هذه الأنواع عصيري يحتوي على كمية كبيرة من الأملاح الذائبة التي ترفع الضغط الأسموزي لسائل الخلية النباتية ومن ثم الحيوانية، فتساعد حيوانات المرعى على مقاومة الجفاف. ومن نباتات الفصيلة المركبة نبات العرفج، وهو على شكل شجيرة شائعة الانتشار، سيقانها بيضاء فضية اللون كثيرة التفرع، وقاعدتها وأغصانها متشابكة، وأوراقها صغيرة، وتنتظم أزهارها في رؤوس صفراء اللون، وتعطي كميات وفيرة من المرعى.
 
ومن النباتات الرعوية النامية في المواقع المختلفة من المنطقة: العلندة، والقرضى، والرقروق، والحلمة، والسلة، والشبرم، والقرم، والمرخ، والعوسج، والسعدان.
 
ونظرًا لتميز منطقة المدينة بوجود أجزاء كبيرة منها على شكل حرات صخرية، فإن الحيوانات الرعوية السائدة بهذه الأجزاء هي: الأغنام، والمعز، وتتركز في الأجزاء الجنوبية والوسطى وبخاصة في المرتفعات مثل: جبال الفقرة، وجبل رضوى، وجبل الورد. أما في الأمكنة الشمالية، والشمالية الشرقية، والساحلية، فتوجد قطعان الإبل بشكل كبير مع وجود قطعان الأغنام والمعز. ويتخلل المناطق الرعوية مواقع زراعية، يجمع السكان فيها بين العمل بالزراعة وتربية الماشية؛ إذ تعتمد الإبل والمعز والأغنام بشكل أساسي على الأعلاف، وهي مستقرة في حظائرها.
 
فضلاً عن الدور الطبي الذي يؤديه كثير من تلك النباتات، وبخاصة في البيئات الشعبية التي تعتمد كثيرًا على العلاج الشعبي، أو ما يسمى بـ (الطب العربي)  
 
شارك المقالة:
364 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook