الغطاء النباتي في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الغطاء النباتي في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الغطاء النباتي في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
كان للنباتات البرية في كل مناطق المملكة العربية السعودية عامة وفي منطقة القصيم خاصة دور رئيس في الأزمان السابقة والحاضرة؛ لكونها مصدرًا مهمًا جدًا للإنسان والحيوان، من الناحية الرعوية، والطبية، والغذائية، والعطرية.
 
لقد أظهرت الدراسات البحثية للنباتات البرية في المملكة أهمية التنوع النباتي، حيث يقدر عدد الأنواع النباتية بنحو 2240 نوعًا تنتمي إلى 142 عائلة نباتية تنمو في عدد من البيئات النباتية المختلفة  .  وتعد منطقة القصيم من المواقع البيئية التي تمتاز بتنوع نباتي جيد؛ حيث رصد أحد الباحثين   نحو 450 نوعًا نباتيًا بريًا تنتمي إلى 257 جنسًا نباتيًا تستوطن مواقع بيئية مختلفة وموزعة في 62 عائلة نباتية. وأوضحت إحدى الدراسات تسجيل نوع نباتي ملحي جديد لأول مرة يلاحظ وجوده في الغطاء النباتي السعودي، حيث وجد بسبخة العوشزية (شرق مدينة عنيزة وتبعد عنها نحو 15كم)، وهو نبات ساليكورنيا (Salicornia qassimensis).
 
وقامت إحدى الدراسات البيئية الميدانية للغطاء النباتي في المنطقة، في عام 1376هـ / 1957م  ،  بدراسة مسحية للغطاء النباتي في وسط المملكة العربية السعودية وشرقِها، وحددت بعض العشائر النباتية الصحراوية في وادي الرمة والعوشزية في المنطقة، وتبع ذلك بعض الدراسات البيئية للغطاء النباتي في القصيم؛ حيث حددت إحداها   أربعة أنواع رئيسة من البيئات فيها شملت الصحارى، والواحات، والأراضي الملحية، والأراضي المزروعة، وتم رصد أهم أنواع النباتات التي تعمرها، وبخاصة النباتات الطبية، كما قامت الدراسة نفسها   بدراسة الغطاء النباتي الطبيعي لسبخة ملحية داخلية في الشقة في منطقة القصيم، وأظهرت أن الاختلافات في مستوى سطح الأرض، والارتفاع العمودي فوق مستوى الماء الملحي الأرضي، وتدرج مستويات رطوبة التربة وملوحتها، وكذلك جفاف المناخ، أسهمت كلها في نمط توزيع العشائر النباتية. وأوضحت دراسة   بيئية للكساء النباتي الطبيعي في محافظة عنيزة في المنطقة خصائص 22 عشيرة نباتية ومعرفة مواطنها البيئية، ونشرت وزارة الزراعة كتابًا بعنوان (الغطاء النباتي للمملكة العربية السعودية)   موضَّحًا فيه أهم العشائر النباتية في المنطقة، والمتمثلة في عشيرة الغضا الذي يستوطن المواقع الرملية العميقة، وعشيرة الأرطى التي تحتل المواقع المنخفضة من الكثبان الرملية العميقة، وعشيرة الرمث التي تنتشر تحت النفود في أحزمة ضيقة على المنحدرات المنخفضة لمجموعات الكثبان الرملية، ويطلق عليها (حزم الرمث)، كما لوحظ وجودها في المناطق الصخرية، وعشيرة شوي، والعاقول، والشنان، والخريط، والسويدا التي تنمو في البيئات الملحية السبخية متجاورة بعضها مع بعض، وعشيرة أشجار الأكاسيات التي تشاهد في بطون الأودية والمنحدرات المائية الواسعة والأخاديد الناتجة من التعرية، وعشيرة العرفج، والعوسج التي تستوطن الترب الرملية الحصوية.
 
إن كثيرًا من النباتات الحولية الموسمية (السعدان والأقحوان والقرنفل...) غالبًا ما تشاهد في فصل الشتاء نتيجة لسقوط الأمطار الشتوية، إلا أن أغلب هذه العشائر النباتية أصبحت في تدهور حاد؛ نتيجة للرعي العشوائي الجائر، والاحتطاب، وكثرة الحرائق في عدد من المواقع الشجرية؛ كل ذلك تسبب في فقدان عدد من الأنواع النباتية ذات الأهمية الرعوية والطبية والصناعية وغيرها من النباتات ذات الاستخدامات الأخرى.
 
ولقد أشار بعض الباحثين   إلى أن الاحتطاب قضى على 25% من شجيرات الأرطى النامية بنفود المظهور على بعد 60كم شمال شرقي بريدة في منطقة القصيم، وأن كثيرًا من الأراضي التي أنهكتها كثرة الرعي والاحتطاب بحاجة عاجلة إلى إعادة زراعتها والعناية بها من قِبل الجهات الحكومية ذات العلاقة، مثل: وزارة الزراعة، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها التي قامت بجهود طيبة من خلال إنشاء عدد من المحميات الطبيعية، إلا أن الوضع الحالي يتطلب المزيد من تضافر الجهود لزيادة تلك المحميات، كما يتطلب من المواطنين الاهتمام بالمحافظة على الثروات النباتية المهمة.
 
شارك المقالة:
113 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook