الفخار والخزف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الفخار والخزف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الفخار والخزف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
كان إنتاج الخزف في العالم الإسلامي عظيمًا جدًّا، وقد صنع من الخزف الإسلامي أكثر من أي ضرب آخر من ضروب التحف الإسلامية، وكانت الحفائر ولا تزال تكشف دائمًا عن كميات وافرة من هذا الخزف، ويمكن تقسيم فخار وخزف أحد المواقع المهمة في منطقة المدينة المنورة، الذي أجريت به حفريات، وهو موقع الربذة، على النحو الآتي: فخار غير مطلي اتخذ من عجينة طينية خشنة سميكة البدن مسامية، أو صلبة وناعمة خالية من المسامات، وصنع بالدولاب (العجلة)، أو بالدولاب واليد معًا، أو بالقالب، وهو مطلي، أو غير مطلي. ومعظم القطع أو الكسر التي عثر عليها في الربذة اتسمت بأنها من الفخار الرقيق البدن، ومعظمها ببطانة بيضاء من الخارج وعليه خطوط زخرفية غائرة ذات طلاء بني فاتح أو أحمر. كما عُثر في التنقيبات الأثرية في الربذة على كسر خزفية ترجع إلى العهد العباسي تمثل كسرًا أو أجزاءً من أطباق، وهذه الكسر الخزفية مرسوم تحت طلائها زخارف نفذت باللون الأزرق على أرضية بيضاء، أو هي نباتية مثل المراوح النخيلية، أو كتابية كوفية مثل جزء من طبق خزفي مرسوم تحت الطلاء ومزخرف بكتابة كوفية هي كلمة (بركة) نفذت باللون الأزرق على أرضية بيضاء، أو هي من خزف ذي بريق معدني  ،  ومن المعروف أن هذا النوع من الخزف انفرد به الخزاف المسلم، ولم يكن معروفًا قبل الإسلام، ويرجع السبب في ابتكار هذا النوع من الخزف إلى اهتداء الخزاف المسلم إلى مادة الطلاء الزجاجي المعتم ذي اللون الأبيض بإضافة أوكسيد القصدير إلى الطلاء الزجاجي الشفاف الذي كان يستعمل من قبل. وكان اهتداء الخزاف المسلم إلى هذا الطلاء نقطة تحول في صناعة الخزف الإسلامي عامة، وكان ذلك في القرن 3هـ / 9م  .  وتمثل القطع التي عثر عليها في الربذة أو في غزوة بوادي العقيق على سبيل المثال   أجزاءً من أطباق وصحون وأكواب وقدور عليها زخارف ذات لون واحد أو متعددة الألوان، أما زخارفها فهي تتشابه مع خزف سامراء ذي البريق المعدني من حيث اشتماله على زخارف نباتية محورة ونقاط مطموسة وتهشيرات  
 
شارك المقالة:
178 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook