الفرص الاستثمارية في الإجازة الاحترازية

الكاتب: المدير -
الفرص الاستثمارية في الإجازة الاحترازية
"الفرص الاستثمارية في الإجازة الاحترازية

 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فقد دخل أحد التجار على بائع، فرحَّب به البائع أجمل ترحيب، وعرض بضاعته بطريقة احترافية، فما كان من التاجر إلا أن اشترى منه بقيمة كبيرة تعادل مبيعات شهر كامل، فلما علم صاحب المحل كافأه بمبلغ مالي وهدية قيِّمة، وشهادات شكر وتقدير.

 

أرأيتم أيها الكرام كيف استغل هذا البائع الماهر هذه الفرصة، فتخيَّل لو أنه أهمل التاجر، فقد يخسر خسارة كبيرة لم تكن في الحسبان، وهذا في الدنيا، فما بالك بأمور الآخرة، إذًا الفرصة الآن بين يديك..

 

أولًا: تأكد أن أمر المؤمن كله خير، كما في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكانَ خَيْرًا له؛ (رواه مسلم برقم:2999).

 

وثانيًا: ما يمر به العالم الآن من ابتلاء وانتشار لهذا الفيروس القاتل (كورونا)، فهو خير للمؤمن وليس ذاك إلا للمؤمن، وما قامت به المملكة العربية السعودية حرسها الله من الإجراءات الاحترازية، فهو خير لك وحفاظ على صحتك وعلى صحة إخوانك المسلمين، ومن هذه الإجراءات بقاؤك في المنزل لمدة أسبوعين، تستطيع أن تقدم فيهما الكثير من البرامج والأعمال، ومنها على سبيل المثال لا سيبل الحصر:

1) قراءة أجزاء من القرآن الكريم، أو مراجعة ما حفظته سابقًا، أو تعليم غيرك عن طريق قنوات التواصل.

 

2) تعلم أكثر وأكثر عن أمور دينك (الصلاة، الصيام، الصدقة، الحج والعمرة...).

 

3) إذا لم تكن تعاني من أمراض، فحافظ على صلاتك في وقتها مع الجماعة، وخاصة أنه تم تقليل أوقات الانتظار بين الأذان والإقامة في هذه الفترة فقط.

 

4) حاول أن تستمع إلى العلماء الربانيين في مثل هذه الأزمات.

 

5) استمع إلى مقاطع صوتية علمية لعلماء أجِلاء في شروح بعض الكتب الشرعية؛ مثل العقيدة والفقه والحديث والنحو... إلخ.

 

6) تفريغ بعض هذه المقاطع الصوتية وتقوم بنشرها ليستفيد منها الغير.

 

7) ادع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر؛ يقول تعالى: ? وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [آل عمران:104].

 

8) التحذير من العقائد الفاسدة، وتحذير الناس من الإلحاد، خاصة الذي ينكر وجود الله سبحانه وتعالى، ونشر العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة بين الناس.

 

9) ترجمة بعض الكتب والرسائل التي تتحدث عن الإسلام ونشرها للناس عبر قنوات التواصل.

 

10) اذكر الله كثيرًا، وذكِّر غيرك بذكر الله، وأكثر من الاستغفار، وارجع إلى الله بقلب منيب صادق.

 

11) تعليم أبنائك بعض سور القرآن التي لم يتقنها البعض منهم.

 

12) اقرأ عليهم من بعض التفاسير الصحيحة حسب أعمارهم.

 

13) اقرأ عليهم قصص الأنبياء الصحيحة الواردة في القرآن والسنة، أو تقرأ عليهم السيرة النبوية المطهرة.

 

14) تعليم أبنائك بعض الحقوق المهمة؛ مثل: حق الله سبحانه وتعالى، وحق النبي صلى الله عليه وسلم، وحق الوالدين، وحق الأيتام، وحق الضعفاء، وحقوق الأرحام، وحقوق الجيران، وغيرها من الحقوق.

 

15) تعليم أبنائك بعض الآداب حسب أعمارهم؛ مثل: آداب المسجد، وآداب المجالس، وآداب الطعام والكلام.

 

16) تساعد أهلك في بيتك اقتداءً بأكرم الخلق صلى الله عليه وسلم، فلما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قالَتْ: كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ؛ (رواه البخاري برقم: 976).

 

17) صل أرحامك واقترِب منهم بالاتصال والسؤال، ناصحهم إن استطعت.

 

18) ليكن شعارك بثَّ التفاؤل بين المسلمين، وعدم ترويعهم بالشائعات.

 

19) الدعاء للمسلمين بالنصر والتمكين في شتى بقاع الأرض، والدعاء برفع هذا البلاء.

 

20) اقرأ أكثر من كتاب مفيد في تخصُّصك أو في غير تخصصك.

 

21) قم بتقديم مساعدة عن بُعد لأخيك المسلم حسب استطاعتك، قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: سَأَلْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: إيمَانٌ باللَّهِ، وجِهَادٌ في سَبيلِهِ، قُلتُ: فأيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ؟ قالَ: أعْلَاهَا ثَمَنًا، وأَنْفَسُهَا عِنْدَ أهْلِهَا، قُلتُ: فإنْ لَمْ أفْعَلْ؟ قالَ: تُعِينُ ضَائِعًا، أوْ تَصْنَعُ لأخْرَقَ،: قالَ: فإنْ لَمْ أفْعَلْ؟ قالَ: تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ، فإنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بهَا علَى نَفْسِكَ؛ (رواه البخاري برقم: 2518)، (تُعينُ ضائعًا: تُساعده في عمله، أو تصنَعُ لأخرَقَ وهو: مُسيء التَّدبير، الذي لا يُتقنُ ما يفعله).

 

22) إن استطعت أن تدَّخر من مالك لك ولعائلتك فافعل.

 

23) قم بمساعدة رئيسك في العمل إن احتاجت الضرورة ذلك.

 

24) تعين وطنك، مجتمعك، أهلك، كل من حولك.

 

25) تعلَّم مهارة جديدة (مونتاج، برامج الأوفيس، تسويق...).

 

26) تعلَّم مبادئ وقواعد لغة جديدة (فرنسية، صينية،...).

 

27) حاول أن تضع برامج الصيف لك ولعائلتك، سواء كانت في السفر، أو بإلحاقهم إحدى البرامج العلمية النافعة الهادفة.

 

28) استمع إلى كتب صوتية مفيدة في تنمية الذات، أو في التربية أو غير ذلك.

 

29) تصدَّق عبر الحسابات الرسمية لإحدى الجمعيات الموثوقة في المملكة.

 

30) قم بترتيب أوراقك، مكتبتك، منزلك.

 

31) قم بمراجعة حساباتك السابقة، قم بترتيب وتنسيق اجتماعاتك اللاحقة في شركتك، منزلك، حياتك الخاصة.

 

32) راجع تقصيرك في حق الله سبحانه وتعالى وحقوق العباد، وأدِّ الحقوق إلى أهلها.

 

33) بادر، تطوع، اصنع، اعمل، اتقن، شارك، ألِّف، حذِّر، احفظ، اقترح، تعلم، علِّم.

 

أخي القارئ المبارك: لئن تنجز 50 % مما كُتب، خيرٌ من عدم إنجازك شيئًا تستفيد منه في حياتك.

 

نسأل الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين، اللهم إنَّا نعوذُ بك من البرَص والجنون، والجُذام وسيِّئ الأسقام.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا.


"
شارك المقالة:
31 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook