المحتوى

الفرق بين السماع والاستماع

الكاتب: يزن النابلسي -

الفرق بين السماع والاستماع

 

السؤال
 
لماذا نفرق بين السماع والاستماع؟ هل هناك دليل على ذلك؟ فالأصل أن السماع هو الاستماع، لكن الفقهاء يفرقون فيما بينها في مسألة سجود التلاوة مثلاً وفي سماع الغناء، فما التحقيق في هذا؟
 
 
الجواب
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إن هناك فرقاً بين الاستماع والسماع في المعنى وفي اللفظ وفي الحكم، هذا وقول السائل: الأصل أن السماع هو الاستماع، فيه نظر لاختلاف المعنى والحكم وتركيب الكلمة. ومن المعلوم أن الزيادة في مبنى الكلمة تدل على الزيادة في معناها؛ فاستمع فيها زيادة عن سمع، والمستمع هو الذي يصغي ويقصد الاستماع للمتكلم، والسامع هو الذي يسمع الشيء وفي الغالب غير قاصد للسماع، فقد جاء في المصباح المنير ص 237 ما نصه (استمع لما كان بقصد لأنه لا يكون إلا بالإصغاء، وسمع يكون بقصد وبدونه) انتهى.
قلت: وقد فرق الفقهاء بينهما في سجود التلاوة فأوجبوا السجود على المستمع للقارئ دون السامع.
فاستدلوا على وجوبه في حق المستمع بحديث ابن عمر: كانوا يسجدون مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد كما استدلوا بعدم سجود السامع بما أخرجه البخاري معلقاً أن عثمان رضي الله عنه مَرَّ بقارئ يقرأ سجدة ليسجد معه عثمان فلم يسجد وقال: إنما السجدة على من استمع، وروى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق عن ابن عباس أنه قال: إنما السجدة على من جلس لها.
هذا ما أردت إيضاحه حول هذا السؤال وبإمكان السائل إن أراد المزيد من الإيضاح مراجعة كتب اللغة، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
 
 المرجع موقع المسلم
شارك المقالة:
32 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook