العفو هو ترك العقاب والتجاوز عنه مع إمكان بقاء أثر ذلك في النفس وأصله المحو والطمس، قال الخليل" وكل من استحق عقوبة فتركته فقد عفوت عنه وقد يكون أن يعفو الإنسان عن الشيء بمعنى الترك ولا يكون ذلك عن استحقاق" وقال الراغب" العفو هوالتجافي عن الذنب" والعفو من صفات الله، وهو مشروط بالإصلاح قال تعالى:"فمن عفا وأصلح فأجره على الله" الشورى.
أما الصفح فهو أبلغ من العفو: وذلك لأن الإنسان قد يعفو ولا يصفح؛ فالصفح يعني التجاوز عن الخطأ وإزالة أثره من النفس وترك التأنيب أي محو الخطأ كأن لم يكن ويدل على ذلك قوله تعالى:" فاعفوا واصفحوا " فالعفو ترك المؤاخذة بالذنب والصفح إزالة أثره من النفس وقد يكون بالصفح بعض العتاب.
لذلك لا بد أن يسود العفو الصفح بين الناس فمن يعفو ويصفح ينام هادئاً فهو تجاوز عمن أساء إليه لنيل رضا الله والأجر والثواب منه، أما من لا يعفو فهو يبقى قلق تراوده الهواجس للانتقام، وهو بذلك يبتعد عن عبادة الله ويقع في الندم.