المحتوى

الفرق بين الفراسة وادعاء علم الغيب

الكاتب: يزن النابلسي -

الفرق بين الفراسة وادعاء علم الغيب

 

السؤال
 
حول ما ورد في كتاب (مدارج السالكين) لابن القيم قال : وأخبرني ـ يعني شيخ الإسلام ابن تيمية ـ ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها.
هل هذه فراسة أم ادّعاء لعلم الغيب كما عند الصوفية؟
وهل المكاشفة أيضاً معناها أن يطلّع الولي على علم الغيب. وفي الآية "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا"
هل الاستثناء في الآيه يشمل الأولياء مع الأنبياء؟
وجزاكم الله خيراً
 
 
الجواب
 
ج/ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إن ما ذكره ابن القيم عن شيخه ابن تيمية هو من قبيل الفراسة وليس من ادعاء علم الغيب، والفراسة: هي الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية، قال ابن القيم _رحمه الله_ في (مدارج السالكين جـ2 ص 482) ما نصه: "ومن منازل "إياك نعبد وإياك نستعين" منزلة الفراسة، قال الله _تعالى_: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ" (الحجر:75)، قال مجاهد _رحمه الله_: المتفرسين، إلى أن قال: وقال _تعالى_ في حق المنافقين: "وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" (محمد: من الآية30)، فالأول: فراسة النظر والعين، والثاني: فراسة الأذن والسمع، إلى أن قال _رحمه الله_: وفي الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه_ عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم تلا قوله _تعالى_: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ" (الحجر:75)، هذا وأحيل القارئ إلى المرجع المذكور ففيه تفصيل أنواع الفراسة، وسببها، وحقيقتها وأمثلة عليها.
هذا وقول السائل: هل المكاشفة من علم الغيب نقول: لا يعلم الغيب إلا الله لكنها من كرامات الأولياء فقد يحصل لبعض عباد الله الصالحين من الأشياء التي يُكشَف له عنها ما لا يحصل لغيره، ومثل المكاشفات ما حصل لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حيث كان يخطب الناس يوم الجمعة على المنبر فسمعوه يقول: يا سارية الجبل فتعجبوا من ذلك ثم سألوه فقال: إن الله كشف له عن سارية بن زنيم وهو أحد قواده في العراق وأنه محصور من عدوه فوجهه إلى الجبل فسمع سارية صوت عمر وانحاز إلى الجبل وتحصن به.
هذا وقول السائل: هل الاستثناء المذكور في قوله _تعالى_: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً" (الجـن:26، 27) يشمل الأولياء مع الأنبياء؟ نقول: قد قال كثير من المفسرين: إنه يقتص
ر على ما ذكره الله وهو ما ارتضاه من الرسل. راجع تفسير القرطبي وابن كثير والسعدي وغيرها. والله أعلم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
 
المرجع موقع المسلم
شارك المقالة:
45 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook