الفطريات الجلدية

الكاتب: وسام ونوس -
الفطريات الجلدية

 

 

الفطريات الجلدية

 

هي عبارة عن طفيليات تعيش على المواد العضويّة الحيّة أو الميتة، ويُصنّف العلماء الفطريات وفقاً لمظهرها تحت المجهر وفي عينات الزراعة، وأيضاً وفق طريقة تكاثرها، سواءً كانت جنسية أو لا جنسيّة. تحتوي الفطريات المُتنامية على خيوط مُتفرّعة تُسمّى الخيوط الفطرية، وتُشكّل ما يسمّى بالأفطورة، بينما تتجزّأ بعض الفطريات بجدران متقاطعة تُعرف بالحواجز.


تُصنَّع الأبواغ المفصليّة من أجزاء من الخيوط الفطرية، تنفصل عنها عند الحواجز. وتتكوّن الأبواغ اللاجنسية (أو ما يُعرف بالغبيرات) من خيط مُتخصّص بإنتاجها يُسمّى الكوينيدوفور. أمّا مرحلة التّكاثر الجنسيّ فمجهولة عند كثير من الفطريات، وهذه هي الفطريات الناقصة وتشمل تلك التي تُصيب الإنسان بالالتهاب. تُشكّل الخمائر نوعاً فرعيّاً من الفطريّات، تتميّز بتجمّعات لخلايا دائريّة أو بيضويّة، وتُخرج هذه الخلايا بطريقة التبرعم خلايا أخرى مُشابهة لها لتنقسم وتتكاثر، وفي بعض الظّروف تُشكّل سلسلة من الخلايا تُسمّى الأفطورة الكاذبة.

 

أنواع الالتهابات الفطريّة

أمّا الالتهاب النّاجم عن الفطريات فيمكن تقسيمه إلى ما يأتي:

  • التهاب الفطريّات السطحيّ: ويصيب هذا النوع الطبقات الخارجيّة من الجلد، والشّعر، والأظافر. أمّا أنواع الفطريات التي تُسبّبه فهي:
    • القوباء الحلقيّة.
    • الخمائر؛ كالمُبيّضات والملاسيزية.
    • العفن.
  • التهاب الفطريات التحت جلديّة: ويشمل هذا النوع التهاب الطبقات الداخليّة من الجلد، ومن الممكن أن يشمل العظم، أما الكائنات المُسبّبة له فتعيش عادةً في التربة وتعتاش على المُخلّفات. ويُصاب بها الإنسان في حالة وجود جرح في الجلد ساهم في إدخالها، لكنّها في العادة تبقى مُتمركزةً في مكان دخولها. وتشمل الأنواع المُسبّبة له ما يأتي:
    • المايسيتوما.
    • الفُطار الإصطباغي.
  • التهاب الفطريّات الجهازيّ: وقد ينتج هذا النّوع من استنشاق الأبواغ التي تعيش في التربة أو المخلفات العضويّة، أو يُصاب بها الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة كمرضٍ انتهازيّ.

 

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفطريات الجلديّة

من الممكن أن يُصاب أي شخص بالفطريّات الجلديّة، إذ إنّ الفطريات موجودة بكثرة في البيئة المحيطة، ويتعرّض الناس باستمرار للفطريات أو لأبواغها دون أن يُصابوا بالمرض. وعليه، فإنّ الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة معرضّون أكثر من غيرهم للإصابة بالفطريات الجلديّة، وتضم هذه الفئة كلّ ممّا يأتي:

  • الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الأيدز).
  • المرضى الخاضعين لزراعة الأعضاء؛ فمع تناول الأدوية المُضادّة للرفض التي تزيد من فرصة تقبّل الجسم للعضو الجديد، وتقلّ مناعته، فيصبح عرضةً أكبر للإصابة بالفطريات الجلديّة.
  • مرضى السرطان: فعلى مريض السرطان استشارة الطبيب بهذا الخصوص؛ إذ إنّ تعرّضه للعلاج الكيميائي والإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية من شأنه أن يُضعف مناعته، ويجعله مُعرّض للإصابة بمختلف أنواع الالتهابات منها الفطريات الجلديّة.
  • المرضى المُدخَلين للمستشفى: فمع أنّ الوجود بالمستشفى هدفه تحسّن المريض، إلّا أنّ هنالك إمكانية ليُصاب بالالتهابات، خصوصاً إذا ما كانت حالته الصحيّة سيئة، أو كان يعاني من مرض يُنقِص مناعته. وكذلك، وبالرغم من الجهود التي يبذلها عمّال القطاع الصحّي لمنع الإصابة بالعدوى، فهنالك عمليّات وإجراءات مُعيّنة قد تزيد من فرصة الإصابة بها، كالقسطرة، ومُختلف العمليّات الجراحيّة. وتعرف هذه الحالة بالعدوى المُتعلّقة بالرعاية الصحيّة.
  • مرضى زرع الخلايا الجذعيّة: تزيد نسبة الإصابة بالفطريات الجلدية عند هؤلاء المرضى لأن الخلايا الجذعيّة أولاً تهدم جهاز المناعة، ومن ثم تُعيد بناءه.
  • الأشخاص الذين يتناولون أدوية مُنقصة للمناعة: فقد يتناول المرضى أدوية مُعيّنة تُقلّل مناعة الجسم كإحدى أعراضها الجانبية، إذ إنّ هنالك نوعان من الأدوية يُسبّبان نقصاً في المناعة، هما:
    • الكورتيكوستيرويد: وهي أدوية تُستخدم لعلاج التهابات المفاصل، والرّبو، وأمراض المناعة الذاتيّة.
    • مُثبّطات عامل نخر الورم (TNF): وتُعطَى هذه الأدوية لمرضى المناعة الذاتية، وداء الأمعاء الالتهابيّ.

 

علاج الفطريات الجلدية

لعلاج الفطريات الجلديّة طرق عدّة، منها

  • الإجراءات العامّة:
    • الحدّ من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالفطريّات الجلدية قدر الإمكان.
    • الحفاظ على المنطقة المُصابة من الجلد نظيفة وجافّة، وغسلها يوميّاً، والتأكّد من تجفيف المنطقة ما بين أصابع القدم وثَنيات الجلد، والحرص على استخدام المنشفة الخاصّة.
    • تنظيف الحمّام والدّش باستخدام المُبيّض.
    • غسل الجوارب والمناشف وألبسة الحمام بدرجة حرارة 60 سْ على الأقل.
    • استخدام المُطهّرات: إذ يُنصح باستخدام أقراص المصّ المحتوي على ديكوانيليوم كلورايد للحدّ من المُبيّضات الفمويّة، وأيضاً استخدام دايايودوهيدروكسيكوينيلون للمبيّضات الفرجيّة المهبليّة.
  • التّقليل من فرصة تكرار الإصابة بالفطريات الجلديّة: إذ إنّ أبواغ الفطريّات تعيش لفترة طويلة، لذلك من المحتمل تكرار الإصابة بها. وللتقليل من هذه الفرصة يُنصح باتّباع الآتي:
    • عدم مشاركة المناشف أو أغطية الأسرّة أو الملابس مع أي أحد.
    • تجنّب السير حافي القدمين، خصوصاً في المسابح العامّة، وغرف تبديل الملابس.
    • تجنّب ارتداء الملابس نفسها لفترة طويلة، وكذلك تجنّب ارتداء الملابس الحابسة كجوارب النايلون الطويلة.
    • ارتداء الأحذية المفتوحة عند الإمكان، وتجنّب ارتداء الأحذية الحابسة، كالجزمات المطاطيّة لفترة طويلة.
    • استخدام بودرة القدم المُضادّة للفطريّات المحتوية على سيكلوبيروكس، أو الإيكونازول، أو الميكونازول، وغيرهم، والرشّ منها داخل الحذاء.
    • في حالة الإصابة بالفطريات الجلدية بسبب الحيوانات، تجب معرفة الحيوان المُصاب وعلاجه.
  • المُضادّات الموضعيّة للفطريّات: إذ إنّ هذه الأدوية غالباً ما تُعالج الفطريّات الجلدية، ومن الممكن استخدام الكثير من المستحضرات الموضعيّة كالكريمات دون وصفة الطبيب. وتُستخدم هذه المستحضرات مرّتين يوميّاً على المنطقة المصابة مدّة أسبوعين لأربعة أسابيع مُتضمنّة جزءاً من الجلد السليم. وغالباً ما تقضي الحاجة لاستخدامها بشكل مُتكرّر. ويضمّ هذا النوع من العلاج أدويةً عدّة منها، بنزويك أسيد، وإنديسيلينيك ألكانومايدز، وسيكلوبيروكس أولامين، ونيستاتين، والإميدازولز، وغيرها. ومنها مُستحضرات خاصة بكل نوع من أنواع الفطريات الجلديّة وفقاً للمنطقة المُصابة، فهنالك ما هو مُخصّص لفروة الرأس، وللأظافر، وللفم، وللمهبل.
  • المُضادّات الفمويّة للفطريات: وتستخدم هذه الأدوية في حالات عدّة؛ كالإصابة بعدوى فطريّة شديدة، أو إذا لم تستجب للأدوية الموضعيّة، أو إذا أصابت منطقة مُغطّاة بالشعر. ومن هذه الأدوية إتراكونازول، وكيتوكونازول، وفلوكونازول، ويستخدم أيضاً كلاً من فوريكونازول، وبوساكونازول فقط لعلاج المُبيّضات الشديدة.

 

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook