الفعاليات الثقافية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الفعاليات الثقافية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الفعاليات الثقافية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
أ - مجالس الأدب:
 
لقد كانت الندوات الأدبية والمجالس العلميّة والمسامرات الثقافيّة جزءًا من التقاليد الثقافيّة الجازانيّة العريقة، وقد سبقت قيام النادي الأدبي وواكبته، وذلك في مختلف مدن جازان وقُراها. وكان من تلك المجالس ما تُقيمه الأُسر العلمية، ويحضره وجهاء المجتمع وفضلاؤه، وطلبة العلم فيه. منها الخاص بأهل العِلْم الشرعيّ والفقه، ومنها العام لشُداة العلم والمعرفة. وذلك مثل مجالس أسرة آل الحَكَمي، وندوة قرية الخيمة (جنوب بلدة ضَمَد) التي كان قد اختطّها إسماعيل بن عبدالله بن أحمد الضَّمَدي سنة 1260هـ / 1844م، وكان يحضرها القُضاةُ والعلماءُ والأدباءُ والشعراء. ومجالس محمّد بن حسن بن أحمد البهكلي 1209 - 1268هـ / 1794 - 1852م التي كانت حافلة بألوان الأدب، وهي لقاءات مليئة بالحوار والجدل الذي قد لا يخلو في بعض الحالات من الخصومة والنـزاع، كما حدث بين الوزير السيد حسن بن خالد الحازمي، والقاضي محمّد بن مهدي بن أحمد الضَّمَدي عالم ضَمَد المشهور. وقد أدى الجدل بينهما إلى خروج القاضي من المخلاف السليماني إلى صَنعاء  .  ولا ريب في أن تلك الحِلَق العلميّة والأدبيّة   كانت وراء ظهور نجوم ثقافيّة وبروز أعلام فكرية على امتداد تاريخ الثقافة في جازان، يدل على ذلك ما فصّله العقيلي حول بروز شخصيّته الشعرية وكذلك زميله محمّد بن علي السنوسي  .  كما أن تلك المنتديات كانت مدارس أدبيّة تخرّج فيها بعض المَلَكات الفكريّة، وصُقل كثير من المواهب الأدبيّة، وأُشيع من خلالها حُبّ القراءة والاطلاع والنقاش بين الناس.
 
وإذا كان ذلك هو الجوّ الثقافي السائد تاريخيًّا في منطقة جازان؛ فإن من أهم المجالس الثقافيّة التي عُرفتْ في العقود الأخيرة ما يأتي:  
 
 مجلس الأديب أحمد بن عبدالرحمن البهكلي. وكان من روّاده: يحيى محمّد با صهي، والعابد الإدريسي، وعُمَر صالح هاشم، وعبدالله قاضي.
 
 مجلس الشيخ عقيل بن أحمد. وكان من روّاده: علي بن محمّد صالح عبدالحقّ، وعبدالله مطهّر، ومحمّد عقيل بن أحمد، ومحمّد زارع عقيل، وعبدالقادر العلاقي.
 
 مجلس رئيس البلدية الشيخ عيسى فتح الدين عقيلي. ومن روّاده عبدالقادر العلاقي، وغيره.
 
 مجلس الأديب عبدالقادر العلاقي. وكان من روّاده: محمّد بن علي السنوسي، ومحمّد بن أحمد العقيلي، وعبدالله مطهّر، ومحمّد زارع عقيل.
 
 مجلس أمير المنطقة. ويُدار فيه بعض الندوات الأدبيّة والفكريّة والاجتماعيّة، وقد تُقدم فيه أوراق بحثية تُدار حولها المداخلات. كما يُجرى فيه بعض المناظرات الشعريّة. وهو مجلس مستمرٌّ في فعالياته أسبوعيًّا. وقد كان من قُصّاده في فترة إمارة الأمير خالد بن أحمد السديري: العابد الإدريسي، وعقيل بن أحمد، وعلي محمّد صالح عبدالحق، وعلي محمّد السنوسي. وملتقيات مجلس الأمير مستمرة في فترة إمارة أمير المنطقة الحالي محمّد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود، إلى جانب لقاء دوريّ جديد يُدعى إليه الأدباء والمثقفون والأكاديميّون من أبناء جازان، داخل المنطقة وخارجها.
 
مجلس الأمير محمّد بن ماضي. وكان من روّاده: أحمد بن علي بن عبدالفتّاح الحازمي، ويحيى بن موسى الحازمي، ومحمّد عثمان جوحلي، ومحمّد بن أحمد الحازمي.
 
 اللقاءات الأدبيّة في مجلس الأمير محمّد بن أحمد السديري. وكان من روّادها: أحمد بن علي بن عبدالفتّاح الحازمي، ومحمّد بن أحمد الحازمي.
 
 جلسة أدبيّة كانت تُعقد في صَبْيا خلال الثمانينيّات من القرن الرابع عشر الهجري / ستينيات القرن العشرين الميلادي. وكان من روّادها: محمّد محسن مشاري، وأحمد عذيق، وصالح الحميد، وعبدالعزيز الهويدي، وعلي عطيف النعمي.
 
 نادي ضَمَد الأدبي الذي كان صاحب فكرته الشاعر علي أحمد النعمي. وكانت تُعقد فيه لقاءات أدبيّة دوريّة، وتصدح القصائد فيه في المناسبات الوطنيّة والاجتماعيّة والأعياد.
 
 منتدى خاص يُعقد لدى الشيخ إبراهيم حسن الشعبي في مدينة صامطة، ويقيم نشاطًا أدبيًّا وثقافيًّا منوّعًا بانتظام.
 
 منتدى خاص يُعقد لدى الشاعر أحمد إبراهيم الحربي في بلدة القرفي، ونشاط هذا المنتدى مثل سابقه.
 
ب - فعاليات النادي الأدبي:
 
أخذ النادي الأدبي على عاتقه منذ إنشائه تنظيم عدد من اللقاءات الثقافية، ومنها: - الأمسيات الشعرية - الأمسيات القصصية - الأمسيات الفنية - المحاضرات - الندوات - المسابقات الثقافيّة - منتدى للشباب، ويُقام بصفة نصف شهرية، وقد خصّصه النادي لرعاية المواهب الإبداعيّة وتشجيعها، وذلك منذ عام 1414هـ / 1993م.
 
ج - فعاليات جمعية الثقافة والفنون:
 
يشمل نشاط فرع جمعيّة الثقافة والفنون بجازان لقاءات ثقافيّة وفنّيّة، وتتمثّل أنشطته في برامج دوريّة للجنسين، مثل: برنامج نادي القصة- برنامج نادي الشعر- برنامج نادي الفنّ التشكيلي - برنامج نادي الفنّ المسرحي - المحاضرات - الأمسيات الشعريّة، بالفصحى والدارجة- الأمسيات القصصيّة- الندوات الثقافيّة- المعارض التشكيليّة- الدورات التدريبيّة في مجال الفنون - الاحتفالات الشعبيّة في المناسبات الدينيّة والوطنيّة- فعاليات التنشيط السياحي.
 
د - المهرجان الوطني للتراث والثقافة:
 
تشمل مشاركات منطقة جازان في المهرجان الوطني للتراث والثقافة شتى المستويات: ثقافيًّا، واجتماعيًّا، وفنّيًّا، فقد كان لجازان حضورها السنوي الفاعل في المهرجان وعطاؤها اللافت منذ انطلاقة هذه الفعالية الكُبرى في المملكة؛ وذلك لما تزخر به جازان من المقومات الأدبية والتراثية والفنية.
 
ولقد جاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة بمثابة منقذٍ لما يمكن إنقاذه من مأثورات جازان التراثيّة والشعبيّة المهدَّدة بالضياع، ولكي يَلُمّ شتات ما تفرق من تلك المأثورات قبل أن يندثر  .  ولذا تمّ مؤخّرًا على صعيد المهرجان في الجنادريّة إقامةُ جناح خاص بمنطقة جازان من الجبل إلى البحر، يضمّ قريةً تراثية تمثّل أهمّ عناصر الحياة العمرانية، ومظاهر الماضي التاريخي، ومكوّنات الحركة الاجتماعيّة والثقافية في جازان. كما تُعرض في هذا الجناح مقتنيات لجهاتٍ متعددة من المنطقة. وتدير الجناح بعثة مشكّلة من مختلف أرجاء المنطقة.
 
ويشهد جناح جازان في الجنادرية تطويرًا مستمرًّا، فقد أصبح يشمل ما يأتي - على سبيل المثال لا الحصر -:
 
نموذجًا للبيت الساحلي المنتشر في جزيرة فَرَسان ذي الطراز المميز في فن البناء، والبديع في نقوش مجالسه وردهاته، بأسواره وبواباته الفخمة. ونموذجًا للمنـزل التقليدي في تهامة والقُرى الريفيّة المسمّى بـ (العُشَّة)  ، بما تمثّله من نمط خاص يوائم البيئة والطقس، مع ما تحويه من أدوات، وأوانٍ، وصناعات يدويّة. ونموذجًا للبيت الجبلي بنمطه البنائي الحجريّ المتفرّد في شكل قِلاع أسطوانية تُطلّ في شموخ على المدرّجات الزراعية، ذلك الطراز المعماري التقليدي السائد في جبال فَيْفَاء وبني مالك.
 
كما يشمل الجناح وسائل بعض المهن الحرفية، والصناعات القديمة، ووسائل استصلاح الأراضي الزراعية، ووسائل توضح كيفية استخلاص بعض المواد الحيويّة مثل معصرة السمسم.. وغيرها، إلى جانب سوق شعبية، ومطعم خاص بالمأكولات الشعبية، وساحة ألعاب شعبية، ونموذج للمزرعة، ومحلّة لصناعة القوارب، كما يشمل الجناح قسمًا لعرض الحلي والأزياء التقليدية. وقد تمّت إضافة مبنيين إلى الجناح لشركة الأسماك السعودية، وشركة جازان الزراعية.
 
وهكذا أضحى جناح جازان في الجنادريّة يقدّم صورة تكامليّة عن ملامح الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة في المنطقة، بعراقة تراثها، وتعدّد بيئاتها الجغرافية والمناخية، وثراء عطاءاتها في الفنون، والثقافة، والحِرَف، والصناعات.
 
أمّا فرق الفنون الشعبية في منطقة جازان فقد صاحبتْ المهرجان منذ قيامه، وهي تستقطب - عادةً - اهتمام الزوّار والسائحين، بما تقدمه من رقصات متميّزة وإيقاعات خاصة، بل لقد ظل حضور فنّاني جازان - وفي مقدمتهم ابن المنطقة: الفنّان محمّد عبده - علامة بارزة على هذا المهرجان منذ انطلاقته الأولى.
 
ويشارك في مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة مختلف المؤسسات الثقافية في منطقة جازان، حكوميةً وأهليّةً، مثل إدارة التعليم للبنين والبنات في المنطقة، ونادي جازان الأدبي، وفرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وجمعية الملك فهد النسائية.. وغيرها، متضافرةً مع عرض بعض المقتنيات الأدبيّة، والأعمال الفنّيّة، والمأثورات الشعبيّة، مع بيعها بعض المطبوعات، أو توزيعها مجّانًا، تعريفًا بجازان، بيئةً وثقافة وتاريخًا.
 
وفي موسم الجنادريّة لعام 1416هـ / 1995م شهد المهرجان تكريم مؤرخ جازان الأديب محمّد بن أحمد العقيلي بمنحه جائزة المهرجان الثقافيّة. كما شهد موسم الجنادريّة لعام 1426هـ / 2005م تقديم الشاعر الجازاني أحمد بن يحيى البهكلي القصيدةَ السنوية لافتتاح المهرجان.
 
أمّا في مجال الفنون التشكيليّة فقد كان لعدد من الفنّانين التشكيليين من المنطقة نصيب كبير من الأعمال في المعارض الفنّيّة المصاحبة للمهرجان، ونال بعضهم جوائز المهرجان المختلفة. فمنهم - على سبيل المثال - الفنانة التشكيليّة بُشرى السيّد التي نالت جوائز نقديّة وعينيّة من الحرس الوطني للمشاركة في مهرجان الجنادرية للأعوام 1407، 1410، 1417، 1418، 1420هـ / 1987، 1989، 1996، 1997، 1999م، وكذلك الفنان التشكيلي يحيى الشريفي الذي نال الجائزة الأولى في مسابقة الجنادريّة لعام 1422هـ / 2001م.
 
شارك المقالة:
42 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook